• سقطت فريدة لتجد نفسها هي وبدر علي ناصية شارع شعبي ويلتفت الناس حولها يحاولون ايقاظها
- يا انسة، يا انسة ..اخوها دة طيب ولا ايه، يا كابتن، يا استاذ
• بدأ بدر بفتح عينه قليلًا وفريدة تُلاحقه بفتح عيناها ايضا، لـيرو ملامح طفيفة وعدم وضوح رؤية جيدة في البداية حتي قامو بفرك اعينهم لـيرو بوضوح وبدأت الناس بمسك اذرعهم لينهضو، ليتحدث واحد من المُلتفين حولهم
- ايه انتو كويسين؟ نوديكم مستشفي طيب؟
• بدأ بدر بالتحدث بصوتٍ مبحوح
- لا..لاء لاء.. احنا بخير
• بدأ الرجل بالنظرِ من اولِ اقدامهم حتي راسهم يقول
- بخير! الا بخير ازاي يا استاذ، حصلكو ايه من الاساس خلاكو تروحو في غيبوبة بالشكل ده؟
• توتر بدر ليقول
- اص.. اصل انا و اختي عندنا السكر، انا و.. انا وهي توأم واتخانقنا مع.. بعض جامد، وتقريبا الي حصل دة نتيجة عصبية بس، بنتاثر ببعض بكل حاجة يعني
• لينظر الرجل مرة اخري علي ملامحهم بدقة
- توأم؟ غريبة دي، كل ملامح حد منكم في اتجاه تاني خالص، بس عامة الحمدلله وخلي بالك من اختك
• تنظر فريدة لبدر تتعجب من تأليف بدر ثم نظرت من حولِها لتري المنازل علي الطراز القديم الكلاسيكي ثم تحدثت لتقول
- هو احنا هنا فين؟
• تحدثت ست تقول
- في الدرب الاحمر يا حبيبتي
• نظرت فريدة الي بدر بعدم فهم لترُد قائلة
- فين الدرب الاحمر؟
- يوه! في القاهرة يا عنيا، انتو تايهين ولا ايه!
• قالتها هذه الست وهي تمضغ العلكة
• حتي بدأ يُفرق الرجل التفاف الناس حولهم
- يلا كل واحد يشوف شغله وحاله، خِلصنا يا بشوات
• نظرت فريدة الي بدر بقلق وكأن قلبها يشعر بشييٍ خطأ يحدث حتي تحدث بدر
- لاء متبُصليش كدة، إن شاءالله الي في بالنا دة يطلع غلط
• ابتلعت فريدة ريقها ثم اكملو مشي حتي وجدو مقهي او مثلما يقولون بالعامية المصرية "قهوة" يخرج منها صوت السيدة ام كلثوم علي الراديو تُسلطِن الجالسون
" رجعوني عينيه لأيامه اللي راحو .. علموني اندم علي الماضي وجراحه"
• بينما يُنادي في الخلفية صبي المقهي
- أيوة الشاي جاي اهو يا معلم
• لتقف فريدة مكانها وتنظر الي بدر وتمسك بذراعهِ وتقول
- هو طبيعي كل دة؟
- اه .. اه طبيعي عادي ما كلنا بنشغل ام كلثوم يا ستي ولو بعد ميت سنة، وبعدين دة مكان شعبي اوي يعني، طبيعي نحس بالأجواء القديمة دي
• اكملو خطواتهم ولكن اوقفته مرة اخري تقول
- انا جعانة جدا يا بدر، انت مش جعان؟
- انا جعان فعلا
• نظرو حولهم حتي قال
- ناكل ايه، في اي مكان هنا ناكل منه اي حاجة؟
• نظرت فريدة الي الحقيبة التي علي كتفِ بدر وقالت
- هي فلوس رحيم بيه لسا معاك؟
- ايوة
- طيب يلا ناكل في مكان حلو بيها
• قالتها فريدة بلهفة كطفل صغير حتي ابتسم بدر وسحب يداها واقدمو خطوات ليتوقف عندما رأي أمامه محل لبيع الاكلة المصرية الشهيرة
- هناكل كشري، بتحبي الكشري؟
• ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت
- ايه ده! انت بتحب الكشري بارضو؟
- اه جدا
• ظلو يمشون وجسدهم مُرهق والناس تنظر لهم قليلا من الاستغراب علي نوعِ ملابسهم ..
• وصلو الي محل الكشري المصري ودخلو، حتي تحدث بدر ليطلب الطعام، بينما تقف فريدة خلفه تنظر في المرآة المُعلقة بالمحلِ وقامت بفك شعرها بعد ما كانت وضعاه الي الاعلي، وبكفِها بدات تحاول مسح التُراب الذي علي خدِها، حتي سحبها بدر من يدِها ليجلسو علي منضدة الطعام بالداخلِ، يتأملون المكان حتي وقعت عين فريدة علي آية الكرسي المُعلقة بالحائط وبدات بالابتسامِ والاطمئنان، ينظر لها بدر وينظر للبرواز حتي قالَ
- كنتي بتحفظيها في ودني ساعة الطيارة
• ضحكت فريدة ثم وضعت يدها علي فمِها وقالت
- اومال كنت اقعد اغني في ودنك يعني؟ بقولك كنا هنموت
- ده لو كُنا موتنا كان ارحم من فيلم الرعب اللي شوفناه ده، رعب ايه بس، فيلم العبط الي شوفناه، انا كله كوم والعبط بتاعك انتِ كوم يوم ما اتخضيتي من الاوغنتا ومتخضيتيش من ..
• قالها بدر وهو يضحك حتي ضحكت فريدة ولكن بصوت اعلي هذه المرة مما جعل بدر يضحك علي صوت ضحكتها والناس بدأو يلتفتو حتي حاول بدر أن ينظر الي الارض يكتم ضحكاته يقول
- ششش اسكتي الناس بدات تبُص علينا
• تنظر له فريدة وهي تحاول ان تكتم ضحكاتها ثم وضعت خصلاتها ورا اذنها وبدأت ضحكاتها ان تقف تدريجيًا عندما رأت بدر ينظر لها يتأملها ثم نظرت حولها عندما خجلت حتي جاء الطعام
• بدأو بتناول الطعام لتتحدث فريدة قائلة
- انا وحشني الدار اوي، وكلهم وحشوني
• كان سيضع بدر الملعقة بفمه حتي اوقفته كلمات فريدة وينظر لها لتقول
- في ايه يا بدر؟
- احنا لما نروح الدار هنقولهم كُنا فين؟
• قالها بدر حتي نظرت فريدة الي الاعلي تُحرك عيناها ثم قالت مُتحيرة
- مش عارفة .. لكن ...
• انتظر بدر لثواني ينتظر منها أن تُكمل كلامها فتحدث
- لكن ايه؟
- لو قولنا كل الي حصل معانا هيصدقوه؟
• اكل بدر بـملعقته ثم رجعَ بظهرهِ علي الكرسي ليضحك ساخرًا
- يصدقو ايه يا فريدة؟ انا لحد دلوقتي حاسس انه كان حلم، اكيد مُعتقدين اننا موتنا مثلا، خلصي بس اكلك ونفكر سوا في الموضوع ده
• اكملو طعامهم حتي انتهو ونهضو للحساب ولكن ..
• نظرَ صاحب الدفع الي النقود ليراها مُختلفة! ما هذه العُملات!
- ايه ده يا افندي؟
• نظر بدر له ولم يفهم ما بهِ حتي اكمل قائلًا
- ايه ده يا استاذ! فلوس لعبة دي ولا ايه؟ فين الحساب؟
• ابتلع بدر ريقه وتنظر له فريدة حتي تحدث
- يعني ايه فلوس لعبة! مانا اديتك الحساب اهو!
• نظرت فريدة للرجل وبدات تتآمل ملابسه حتي قالت بخوف
- هو .. هو النهاردة كام؟
- يا آنسة عايز الحساب بقول تقوليلي النهاردة كام، لا حول ولا قوة الا بالله
- معلش بس طول بالك معايا، احنا سنة كام اصلا؟
- سنة أربعة وتمانين يا آستاذة، ده ايه علاقته بالحساب دلوقتي؟
• اتسعت عين بدر وفريدة بشدة من ما سمعوه! ابتلعو ريقهم وقال بدر
- بص .. انا عارف انك مش هتصدقني، بس احنا جايين من المستقبل ورجعنا بالزمن، ودي فلوس في الزمن بتاعنا
• نظر الرجل لهم لثواني لم ينطق حرف ثم قال بمكر
- وماله يا بيه، مصدقك وماله
• ثم علو صوته ليقول
- حرامية، حرامية كلو الاكل ومش عايزين يحاسبو
• فُزِعت فريدة عندما رآت الرجال يقتربون الي بدر كي يقومو بضربه حتي جاءَ رجل يرتدي قميص وبنطالاً بسيط ويقول بلهجته الصعيدية
- بس براحة يا چماعة براحة، شكلهم مش حرامية ولا حاجة
• نظرت فريدة له وكأنه مُنچيهما وتحدثت بلهفةٍ قائلة
- ايوة، احنا لو حرامية كُنا هربنا وعملنا نفسنا دفعنا وسط زحمة المحل
- اومال مدفعتوش ليه؟
• قالها ذلك الرجل بلهجته الصعيدية، نظرت فريدة الي بدر لا تعلم كيف تقول تلك الخرافات التي حدثت لهم ليتحدث بدر و يقول
- فلوسنا وقعت مننا وجايين من سفر، بس كُنا هنموت من الجوع
• اخرجَ ذلك الرجل نقود زمنه من محفظتهِ ثم قامَ بدفعِ الحساب وتحدث
- خلاص حصل خير، انا هدفع
• خرج ذلك الرجل وخرجَ بدر وفريدة خلفه يُنادوه
- لو سمحت، لو سمحت
• وقف والتفت لهم بجسدهِ لينظر لهم حتي اقدمو خطوات نحوه وتقول فريدة
- شكرا جدا جدا علي اللي حضرتك عملته
• نظر لها يبتسم ويقول
- العفو
• تحدث بدر يقول
- احنا مش حرامية والله، احنا بس ..
• يقف الرجل ينظر اليه ومُنتظر ان يُكمل حديثه حتي قال بدر
- احنا، كُنا جايين لسفر حد قريبنا و .. اتفاجئنا أنه اتوفي، حاليًا مش عارفين نروح فين، فلوسنا وقعت
• وقف ذلك الرجل ينظر إلي ملابسهم التي تبدو غريبة بالنسبةِ له، وقال
- انا جديد هنا في القاهرة بارضو، وعايش انا ومراتي هنا، انتو قرايب ولا اخوات؟
• نظرت فريدة له ثم قالت بسرعة
- أيوة طبعا اخوات
• صمتت قليلًا حتي عاودت حديثها
- هو ممكن .. ممكن يعني نقعد معاكم لحد ما نشوف هنعمل ايه؟
• نظر الرجل لهم يتأملهم مرة أخري حتي قال
- وانا ازاي اطمن ليكم، اقصد اني في الاول والاخر معرفكمش
• تحدث بدر بلهفة قائلًا
- حقك، انا عارف أنه حقك، بس مؤقتًا بس والوقت القصير ده هيثبتلك اننا مش وحشين أبدًا
• نظر الرجل له وابتسم ثم قال
- انا اسمي مراد .. وانتو اسمكم ايه؟
• نظر بدر وفريدة الي بعضهما البعض وعلي وجهِهم الابتسامة ثم قالَ بدر
- انا اسمي بدر وهي اسمها فريدة
- فريدة، اسمك جميل
• ابتسمت فريدة له وشكرته بلطف ثم اكملو خطواتهم مع مراد حتي وصلو الي منزله الصغير في مكانٍ معزول نوعًا ما، حتي أخرج مفتاحه وبدأ بفتح الباب ليطلع علي السلالمِ ويصِل باب شقته حتي جاءت تجري زوجته عندما سمعته خلف الباب وقامت بفتحهِ
- ايه يا مراد أتأخ...
• لم تُكمل كلماتها عندما رأت هذا الشاب وهذه الفتاة! من هؤلاء! من هؤلاء يا عزيزي القارئ وهي تعيش بحالةِ رعب من الأساس تبتعد عن أعيُن الاخرين! لماذا تعيش بحالةِ رعب؟ أنسيت عزيزي القارئ؟؟!
- تعالو يا شباب اتفضلو
• قالها مراد حتي وضعو اقدامهم ليجدو منظر منزله بسيط حقا، مستوي طبقي أقل من المتوسط، أغلقَ بدر الباب خلفه، ليقف مراد بجانب زوجته يتحدث الي فريدة وبدر قائلًا
- دي مراتي سهير
• تتسع عين سهير من ما يفعل مراد حتي دخلت غرفتها خائفة غاضبة حتي دخلَ خلفها مراد بعد أن قال لهم يجلسو وسيعود لهم، ليجلس بدر وفريدة في غرفةِ الصالون، بدأت فريدة تنظر علي الحوائط حتي وجدت لوحة صغيرة مرسومة بجانب الأريكة، نهضت وسحبتها وبدأت بالنظر إليها تتأملها لتجد مراد هو من مرسوم بها واللوحة مُغلفة بـزُجاج
اتتذكر عزيزي القارئ " انا نفسي ترسميني يا سهير" قداحة السجائر ، السيارة الزرقاء ..• تتحدث سهير بغضبٍ
- وانت اي حد تحس أنه كويس تجيبه يعيش معانا يا مراد؟ مين دول يا مراد عشان يعيشو معانا!
• يقترب مراد منها حتي امسك بكفوف يدها الاثنين واقبلهما قائلًا
- انا مش عايزك تعيشي في خوف طول عمرك يا سهير، انتِ معاكي راجل قادر يحميكي، ومش هيعيشو معانا اصلا ده بس مؤقتا يمكن يومين
• نظرت له سهير مُحاولة امساك دموعها ولكنها سقطت وبدأت تقول بصوتٍ مبحوح
- يا مراد .. يا مراد احنا حياتنا مش آمنة، انا لو بابا عرف مكاني مش بعيد يقتلني قبل ما يقتلك
• ليتحدث مراد وهو يقطب حاجبيه بغضب ويقول بصوت اجش
- و انا مش عيل صغير، عشان تفضلي حاسة الاحساس ده، انا هنا حمايتك يا سهير .. محدش يقدر يأذيكي طول مانا معاكي صدقيني .. مش هنفضل طول عمرنا خايفين، انتِ مراتي .. يعني حقي قصاد ربنا وقصاد كل الناس
• نظرت له سهير وعيونها تلمع من دموعِها حتي اقبل يدِها مرة أخري يُطمئنها• يأتي بدر ينظر مع فريدة علي هذه اللوحة لتتحدث فريدة والدهشة علي وجهِها بـنبرةِ صوت مُتعجبة تقول
- يا تري مراته اللي رسماها ولا هو اللي راسمها!
• صمتت قليلًا حتي اكملت
- ايًا يكُن مين .. بس الي رسم اللوحة دي، ده فعلا حد موهوب في الرسم زيي وموهوب اوي كمان!
• ليأتي صوت مراد من الخلفية يقول مُبتسم
- لاء مراته هي اللي رسمت
• فُزعت فريدة وفُزِع بدر ليلتفتو خلفهم يجدو مراد و زوجته، تركت فريدة اللوحة علي الاريكة بسرعة وتحدثت
- انا .. انا اسفة مكنتش اقصد امسك اللوحة بس الرسم جذب انتباهي بس
• نظرت سهير لها تتأملها وبدأت تتأملها فريدة أيضا حتي تحدثت سهير تقول
- انا اللي رسمتها .. انا فنون جميلة وموهوبة في الرسم
• نظرت لها فريدة مبتسمة ابتسامة عريضة علي وجهها حتي قالت
- انا كمان موهوبة جدا جدا في الرسم
• صمتت فريدة قليلًا وشعرت بالإحراج عندما رأت ردة فعل سهير لا شيئ علي وجهِها حتي تحدث فريدة مرة أخري
- انا اسمي فريدة
• صمتت سهير لثواني معدودة حتي قالت
- و انا اسمي سهير
• نظر لهم بدر ومراد يُشاهدونهم حتي تحدث مراد يقول
- و ده بدر، اخوها وانا حكيتلك قصتهم بسرعة زي ما قولتلك
• حاولت سهير أن تغلب خوفها وبدأت بالابتسامِ لهم والقت عليهم التحية حتي قالت
- هعملكم حاجة تاكلوها
• اوقفتها فريدة تقول
- لاء لاء، أنتِ حامل وكمان واضح في اخر شهورك، انا بعرف في المطبخ، ممكن اجي اساعد انا معاكي علي قد ما اقدر لو تسمحي؟
أنت تقرأ
نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|
Fantasyرواية فانتازيا عاطفية.. فتاة وجدت نفسها بعد اول فتحة عين لها بدار ايتام وظلت تعيش بوصمة عار على قلبها تظنها حقيقية ولكن سرعان ما ستجد أن كل هذا كذب عندما ستغامر مع بدر بالصدفة في اكوان متوازية بدلاً من السفر إلى موهبتها لتكتشف سرًا سيُغير حياتها.