الفصل السادس عشر

342 32 8
                                    

الصدف عزيزي القارئ عليك الإيمان بها.. قد تخلق لك طريق اسود، أو قد تخلق لك طريق به نور وحياة.. قد تمسك بـشيئٍ وانت لم تقصُد ذلك ولكنها الصدفة والقدر عزيزي القارئ.
في فرنسا - مدينة ليون (((٢٠١٥)))
الساعة التاسعة صباحًا، هواء فرنسا يملأ الارض.
يعمل طارق شقيق بدر الأكبر في مخبز كبير له شُهرة واسعة في هذه المدينة.. ذات يوم سافر الي فرنسا كي يعمل ..
يرتدي طارق قفازات يده المُعتادة عِند العمل في المخبز ثم بدأ بعمل العجين وبدأ أن يضع الشيكولاتة و يُخلطها مع العجين ..
الساعة الثانية عشر مساءً
حينما انتهي يومهِ خرجَ ليُحدث أخاه في الهاتفِ، وفي الناحية الأخري بدر كانَ علي استعداد النوم ولكن رنَ هاتفه، مد يديه ليأخذه من علي المنضدة التي بجانب سريره.
- الو يا طارق في حاجة ولا ايه يابني!
• قالها بدر وهو في حالة قلق
- لاء لاء مفيش، اصل بس حسيت اني مخنوق
- انت خضتني اوي بجد، قولت ايه هيخليك ترن عليا تاني متأخر كدة وانا لسا مكلمك الصبح
• قالها بدر وهو يديه علي رأسهِ ورأسه علي السرير، ثم صمت ثواني ثم قال
- مالك بقي
- مش عارف، حاسس اني لسا بعد شهرين مش قادر اتكيف في البلد هنا
- أما انت امرك غريب يا طارق، بقي يا عم تبقي في فرنسا و تقولي مش قادر اتكيف!
- انتو ليه معتقدين انو طالاما في دولة أوروبية اني مش هحن لـبلدي! اه يا بدر مش متكيف لأنها في الاول والاخر مش ارضي، مش بحس اني مطمن قد مانا بـبقي مطمن في وطني يا أخي
• قالها طارق وهو مُتعصِب قليلاً
- معاك حق
• قالها بدر بصوتٍ مخفوض
• ثم أكمل طارق قائلاً
- بس يعني دة ميمنعش اني حاسس اني بدأت اتكيف من..
• قالها بطريقة تثير فضول بدر ثم تحدث بدر قائلاً
- اه، طالاما اتكلمت بطريقتك دي يبقي الموضوع فيه عود فرنساوي ولا حاجة
• قالها بدر، مما جعل طارق يضحك عاليا قائلاً
- حاسسها مصرية اصلا وعايشة في فرنسا، تحس ملامحها مش فرنسية كدة، عيونها وملامحها مصرية أصيلة
- ها، احكيلي بقي يا .. اقولك يا طارق ولا روميو؟
• قالها بدر وهو يضحك مما جعل طارق يقول ضاحكًا
- لو مبطلتش خفة دمك دي هزعلك يا خفيف
- كان زمان، وريني هتجري ورايا ازاي دلوقت زي زمان عشان تكتفني بايدك واقعد ادايقك
- ماشي يا بدر، مسيري هرجعلك
• ضحكو ثم تحدث طارق
- بتيجي كل يوم تشتري وبشوفها، وحسستها اني مركز عليها
- هي يعني حلوة؟
- اوي يا بدر
- اوي؟
- ما تتلم يخفيف
- خلاص يعم هي بقت علي ذمتك يعني، عامة حاول تكلمها لا يكون حد في حياتها ولا حاجة
- طيب، مالكش دعوة انت بحوارات الناس الكبيرة دي يطفل يلا روح نام
• قالها طارق وهو يضحك
- ماشي يا سيدي، هعديهالك بس المرة دي..
• كاد طارق أن يغلق المكالمة حتي نادي بدر
- طارق، طارق
- ايه يابني انت هتصاحبني بقي ولا ايه
• قالها طارق بغرور وهو يمزح ثم قال بدر وهو يبتسم
- خلي بالك من نفسك يا طارق
- ماشي يا حبيبي وانت كمان
• قالها طارق وهو يبتسم

                          __________________

•سهير مع نجاة علي الهاتف

- انا مدايقة أوي بجد يا نجاة، دة حتي بطل يقف معايا في الكلية خالص ولا حتي بيبص عليا زي الاول
- مانتي بصراحة دايقتيه جامد يا سهير، ليه حق يغضب
- طب ليه مكنش عايز يبين غيرته؟
- عادي هما الرجالة كدة في أول العلاقة، بيبقي مش مطمن أنه يبين كل مشاعره
- طب فكري معايا، اروح أكلمه انا؟
- انا شايفة كدة، لانك انتي الي مزعلاه
- خلاص هعمل كدة، يلا تصبحي علي خير
- وانتي من اهله

ليأتي صباح اليوم التالي، ترتدي سهير ذات اليوم الفستان الازرق البسيط الذي قامت بشرائهِ مُسدلة شعرها ثم خرجت بحذائها الاسود الي الكلية.
عندما دخلت من بوابة الجامعة وجدته جالس يقرأ في كتابٍ ما، اخذت نفس ثم اعدلت شعرها وفستانها ثم ذهب إليه
- صباح الخير
• نظر إليها ثم قال
- صباح النور يا سهير
- كدة! و مالك بتقولها ليه من غير نفس كدة!
- لاء ابدا، مصدع شوية بس
- طيب انا معايا مُسكن
• فتحت حقيبتها ثم أوقفها قائلا
- لاء مُتشكر لسا واخد مسكن
- انا حساك زعلان مني من حاجة يا مراد، دي مش طريقتك، في ايه ما تتكلم
• نظر الي عينيها لثواني مما جعلها تتوتر
- انا غيران عليكي يا سهير
• مما جعل وجهها يحمر خجلاً ويديها ترتعش
- دة الي انتي عايزة تعرفيه مش كدة؟ عايزة تعرفي انا زعلان من ايه؟ اديكي عرفتي
- أن.. انا
• لم تجد شيئا لتقوله وبدأت تتلعثم ثم قال
- متقوليش حاجة، قصدي ممكن اكون غيران عليكي كـصديق يعني، مش كدة
- صدقني اصلا توفيق دة محبتش القاعدة معاه
• قالتها وهي تتحدث بسرعة كالاطفال، مما جعله يبدأ أن يبتسم لها مما قالته
- وانا عارفة يعني إن..انك تقصد غيران كـصديق يعني
- ها كملي بقي
•قالها و وضع يديه علي رجليه وقفل كتابه ونظر لها
- اكمل ايه؟
- كنتي بتقولي محبتيش القاعدة معاه
- اه، شايف نفسه كدة
- وانتِ شوفتي نفسك النهاردة؟
- تقصد ايه
- قصدي شوفتي نفسك بالفستان الجميل اوي دة
- حلو مش كدة؟
- انتي الي محلياه يا سهير
• نظرت سهير الي الارض وهي تفرك أظافرها في بعضها البعض
- بس فيه حاجة غريبة، الفستان دا بسيط اوي، مش زي باقي فساتينك كدة
- انا قاصدة اجيبه بسعر بسيط.. عشان مش معني اني بنت رحيم بيه يبقي متحرم عليا اجرب كل حاجة.. في حاجات بفلوس قليلة واجمل مليون مرة بحاجات مطرزة دهب مُبالغ فيه
- معاكي حق.. انا هروح المحاضرة دلوقتي، و استنيني بعد ما تخلصي محاضراتك عايزك ضروري

• انتهي اليوم وخرج مراد يبحث بعينيه عن سهير، ثم وجدها جالسة تأكل الشيكولاتة
- شاطرة انك سمعتي الكلام يا شاطرة
- ايه شاطرة دي شايفني اولي مَدرسة
• قالها وهي تبتسم وتهز رجليها
- بالشكولاته الي علي بوقك دي، اه
• اعدلت نفسها باحراج ثم وضعت يديها علي بوقها لتمسحها ولكنه وضع يديه في جيبِ بنطاله لــُيعطي لها منديل
- طيب شكرا، المهم قولي كنت عايزني ضروري في ايه؟
• قالتها وهي تمسح فمها بالمنديل

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن