في الفندق الفاخر الذي يُزينه بالكامل الالوان البُنية، يجلس العازفون ليخرجوا اجمل ما تقول الآلات الموسيقية والعديد من سُفرات الطعام يأكلون الناس هُنا وهُناك بالسكينة والشوكة.
يجلس مدحت بيه وابنه توفيق البالغ ٢٦ عاما من عمرهِ، علي سُفرة من الطعام مُنتظرين رحيم بيه وابنته
- يظهر مش هييجو يا بابا
• قالها توفيق وهو ينظر إلي ساعته
- أهُم جُم
• قالها مدحت بعد أن قام لمد يديه بالسلام عليهم ثم جلسوا علي الكراسي، ولكن يبدو أن توفيق وقف لينظر إليها بتأمل ثم قال
- ازيك يا ..سهير، مش كدة؟ بابا حكالي عنك وانك قد ايه موهوبة في عالم الفن والرسم
• نظر إليها مدحت يبتسم قائلاً
- دة ابني توفيق اكبر واحد في اخواته، البِكر بقي
• نظرت سهير له تبتسم لحديثه عن ابنه ثم قالت
- وانت بتدرس ايه يا توفيق
• كان سيُرد ولكن مدحت والده تحدث مُسرعًا قبله قائلاً
- توفيق مهندس ومعاه شركة كبيرة مكتوبة بإسمه
- مهندس! هايل، فنان بارضو بس بطريقتك
- اكيد فنان ويمكن اكتر منك كمان
• قالها وهو يضحك
• عدي الوقت وتناولو العشاء
- لاء مينفعش لازم اوصلكو بـعربيتي
- مالوش لزوم يا توفيق عربيتي برا الفندق
•قالها رحيم
- ابدا يا رحيم بيه
• صعدو جميعهم سيارة توفيق .. جلست سهير في الأريكة الخلفية مع مدحت ثم جلس رحيم بيه بجانب توفيق.
• ينظر توفيق إليها من المرآة التي أعلي رأسه، ثم يحرك عينيه بعيدا عندما تشعر أنه ينظر
• حتي وصلو الي فيلا رحيم
____________________
تشاهد والدة مراد التلفاز في العاشرة مساءً، فا هي ست بسيطة كبيرة في السن ترتدي الزي الاسود الصعيدي الخاص بالسيدات وتشاهد التلفاز علي الأريكةليأتي مراد بعد أن استيقظ من النوم، خرج من غرفتهِ ينظر يمينًا ويسارا ويفرك وجهه ثم وجد والدته
- ايه يا حبيبتي لسا صاحية كدة اومال فين ولاء
• قالها وهو يُقبل يديها
-نامت يولدي، غسلت غسيل كتير النهاردة يا حبة جلبي
- فعلا، ولاء بتعمل الي عليها و زيادة، ربنا يقويها يارب
- انت قولي، احضرلك العشا يا حبيبي؟
- لاء يا امي انا هعرف اكل لوحدي انا مبقتش صغير تحضريلي العشا كمان يا ست الكل، قوليلي أنتِ الي اتعشيتي
- الحمدلله يا ولدي
•طبطب بكفيهِ علي كفيها
• نظر الي التلفاز قائلا وهو يضحك
- احمد مظهر تاني كل شوية احمد مظهر
- فتي احلامي و انا شباب دة اومال
• قالتها وهي تبتسم ثم ضحك لها بصوتٍ، حتي نظر الي التلفاز وبدأت ملامحه تسرح وتتأمل عندما جاء مشهد من الفيلم " دعاء الكروان "
((((المشهد))))
- هو انا قد المقام ياسيدي ؟!
- ١٠٠ مرة اقولك الحب مافيهوش مقامات ، افهمك أزاي ! أعمل ايه عشان تصدقيني ؟! أركع تحت رجليكي .. أديني بركع .. يا أمنه أنا في عذاب ليل نهار بفكر فيكي .
(((انتهاء المشهد))))
- سمع هذا الحديث بين فاتن حمامة وأحمد مظهر ولم يعد عقله هنا، بل تذكر شيئا ما يُرهق عقله.. اظن انك تعرف ما هو عزيزي القارئ، اليس كذلك؟
• نظر الي الارض ثم قال
- انا هخرج اقعد برا في الهوا شوية يا امي• مرَ يومين، الان في جامعة المنيا تقف سهير مع نجاة، ترتدي سهير فستانا بني كلاسيكي، بينما نجاة ترتدي فستانا اسود قصير أيضا و كلاهما يرفعان شعرهما الي الاعلي
- و الفندق كان شكله حلو؟
• قالتها نجاة
- كان جميل بصراحة
• قالتها سهير وهي تحرك أكتافها
- بس بارضو كانت عزومة وسهرة لطيفة اظن مش كده؟
- كان موترني بعيونه بقولك تقوليلي لطيفة
• لم تُكمل حديثها حتي نادي عليها مراد
- سهير
• نظرت خلفها ثم قالت لنجاة
- طيب عن اذنك يا نجاة
- عن اذني جدا طبعا يا ستي
• قالتها وهي تضحك تداعب سهيرذهبت سهير الي مراد قائلة
- مراد، عامل ايه
- انا كويس، لكن الغريبة انك أنتِ الي مش كويسة مش كدة؟
• قالها وهو يبدو مُتسائلاً، مما جعلها تُشير بإصبعها الي صدرها قائلة
- انا مش كويسة؟ ليه بتقول كدة؟
- امبارح كانت محاضرة من محاضراتك المهمين ومجيتيش حتي الكلية خالص، قولت لازم في شيئ حصل منعك تيجي
• نظرت له وهي تبتسم قائلة
- انت كمان عرفت محاضراتي المهمة والي مش مهمة بالنسبة لمجالي
- المهم انك كويسة صح؟
- انا كويسة يا سيدي، لكن بس كنت في خروجة كبيرة وسهرت وتاني يوم صحيت مش قادرة انزل الجامعة
- خروجة ايه يا تري الي تخليكي متجيش وتتعبك كدة
• نظرت إلي حقيبتها ثم وضعت يديها عليها ثم نظرت له قائلة
- ابدا، صاحب بابا رجل الأعمال مدحت بيه وابنه كانو عازمين بابا و انا في فندق كبير
- فندق ايه؟
- فندق الاحلام الي بعد مدينة رحيم
• نظر إليها قائلا
- والعزومة دي مناسبتها ايه؟
• نظرت إلي الارض بخبثِ كأنها تريد أن تشعل غيرته ثم قالت
- مش عارفة، بس ابنه كان موترني
- كان موترك! موترك ازاي؟
• قالها وعينيه تنظر لها بـحِدةِ
- عينيه متشالتش عليا لا جوا الفندق ولا جوا العربية
- عربية! وأنتِ ليه تسمحي لنفسك تقعدي جمبه في العربية!
- انا كنت ورا مش جمبه
- جمب رحيم بيه؟
- جمب مدحت بيه
• قالتها وهي تكتم بركان ضحكتها وهي تراه يكتم غيرته
- مدحت بيه دا مش والدك! ليه تقعدي جمب حد في الاول والاخر يحل ليكي يا سهير!
- مراد انت بتقول ايه دا قد بابا
- والي كان بـيبُص بعيونه دة قد بابا بارضو يا سهير هانم؟
• قالها وهو ينظر لها بقليل من الغضبِ
- لاء، عنده 26 سنة و مهندس
- عظيم، اتكلمتي في ايه انتي وهو تاني
• حرارة جسد مراد بدأت أن تعلي
- ابدا، بدأ يكلمني عن القسم بتاعي وهكذا
• سمع اخر كلماتها ثم نظر بعيدا ومسح بمنديله عرق جبهته قائلا
- صحيح مش ملاحظة الجو صعب النهاردة
• نظرت له وهي تبتسم وتتأمل غضبه المُخبي قائلة
- هو انت في شيئ دايقك في الي قولته؟
- انا؟ لاء ابدا هدايق ليه، ليكي الحق يكون ليكي صحاب كتير مش صحاب الكلية بس
• نظرت له ثم قالت
- طب انا مروحة، مش عايزني اوصلك بعربيتي؟
- لاء متشكر، انا ضروري اقابل صاحبي دلوقتي، عن اذنك
• قال هذه الكذبة أنه سيقابل صديقه لكي يذهب ويخفي غضبه منها .. الغيرة بدون اخبار من امامك انك تغير عليه هذا شعورا يقسُم القلب، أن تغير علي شيئٍ ليس بـملكك فهذا يؤلم ..الغيرة عامةً تؤلم حتي الموت عزيزي القارئ.- يوه، انا باين عليا مكنش المفروض احكي ولا ايه
• قالتها سهير
أنت تقرأ
نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|
Fantasyرواية فانتازيا عاطفية.. فتاة وجدت نفسها بعد اول فتحة عين لها بدار ايتام وظلت تعيش بوصمة عار على قلبها تظنها حقيقية ولكن سرعان ما ستجد أن كل هذا كذب عندما ستغامر مع بدر بالصدفة في اكوان متوازية بدلاً من السفر إلى موهبتها لتكتشف سرًا سيُغير حياتها.