يدق جرس ڤيلا رحيم بيه، يفتح الخادم الباب
- رحيم بيه موجود
- نقوله مين يا بيه
- مدحت بيه
• ليأتي رحيم بصوت عالي ضاحكا قائلا
- اهلا مدحت اتفضل اتفضل
• قامو باحتضان بعضهما البعض والسلام بالأيدي
• يقوم الخادم بقفل باب الفيلا ثم يقول
- تأمُرني بحاجة يا بيه
- حضر العشا
- أوامرك
•ثم أخذوا خطوات وهم يتمشون ببطئٍ
- يااه اتغيرت كتير يا رحيم، كبرت ولا ايه
- شوف مين بيتكلم، انا لسا شباب يا جدو
- خلينا احنا عمالين نتهم نفسنا أننا عجزنا واحنا لسا يدوبك في التلاتينات
- قول لنفسك يا عم مدحت
• يضحكان الاثنان
• مرَ بعض الوقت
- يلا يا سيدي العشا جاهز
_______________الساعة الثانية عشر ظهرا .. تستيقظ الفتاة ذات العيون مختلفة الألوان بوجهها البيضاوي هذا وشعرها اللامع وهي تفتح عينيها بحركة طفيفة وتفركُ عينيها بيدِ واليد الآخر تحرك أطراف أصابعها ببطئِ، أصدرت صوت تتأوه به قصير جدا
- فريدة، مالك لسا تعبانة؟
- قالتها ضحي
- لاء .. انا بقيت كويسة يا ضحي
- فريدة انا.. انا منمتش طول الليل بعيط عشانك
- ليه بس، انا بخير اهو
- انا اسفة
- ليه بتتأسفي
- ا...اخر مرة زعلتك فيها يعني
- يوه يا ضحي مقولنا مش زعلانة انسي يا حبيبتي
• صوت امل جاء وهي تنادي
- فريدة حبيبتي، انتي كويسة دلوقتي؟
- أيوة يا عمري انا بخير متقلقيش
- مقلقش ايه بس دة انتي قلبتي الدار امبارح
• تتنفس فريدة ببطئ وتفرك وجهها بيديها
- حصل ايه يعني
- رحيم بيه جيه الاوضة هنا
• وضعت فريدة بيديها خصلات شعرها وراء أذنها قائلة
- ايه! رحيم بيه!
- شوفتي، لاء ومش بس كدة، دة جابلك دكتور كمان
- دكتور ! انا مش فاكرة حاجة من بعد ما كنت بصرخ
- المهم انك كويسة
• تدخل الغرفة أبلة نعمة
- فريدة، عاملة ايه يحبيبتي خفيتي؟
- بخير يا ابلة، متشكرة انك كنتي معايا
- واجبي يحبيبتي
• ثم صمتت أبلة نعمة ونظرت الي الجميع ثم نظرت إلي فريدة قائلة:
- فريدة، رحيم بيه عايزك في مكتبه
• مما جعل فريدة والبنات يصابو بالدهشة والاستفهام
• أشارت فريدة بـصابعها نحوها قائلة بتعجب
- انا؟!• نهضت فريدة من علي سريرها ثم قامت بظبط ملابسها وشعرها ثم خرجت مع أبلة نعمة
- هو قالك عايزني ليه؟
• قالتها فريدة وهي تفرك أصابعها توترا
- مقاليش لاء، بس اكيد عايز يطمن عليكي
- أيوة بس من امتي رحيم بيه بيطمن علي اي بنت بتتعب بنفسه!
- مش عارفة بقي
• انتهو من الممر الطويل ثم وصلو الي مكتب رحيم بيه، لتقوم نعمة بطرق الباب بخبطتين بصوابع كفها
- ادخل
- فريدة يا رحيم بيه
- طيب، روحي انتي يا نعمة
• يجلس علي كرسيهِ
- ايه يا فريدة، اخبارك ايه دلو..
• لم يُكمل حديثه عندما نظر الي عينيها ليري الوانها
•توترت فريدة ثم قطعت تأمله بها قائلة
- الحمدلله احسن
- مالك، ليه حاسك متوترة
- بصراحة ..اول مرة اتكلم مع حضرتك يعني
- لاء عادي انا زي بابا
• زادت نبضات فريدة عندما قال ذلك وتعرقت يداها وبدأت أن تخاف منه، ثم قالت وهي تُتهته
- ي.. يعني اي ...يعني ايه زي بابا؟
• بدت علي وجهه علامات الاستغراب
- مالك يبنتي؟ انتي كويسة؟
- لاء.. قصدي أيوة انا كويسة
- زي بابا يعني متخافيش مني اطمني عادي
• ظهر الحزن علي ملامح وجهها قائلة برأسها " ولكني لم اطمئن ذات يوم مع أبي"
- عامةً صوتك كان مسمع الدار كله امبارح وكلنا قلقنا عليكي فا حبيت اطمن عليكي يعني
- شكرا جدا لـحضرتك .. مش عارفة اشكر حضرتك ازاي علي اني حضرتك جيبت الدكتور ..
• قالتها وهي تبتسم له ثم أكملت قائلة
- ممكن اسألك سؤال دايما في عقلي
- اكيد
- هو حضرتك بتفضل قاعد هنا علي طول ازاي! يعني مش انت فعلا عندك شركات
- فاهمك .. انا ليا وقت معين باجي هنا فيه في مكتبي بتاع الدار وبعد كدة برجع تاني اشوف باقي شغل الشركات، وليا ايام معينة في الاسبوع بهتم بالدار فيهم اكتر
• قالها وهو ينظر إلي تفاصيل وجهها ويُدقق بها
- حضرتك عايز شيئ مني تاني؟
- ابدا .. اطمنت عليكي تقدري ترجعيربما تفاصيل صغيرة تأخذك إلي تفاصيل اصغر حتي تكبر هذه التفاصيل يوم ما ..
خرجت تُفكر بـرحيم وكأنها شعرت بالاطمئنان له ..علي وجهها ابتسامة صغيرة ثم اتسعت هذه الابتسامة حتي رأت بدر من بعيد يتحدث في الهاتف علي بابِ الدار.
أخبرني عزيزي القارئ.. أخرجت عن المألوف ذات يوم من أجلِ من تحُب؟ إن كان جوابك بـ لا فعليك رؤية من سيخرج عنه الآن.
خرجت فريدة وهي تتسحب بهدوء وتنظر يمينًا ويسارًا كي لا يراها أحد ثم وقفت خلف باب الدار الخارجي الذي خلفه الشارع..
ثم ظلت تراقبه وهو يتحدث وبيديه حقيبة كبيرة
- طب انا عايزة أكلمه، أكلمه ازاي دلوقت
• قالتها وهي متعصبة بشكلاٍ طفيف
• ثم وجدته يقترب الي باب الدار وبدأ أن يفتحه بيديه
• لم تجعله يراها، ظلت خلف الباب بعد دخوله بثواني ثم قالت
- احممم ..
• نظر خلفه ليراها تقف مبتسمة له
- اهلا فريدة، عاملة ايه
- كنت عايزة اسلم عليك، لقيتك من بعيد جاي
• شعر بالخجل بداخلهِ ثم قال
- دي حاجة تبسطني جدا يا فريدة
• ابتسمت له بعفوية ثم حركت عيناها الي الحقيبة التي بيديه
- انا عارفة الشنطة فيها ايه
- فيها ايه؟
- اكيد هدايا وحاجات حلوة لاوضة الاطفال الي جمب أوضتنا
- فعلا، بس عرفتي ازاي .. انتي اصلا عرفتي منين اني جاي زيارة، دة حتي مسألتنيش اول مرة اتقابلنا انا باجي هنا ليه
• كان يسأل هذا وهو يعقد حاجبيه وينظر إليها باستغراب، بينما هي بدأ أن يحمر وجهِها وتتسارع نبضات قلبِها
- ها..؟ ل.. لاء ابدا قصدي يعني ا.. اكيد عرفت من شكل الشنطة اص.. اصل هتكون بتيجي هنا ليه؟
• قالتها وهي تضع شعراتِها وراء أذنها بتوتر وتحاول أن لا تنظر له بحركة سريعة من عينيها
• كيف لها أن تخبره أنها دائما سمعت من وراء مكتب رحيم بيه حديثهم سوا ..
• نظر لها بابتسامة ثم قال
- معاكي حق ..
- طيب، مش هتخش للاطفال يلا
• دخلو الي غرفة الاطفال وبدأ أن يفتح الحقيبة ويعطي للأطفال الحلوي والالعاب
- في تشبيه دايما بييجي في بالي يا فريدة
• قالها وهي تعطي الحلوي للاطفال معه
- تشبيه ايه
- بحس الدار دة جزء من الجنة، أنه يضُم كل الملايكة دي بالوشوش والارواح البريئة كدة..
- معاك حق .. شكلهم جميل اوي الاطفال
- انتي كام سنة يا فريدة
- 17 ، لاء اعتقد بقيت 18 دلوقتي
- معقولة؟ شكلك اصغر بكتير
- لاء مش للدرجادي يعني
- لاء للدرجادي .. دة أنا علي كدة قد اخوكي الكبير
- ليه يعني دة هما 3 سنين
• نظرت له بغضب بعدما قال إنه مثل شقيقها ثم أكملت متعصبة
- اخوكي ومش اخوكي .. هو ايه الي اخوكي وانت اصلا تعرف اخويا منين يعني، وبعدين انا اصلا معنديش اخوات
• كان يتأمل في ملامح وجهها وهي الغضب يأكل عينيها الجميلتان ثم ضحك عاليا قائلا
- طيب براحة بس أنتِ متعصبة أوي كدة ليه يا ست فريدة، حقك عليا
- لاء ابدا مش متعصبة
- انا دلوقتي عندي سؤال مهم.. عرفتي منين اني اكبر منك ب 3 سنين
• لتتسارع نبضات قلبها مرة أخري وتضغط علي الكعكة التي بيديها من التوتر ثم قالت
- يمكن قولتلي اكيد اول مرة اتقابلنا، تاخد الكيكة دي بالفراولة ..ولا تحب بالكريمة؟
• كان اجتهاد منها حتي تتخطي التسرع الذي قالته بلسانها
- لاء يا ستي لا دي ولا دي، خدي الاتنين ليكي
• كاد أن يلمس يديها لكي يفتحها ويعطي لها الكعكتين، ولكنها فُزِعت ونهضت لتقع الكعكتين من بين يديها قائلة
- ليه حاولت تلمس ايدي
• قالتها وهي تبتعد عنه بخوف
- انا اسف حقيقي مش قصدي انا بس كنت بديكي الكيكة
- لاء .. انت كنت عايز تاخد مني حاجة مش من حقك مش كدة؟
• قالت ذلك ثم بدأت ترجع إلي الخلف خطوة بخطوة ثم ذهبت مسرعة
- فر...
• لم تستمع له ولا نظرت خلفها
بعض الجروح لا تُشفي عزيزي القارئ، خاصة لو كانت من قريبٍ لك .. حقيقة مؤلمة للغاية أليس كذلك؟
أنت تقرأ
نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|
Fantasyرواية فانتازيا عاطفية.. فتاة وجدت نفسها بعد اول فتحة عين لها بدار ايتام وظلت تعيش بوصمة عار على قلبها تظنها حقيقية ولكن سرعان ما ستجد أن كل هذا كذب عندما ستغامر مع بدر بالصدفة في اكوان متوازية بدلاً من السفر إلى موهبتها لتكتشف سرًا سيُغير حياتها.