الفصل التاسع والعشرون

341 36 1
                                    

احضر لهم الخدم بعض النباتات التي تُأكل
• نظرت فريدة الي الاطباق لتجد اوراق نباتية مطبوخة وعليها كثير من البُهارات بداخل الشُوربة، انزلت فريدة رأسها قليلا الي الطبق كي تستنشق هذه الأكلة و وجدتها شهية، حتي نظر لها بدر منتظر ردة فعلها عن ما ستقول، رفعت رأسها وسحبت معلقة وبدأت بالتذوق، ابتسمت واغمضت عيناها، يُشاهدها نوڤيل وبدر، تحدث نوڤيل قائلًا
- أحببتي هذا النوع من الطعام؟
- جدا، مذاقه رائع
• بدأ بدر يضع معلقته بعد أن اطمئن من ردة فعل فريدة وبدأ يتذوق، أعجبه الطعم أيضًا بعد اول رشفة ثم أخذ بيده قطعة من النبات المطبوخ كان يُشبه الزرع الاخضر مُقطع الي اجزاء، تناوله وابتسم أيضًا وتحدث قائلًا
- تصدقي طعمه تحفة فعلا يا فريدة!
• أخذ رشفة ثانية ثم تحدث مُتسائلًا الي نوڤيل
- ما اسم هذا النبات تحديداً؟
- نبات الخِدرم .. هذا نبات مُقدس، نجلبه من ارض اوغنتوس الذي وقف عليه عند صُنع هذا الكوكب
• سرحت فريدة قليلا لثواني ليأتي في رأسها الأرض المزروعة الخضراء التي سقطت عليها هي وبدر بيد العملاق وهي نفس الأرض التي دائمًا أتت إليها في الاحلام ، وضعت المعلقة في الطبق وسحبت يديها من علي السفرة وضعتها أسفل ذقنها تُفكر وتفتكر شكل زرع هذه الأرض وبدأت تنظر إلي الطبق لتُقارن بين النبات المُشابه
- الارض هذه التي حملنا العملاق عليها
• توتر نوڤيل وقال بعصبية
- اخبرتكم لا احد يستطيع ان يري اوغنتوس! انتم تكذبون، وقريبا ستعترفو كيف جئتم إلي هنا والا ستكون نهايتكم مآساوية
• نهض نوڤيل غاضبًا مما جعل بدر يستغرب لما هذه المرة نوڤيل يبدو قلِق وليس غاضب فقط!! اكمل بدر وفريدة طعامهم وفريدة مازالت تُفكر في هذه الأرض وتتأمل في ما تأكل، انتهو من الطعام ونهضو ليخرجو بالخارج يرو جمال حديقة هذا القصر وانواع الأشجار و الورود المختلفة بألوانها و روائحها، اقتطف بدر وردة بيضاء اللون بعد أن التفت يمينا ويساراً أن لا أحد يراه واعطاها لها قائلًا
- خدي يا فريدة، افتكريني علي طول بيها ..
• صمت ثواني ثم عاود كلماته يقول
- يمكن في يوم مبقاش هنا، تفتكريني بيها، توعديني؟
• ترفع فريدة حاجبيها الاثنان قليلًا وعينيها بها حزن من ما قال وينحني فمها بحزنٍ كألاطفال ثم قالت
- هتروح فين يعني يا بدر؟
• نظر بدر الي السماء ثم نظر الي فريدة وتنهد قائلًا
- انا لو عليا عمري ما همشي قاصد، انا بس بقولك يمكن يحصل شيئ خارج عن ارداتنا يا فريدة يخليني ..
• قاطعته فريدة بصوتٍ مبحوح تقول
- يخليك ايه يا بدر، مفيش حاجة هتخليك تسيبني أواجه كل دة لوحدي، انا .. انا مش عارفة حاجة من غيرك يا بدر، ولا اعرف اكون قوية من غيرك وسط كل الهلاوس الي وقعنا فيها دي وبنحاول نصدقها
• تنفس بدر بصوتٍ مسموع ثم قال
- حتي لو كل الهلاوس دي انتهت هتبقي بارضو عايزاني؟
• نظرت فريدة الي الارض والحزن والخجل يملآن وجهها بـآنٍ واحد، مما جعل بدر يرفع وجهها قليلا بيديه حتي نظرت له، لـيقول
- هتبقي بارضو عايزاني؟
- انا حياتي كلها كانت هلاوس من وانا طفلة لحد ما عرفتك يا بدر .. تفتكر هقولك مش عايزاك؟
• في هذه اللحظة توقفت كل هذه المشاعر عندما سمع بدر وفريدة صوت عالي يخرج من غرفة بعيدة ويبدو أنه صوت نوڤيل يتحدث مع أحد وهو غاضب، أخذ بدر يتسحب علي طراطيف اصابعه وفريدة خلفه يمشون بخفة حتي بدأو ينصتو الصوت بشكلٍ أوضح ليسمعو نوڤيل يتحدث مع نفسه غاضبا يقول
- وجودهم علي حياتك بيشكل خطر، لازم أتخلص منهم في اقرب وقت بأي طريقة
• نزلت كلماته ولهجته كـطوب حجارة علي رأسِهم من هول الصدمة!! اتسعت عين فريدة وعين بدر ينظرون لبعضهم البعض وكانت ستنطق ولكن وضع بدر كفه علي فمِها وأخذها بعيدا من هذا المكان حتي لا يراهم نوڤيل أو أحد
- انت سمعت! نوڤيل بيتكلم مصري!!
- انا حقيقي مش قادر استوعب، وكمان سمعتي بيقول علينا ايه!
•قالها بدر وهو يلهث انفاسه، نظرت له فريدة تتنفس بسرعة أيضا ثم قالت بذعر
- احنا لازم نهرب دلوقتي من المكان دة
• رفع بدر وجهه لها وتحدث
- لاء .. مش قبل ما نعرف ايه الي ورا نوڤيل
- يا بدر دة بيقول هيخلص علينا
- ما احنا عايزين نعرف كل حاجة قبل ما يخلص علينا
• مسكت فريدة يد بدر وقالت له أن يتحركو من هُنا بدلا من أن يراهم أحد .. حتي جاء الليل، وهنا في هذا الكوكب لا يوجد ثواني، دقائق وساعات! بل يحسبون الوقت بـ مدي بريق أو انطفاء "الشمس" الخاصة بكونِهم.

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن