الفصل الثاني

989 50 5
                                    

- اسمِك حلو اوي زيك
- ‏لاء زي عيونها، بُصي عيونها عاملة ازاي
• قالتها أمل بعد ما صمتت ضحي ابتسمت لها فريدة.
• شمس تشرق لونها بُني فاتح في عينيها اليُمني، واليُسرا تلمع من سوادِها الجذاب، إنها مُتلازمةHeterochromia، المتلازمة التي تسحرُ العديد من ندرتِها.
- ‏اه إنتِ ازاي عندك عين سوده وعين عسلي كده!
- ‏مش عارفة.
- ‏إنتِ كام سنة؟
- اتناشر ‏وانتو كام سنة؟
- ‏انا عندي 15 وامل عندها 13.
- ‏انتِ جيتي هنا ازاي يا فريدة؟
- أنا ..
" قاطع حديثها صوت فتح الباب بقوةٍ ثم قالت ضحي:
- أبلة فرح!
- ‏فريدة احنا اتفقنا على كده؟ مش قولت متتحركيش من مكانِك!
- ‏خ.. خوفت اقف لوحدي.
- ‏ااه انا مش حمل توتر ربنا يكرمكم يا بنات.
• هكذا فرح المسؤولة عن تنضيف غُرف الدار، متوترة دائمًا وتخاف من اقل وأبسط الاشياء.. خاصة أن صاحب الدار احدهُم.
- دي بقى فريدة، اختكم الجديدة، اعتقد حد بـاللطافة دي إتحب من دلوقتي.. ولا ايه؟
- ‏كلامك مظبوط يا أبلة فرح.
• قالتها ضحي
- ‏ممكن اقولك حاجة من غير ماحد يسمع؟
- ‏قولي يا فريدة
أعطت فرح أذنيها إلى فريدة كي لا يسمعها أحد
- انا عايزة اروح الحمام
- تعالي ياستي
نظرت لهم فريدة وهي تخرج من الغرفة مع فرح بنظرة لا يوجد بها اي كلام أو شعور فقط نظرت.

            

- أنتِ مرديتيش تقولي ليه يا ضحى أنه عشان كده كانو بيجروا في الطُرقة؟
أمل..تمتاز بين وسط الفتيات بأنها مُتسرعة في كلِ شيء، فتاة نحيفة قليلاً وبشرتِها بيضاء.
- يا أمل حرام عليكي، دي وشها كان جايب الوان وبجد صعبت عليا، لو كنت قولت كانت هتخاف.
• قالتها ضحي، فهي هكذا ليست مبالغة ولكنها صاحبة قلب جميل يخاف علي قلوب الآخرين، حتى وإن كانت سيئة يومًا ما .. هو فقط ماضيها ما جعلها كذلك.
- ‏معاكي حق.
- ‏حقيقي حساها وراها رواية كبيرة.
• ‏كانت ضحى يسبقها عقلها عن عمرِها.. فـهي ذكية كثيرًا.
- ‏ليه بتقولي كدة ياضحى؟
- ‏مش عارفة، بس انا حسا بـده يا أمل
كل فتاة، شاب، طفل، أيًا يكُن.. طالاما لديهِ روح، فهو وراءهِ حكاية بالطبعِ .. ولكن الفرق في أحداثِها.. هل حكاية تجلبُ النعاس لك من كثرةِ مللها أم حكاية تُثير عينك لتُمطِر دموعًا، ام تُثير عقلك لتذهب لعالم اليقظة؟

         
طرقة واسعة بها الكثير من أبوابِ المرحاض، لون حوائطها الأخضر والأرضيةِ بيضاء.
- ممكن تخليكي واقفة هنا لحد ما أخرج يا..
- ‏يا ايه؟
• قالتها فرح بابتسامة بها لُطف مُتسائلة.
- يا أبلة فرح..
- ‏ما احنا شاطرين اهو وبنتعلم بسرعة.
- ‏سمعتهم بيقولولك كده.
- ‏بالظبط، وأنتِ كمان تقوليلي كده.
- ‏حاضر.
- ‏يلا اتفضلي الحمام اهو، مش همشي متخافيش انا مش زيك.
• قالتها فرح بخفةِ دم بتعبيراتِ وجهها مما جعلَ فريدة تضحك ببراءةِ أطفال.

   
- فاطمة، فـــــــاطمة.
- ‏خير يا فرح.
- ‏متزعليش كل حاجة هتبقي بخير.
- ‏مش زعلانة يستي، مش حاجة جديدة علينا العصبية بتاعته، وبعدين مانا فعلا غلطانة
- ما كُلنا بـنغلط، بس خلي بالك بعد كده.
- ‏حاضر يافرح، انا معذورة بس والله
- ‏حصل ايه؟
- ‏شوية مشاكل في البيت لغبطو عقلي.
- ‏لسا والدتك تعبانة؟
- ‏الحمدلله.
- ‏بكرة تبقى بألف خير متحمليش هَم.
- إن شاءالله.

         
• الثانية عشر ونصف ..
تسكنُ البراءة والسكون كل ملاك نائم على سريرهِ من الفتياتِ ..
الأنفاس تدخل وتخرُج.. البعض منهم يحلم، البعض يُفكِر، إنها الليلة الأولى لـفريدة بـدارِ الأيتام.
- ض.. ضحى.
نهضت فريدة من على سريرِها كي تُيقظ ضحى من نومِها.
- يا ضحي
- ‏ا.. ايوة يا فريدة.
- انا خايفة أنام.
- ‏خايفة من ايه؟
- ‏انا بخاف من الضلمة.
- ‏في حد يخاف من الضلمة يا فريدة؟ ده أنا مش بعرف انام غير عليها
- ‏بس انا جسمي واجعني مش هقدر اقاومه النهاردة واجري منه.
نظرت لها ضحي وظهر على ملامحِ وجهِها الكثير من علاماتِ الإستفهام!
- هو مين؟
• ثُم صرخت بصوتٍ عالي وهي ترتجف رُعبًا فجعلت الغرفة تستيقظ وهي تقول:
- مش عايزاه يقرب مني ابعد عني.

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن