الفصل الثاني والعشرون

317 34 2
                                    

- انتِ .. أنتِ بتحطيلي شطة جوا عصير الموز!!
• تلعثمت ضحي
- انا... انا الشطة وقعت مني جوا الكوباية وكنت هدلقها حالا
- كدابة يا ضحي، أنتِ بتكرهيني وانا عارفة ده كويس من تصرفاتك ناسية أنبوبة الالوان؟ ناسية صورة بدر الي قطعتيها؟ ناسية كل دة؟

• قالتها فريدة بصوتٍ عالي، مما جعل ضحي بدأت بالبكاء ولكنه بكاء بهِ حقد حتي تحدثت ضحي قائلة
- وانا كمان الي حطيتلك مرة الشطة مع عجينة البسكويت.. فاكرة؟
• وقعت الصدمة علي وجه فريدة وبدأت بالبكاء
- أنا عملتلك ايه لكل دة؟ ها؟ انا كنت بحبك زي اختي
- أنتِ حبيتي امل اكتر مني دايما، أنتِ كل حاجة تحبك وتحبيها حتي بدر، بدر مفكرش يحبني انا واختارك انتِ
• مازالت تتساقط دموع فريدة وتأخذ صدمة تلو الأخري ثم أكملت ضحي
- واخر الطريق بكل بساطة تيجي معجزة إلهية وتقومي مسافرة باريس مرة واحدة
• اتسعت عين فريدة ثم قالت
- وأنتِ ايه عرفك! انا كنت عملاها مُفجأة ليكم قبل ما اسافر!
- مُفاجأة ولا قصدك خايفة تقولي لا الرحلة تبوظ
• تبكي فريدة ثم قالت
- عندك امل اساليها، هتقولك أنها متعرفش حاجة عن الرحلة
- مش فارقة..انا حقيقي حاولت ارسم زيك واكون بالموهبة دي بس كل مرة كنت بفشل،  كنت بكرهك فيها اكتر
• نظرت فريدة الي الارض ثم نظرت إلي ضحي وقالت
- الحياة الي انتِ حسداني عليها دي هي لا شيئ جمب طفولتي.. أنتِ فكراني سندريلا؟ أنتِ نسيتي انا بعاني ازاي من عيلتي؟ أنتِ مخدوعة فيا ودايما مفكراني فرحانة، بس أنتِ متعرفيش حاجة يا ضحي.. عشان لو أنتِ كنتِ صحبتي بجد .. كنتِ عرفتي اني عمري ما كنت مبسوطة.
• خرجت فريدة تبكي بينما نظرت ضحي الي الارض ثم ألقت بزجاجة العصير علي الارضِ

                               __________________

• تنظر فريدة من نافذة الغرفة وعلي وجهها الحزن من ما قالت ضحي، بينما وجدت بدر في الاسفل يأتي .. أنه اليوم الأخير في الدار لها قبل الرحلة..جاء بدر ليُودعها.
نهضت فريدة الي المرحاض تعدل شعرها وقامت بغسل وجهها بقليل من الماء حتي لا يبدو أنها تبكي، صعد بدر ليجد فريدة تقف له عند باب الدار تبتسم له ثم قالت بصوتٍ مُخيف وهي تمزح
- عملت ايه في اخر امتحان ليك النهاردة
- أنتِ يابت عفريتة؟ بتعرفي منين اني جاي
• قالها بينما يضع يديه علي رأسه مخضوض
- شوفتك من شباك الاوضة
• قالتها فريدة وهي تضحك
- عامةً الحمدلله، كدة بقيت متخرج يا ستي
• نظرت فريدة ليديه وجدته يحمل صندوقا بيديه به قطتهُ مما جعلها تبتسم بشدة وبصوتٍ عالي قالت
- اخيرا جبت قطتك اشوفها، هو انا يعني لازم اكون مسافرة عشان تحققلي احلامي
• فتح بدر لها الباب وحملتها فريدة لتنظر الي عينيها وتقول بصوتٍ مُتعجب
- دي عيونها مختلفة زيي فعلا!
- بس أنتِ بُني واسود، هي اخضر وعسلي
- اه يعني أنا احلي اكيد
• قالتها فريدة بطريقة مازحة
- لاء قطتي احلي
- كدة؟ طيب براحتك، كان ليك عندي خبر حلو
- خبر حلو ايه بس يا فريدة .. دة انتي مسافرة بكرة
• ظلت تنظر لحزنهِ بطريقةٍ خبيثة تُحاول أن تُخبئ فرحتها وقالت بصوتٍ حزين مُزيف
- للأسف أه، والايام هتبقي بطيئة بقي يا بدر، ومش هتلاقي حد ترخم عليه وتتفرج علي رسوماته
- هتفرجي مين علي رسوماتك بقي؟
- العالم كله، الا انت
• نظر لها بغضبٍ وحزن في آنٍ واحد ثم سحب القطة من يديها قائلا
- طب هاتي بقي القطة و اوعي
- لاء سيبها في أيدي شوية
- فريدة هاتي القطة بطلي رخامة
•قالها وهو يسحب القطة من يديها بشدة
- قولت لاء يعني لاء اسكت بقي وسيب القطة
• سحب القطة من يديها بشدة أكثر هذه المرة مما جعلها تسقط علي الارض .
• سقطت فريدة علي الارض لُتصدر أنين بصوتِها ثم بدأت تزيل التراب من علي بنطالِها ثم انزل مسرعا بدر يُعطي لها يديه، نظرت له بغضب ولم تُعطي له يداها
- اوعي يا بدر انت هزارك بارد و رخم
- انا اسف، بس انا مكنتش بهزر، أنتِ الي عمالة ترخمي عليا وانا مدايق بسبب حوار سفرك وأنتِ بارضو مصممة تستفزيني وهزارك اوڤر
- ايه اوڤر دي؟
• قالتها وهي تنهض تُعدل ملابسها
- هزارك بقي زيادة يعني في الموضوع
- يولا يا بتاع اللغات، لاء دة انت كويس انك جاي معايا الرحلة
• قالتها بخُبثٍ تتظاهر أنها تعدل قميصها وتحاول أن تكتم ضحكاتها من ردة فعله
- رحلة ايه؟
• قالها بينما يضع القطة في القفص
- مانت لو كنت اديتني فرصة اقولك الخبر الحلو
• قالتها فريدة وهي تضع يديها الاثنين علي وسطِها
- خبر ايه يا فريدة! رحلة ايه الي جاي معاكي فيها!
- اصل الصُدف قررت تخليك انت صديقي في الرحلة بدل رحيم بيه
• نظر لها بعدم فهم ثم رفع حاجبيه قليلا وقال
- هزار زايد عن حده تاني؟
- و ربنا ابدا .. رحيم بيه تعب وقالي أنه مش هيقدر ييجي الرحلة معايا، وانا قولتله اني اعرفك وأننا صحاب و اخوات وانك تقدر تيجي بداله
• تركَ بدر القفص من يديهِ ونظر لها وبدأ أن يبتسم بشدة
- قولي و المصحف؟
• نظرت له تبتسم
- و رب المصحف ما بضحك عليك
- يعني أنا هسافر معاكي!
- و هنشوف برج إيڤيل سوا كمان
• قالتها فريدة وهي تكاد ترقص من الفرحة

                                ___________

في منزل بدر يُدندن بدر من الفرحة بعد أن أخذ حمٌامه وعلي سريره حقيبة سفره مفتوحة وبها بعض ملابسه، سحب هاتفه ليُحدث أخاه طارق ثم بداو في التحية كالعادة ولكن لاحظ طارق أن صوت بدر يبدو سعيد للغاية!
- بس انت شكلك فرحان اوي خير فرحني معاك يا بدر
- ابدا يا سيدي.. جايلك اسلم عليك بنفسي
- جايلي فين!
• قالها طارق بصوتٍ مُتعجب
- بكرة مسافر فرنسا
- انت شارب حاجة يالا ولا ايه!
- يا سيدي والله مش شارب وبتكلم بجد
• حكي بدر الي طارق سبب سفره الي فرنسا
- انا مش قادر اصدق اني هشوفك يا بدر! انت معاك فلوس كفاية تقدر تسافرلي من باريس لـ ليون!
- أيوة، دي رحلة تبع رحيم بيه بقولك
• قالها بدر وهو مبتسم ويغمز بعينيهِ
- بس انت فرحان اوي .. يظهر فريدة غالية
• تلعثم بدر ثم قال
- ا...اه...انسانة جميلة واختي الصغيرة
-  اختك؟
-  اختي
- اختك؟
• قالها طارق للمرة الثانية وهو يكتم ضحكاته مما جعل بدر يضحك قائلا
- لاء انا مش فاضي لـرخامتك دي أنا هروح احضر باقي الهدوم، اشوفك قريب يخفيف.

اهلا عزيزي القاريء.. كيف حالك؟ أخبرني عزيزي القارئ الي اي مدي مُتسامح انت، اتغفر للذين حطموك ذات يوم؟
صباح اليوم التالي رائحة الشتاء تعُم المكان والشوارع وحتي السماء لونِها سماوي مُنطفئ.. استيقظت فريدة مُبكرًا عن كل يوم استعدادا لهذا اليوم التي كادت أن تظهر لها جناحات فرحاً بهِ.. ثم نهضت ونادت أبلة نعمة و وقفت أعلي السرير لتُيقظ الجميع
- ايه يا فريدة في ايه فرحانة كدة ليه وايه مصحيكي بدري اوي كدة!
• قالتها أبلة نعمة
- هتعرفي دلوقتي يا أبلة
• لتُصفق بيديها بطريقة مازحة وتقول
- اصحو، الكل يصحي ويسمعني
- فريدة أنتِ بتعملي ايه!
• قالتها أبلة نعمة، لم تنتبه لحديثها فريدة ثم أكملت تصفيق ليستيقظ الجميع.. مما جعل الكل يستيقظ في حالة ذهول مما يحدث
- انا مسافرة فرنسا وهشوف برج ايڤيل
• قالتها بطريقة تجعل اي احد يضحك عليها من حركاتها يدِها.. صمت تام في الغرفة تنظر لها ابلة نعمة بعدم فهم وكذلك البنات.
- رحيم بيه مطلعني رحلة للمواهب في فرنسا وهحقق حلمي في الرسم
- بت يا فريدة أنتِ اتخبلتي في دماغك ولا ايه؟
• قالتها أبلة نعمة مما جعل البنات تُقهقه عاليا
- لاء يا أبلة.. دة حقيقي، و الي مش مصدقني يخش يسأل رحيم بيه.. اكبر دليل انكو هتلاقوني خارجة بالليل من الدار بشنطة سفري انا و بدر!
• تنظر لها ضحي بحزن ليس بحقد.. وكأنها تحزن علي حالها وارادت أن تبقي في مكانِها يومً ما، نظرت إليها فريدة ثم قالت
- من اكتر الناس هنا الي تستحق في يوم أنها تفرح زيي كده ..ضحي وامل.. اكتر اتنين حبيتهم في حياتي، بس مش شرط كل الي حبيناهم ميأذوناش
• رفعت ضحي رأسها وعينيها الي فريدة عندما سمعت ذلك مُتعجبة من موقفِ فريدة، وبدأت ملامح الحزن وتأنيب الضمير علي وجهها وقلبها، بينما تنظر امل لفريدة تبتسم وتعلم أنها تتحدث عن ضحي، كانت دائما تُلاحظ تصرفاتها مع فريدة، نزلت فريدة من علي السرير وذهبت الي  المرحاض ومازال الجميع في دهشة من ما قالت ..

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن