الفصل الرابع والثلاثون

290 34 5
                                    

- بولد شكلي هولد، اندهي مراد بسرعة
• قالت اخر كلماتها وبدأت بالصراخ بصوتٍ عالي والتعرق من آلمِ الولادة
• من قبل ما تُخبط فريدة بيدِها علي غرفة مراد وجدت بدر يستيقظ من علي الاريكةِ مفزوع
- ايه الصويت ده، انتِ كويسة؟
• قالها بدر حتي تحدثت فريدة قائلة
- سهير بتولد، صحي مراد بسرعة
• عادت فريدة الي سهير تحاول تهدئتها حتي ياتي مراد، ليقوم من نومهِ مفزوع بعد ان اخبره بدر، خرجَ مُسرعا ليمسك بيدِ سهير
- ايه يا حبيبتي
- انا بموت يا مراد، مش قادرة
• قالتها والعرق يملأ وجهها
- بعد الشر عليكي يا حبيبتي إن شاءالله تقومي بألف سلامة، خليكي معاها يا فريدة هلبس هدومي بسرعة وانزل اشوف داية في اي مستشفي
- هاجي معاك
• قالها بدر
• نظرت فريدة له بتعجب من كلمة داية ولكنها لم تُدقق واخذت سهير تركيزها بصريخِها المُستمر وضغط يدها علي القماش الذي بيدِها حتي بدأت ان تضعه بداخلِ فمها وتضغط عليه بأسنانِها من شدةِ الآلم، سحبتها فريدة لتُجلسها علي سريرها.
• مضي نصف ساعة ومازال آلم سهير يزداد حتى نظرو الجيران، لتأتي جارتهم التي تسكن أمامهم وتُخبط الباب بيدِها وتفتح فريدة ظنًا منها أنه بدر و مراد ولكنها فوجئت
- هو في ايه يا حبيبتي عندكم؟
- اا .. ابدًا .. اختي بتولد بس
- يا الف نهار ابيض يا شابة .. ربنا يقومهالكو بالف خير، لكن انا دايمًا بشوف راجل بس اللي طالع نازل من الشقة دي
• قاطع حديثهم صراخ سهير العالي حتي قالت الست
- طب طلبتو داية يا بنتي؟
• للمرة الثانية لم تفهم فريدة ما هذه الكلمة، يبدو انها كلمة مُستخدمة قديمًا
- يعني ايه داية؟
- داية يبنتي الي هتولدها، ايه متسمعيش عن الداية؟ ده انتِ حتي شكلك انسة وكبيرة
• نظرت فريدة لها بصمت قليلًا وقالت
- ايوة، جوزها راح يطلب داية
• ليسمعو صوت اقدام مراد وبدر صاعدون علي السلالمِ حتي وصلو ومعهم الداية ليتفاجأ مراد بهذه الست التي تتحدث مع فريدة حتي قال
- اتفضلي يا دكتور، خشي يا فريدة و اقفلي الباب
• نظرت فريدة الي هذه الست ثم ابتسمت ابتسامة مُزيفة ثم قامت بغلقِ الباب لتُحرك حاجبيها تلك الست وتقوم بعوجِ فمها مُصدرة صوت بحركات فمِها
- مسم،  حتي مقاليش تعالي اقفي معانا، ناس معندهاش زوق
• تدخل الطبيبة لتري سهير جالسة علي السرير ثم قالت
- من فضلكم يا جماعة اقفلو باب الاوضة واستنو برا، والبنوتة دي بس خليكي معانا، وسخنيلي مية سُخنة في طبق كبير بسرعة
• دخلت فريدة معهم الغرفة بعد ما جلبت طبق الماء الساخن وقامت بغلقِ الباب، بدأت الطبيبة بتعرية فستان سهير من الاسفل وفتح قدميها لتنظر فريدة الي الاسفل خاجلة، حتي بدأت تقول لها ان تصرخ اعلي وتقوم بدفع الطفل الي الخارج والأشياء الاخري كـطبيبة
- كمان،  يلا اصرخي اكتر بس بهدف انك تنزلي الطفل مش صريخ في الهوا
• يظهر العبوس علي وجه فريدة والخوف من حالةِ سهير، ظلو هكذا لدقائق حتي نزلَ الطفل بدماءهِ تأخذه الطبيبة او (الداية) وبدأت بتنظيفه والخبط علي ظهرهِ قليلًا حتي بدأ يبكي الطفل صارخًا مما جعل فريدة تبتسم وعينها امتلأت بالدموع .. اريدك ان تنظر الي هذا المشهد جيدًا عزيزي القارئ .. لأن هُنا يكمُن اسم رحلتنا "نسخة متناقضة"
•فريدة تنظر الي ذلك المولود وعينيها تلمع دموعًا فرحًا .. حتي سمع مراد و بدر صوت الطفل ليبتسمو ويضحك مراد ويحمد الله بصوتٍ عالي
- الف مبروك يا عم
• قالها بدر مُبتسمًا الي مراد، بينما في الغرفةِ تقول الداية
- بنوتة زي القمر، تتربي في عزك يا حبيبتي
• ثم أكملت الداية قائلة الي فريدة
- غطيها يا حبيبتي وافتحي الباب، فتحت فريدة الباب تبتسم إليهم وتُشير لهم بالدخول ليجد مراد سهير يعُم جسدها الصمت مُتعرقة بشدة وتبتسم له، اقترب منها بسرعةِ و وضع يده علي شعرِها و وجهها وقبٌل يدها
- الف مليون سلامة عليكي يا حبيبتي
• ابتسمت سهير له بعينيها حتي قالت الداية
- خُد بنتك و سمي، قمر ماشاءالله يحفظها من العين، اللهم صلي وسلم وبارك عليك يا نبي
• أخذَ مراد منها الطفلة يحملها وبدأ بالبسملةِ وذكر اسم الله اكبر في اذنِ الطفلة وعينه مُمتلئة من دموعهِ فرحًا، بينما بدر ينظر الي فريدة يبتسمون من تلك الأجواء، حتي تحدثت فريدة
- هتسموها ايه؟
• نظرَ مراد إلي فريدة ثم نظر إلى الطفلة وقال
- هسميها علي اسمك يا فريدة، اسمك لطيف جدا
• اتسعت عين فريدة وابتسمت بشدة ثم اقتربت فريدة خطوات لتنظر اليها علي يدِ مراد ثم خرجت منها ضحكة عفوية عندما رأت صوابع يد المولودة صغيرة و تتحرك.
• خرجت فريدة مع بدر بعد ان اعطي له مراد المال ليُعطيه الي الطبيبة ويوصلها الي الباب، وبعد ما اغلقَ الباب وقفت فريدة امامه بوجهٍ يبدو لديه الكثير من الاخبارِ والاسرار لتُحكى حتى قالت
- بدر، انت لازم تسمعني كويس انا عرفت حاجة غريبة
• شعرت فريدة وجه بدر غاضب قليلًا لتتحدث مُتسائلة
- مالك يا بدر؟
• نظر لها بغضبٍ ثم ذهب ليجلس على الأريكة حتي عاودت سؤالها ماذا بهِ ليتحدث بصوتٍ منخفض ولكن غاضب
- هو يعني ايه اسمك لطيف و تاني مرة يقولهالك؟
• صمتت ثواني ثم تذكرت كلمة مراد حتي ابتسمت بخباثة وقالت
- طب ما دي حقيقة، مش انا اسمي لطيف؟ انت ليه ادايقت؟
• نظرَ لها عينه تُخرِج الكثير من النيران من حديثها الذي اثار غضبه اكثر ليتصرف بذكاء عنها فـقال
- عندك حق، يعني لما اتقالي قد ايه نبرة صوتي جميلة كان عندها حق بقي
• هبت الغيرة في جسدِها و اضاقت عينيها لتتسأل
- هي مين دي الي قالتلك كده معلش!
- واحدة كده، مش مهم يعني
- ازاي يعني؟ هو انت تفتح موضوع ومتكملهوش للآخر! هي مين يابني!
• نظر لها محاولًا اخفاء ابتسامته عندما شعرَ انها لم تتملك غيرتها عليه امامه ثم قال
- انتِ متعصبة ليه دلوقتي؟ انتِ مش معني كلامك اني عادي حد يقول لحد الحقيقة اللي شايفها .. تمام يا ست فريدة انا بقي بارضو شايف اني نبرة صوتي حلوة وهي اُعجبت بيها
• نظرت له بغضبٍ ثم حاولت التحكم في ما تشعر من غيرة حارقة لقلبِها ثم نهضت و دخلت الي الشُرفة وجلست علي الكرسي، مما ازادَ غضب بدر اكثر، مازال يُفكر في كلماتِ مراد حتي نهضَ وجلسَ على الكرسي المُقابل لها ليقول
- انا بقول نمشي من هنا بقى
• وضعت فريدة ذقنِها علي سور الشُرفة مثل الاطفال وبدأت تُهمهم موسيقي عشوائية مُتعمدة تتجاهله، نادي عليها ولكنها مازالت تُهمهم وتتجاهله حتي سحب ذراعها بشدةِ مُنادي بـاسمها غاضب
- فريدة، انا مش بكلم نفسي، ردي عليا!
• نظرت له ثم تنهدت ورفعت حاجبيها وقالت
- ليه كلم نفسك، ده انت حتي نبرة صوتك جميلة جدا زي ما حبيبة قلبك قالتلك
• صمتَ بدر ونظر لها ليضحك ضحكة عفوية مُبتسمًا لها ثم قال
- محدش قالي حاجة اصلًا، انا حبيت استفزك عشان عصبتيني .. مش من حقه يشوف اسمك لطيف، وهو ماله اصلًا
• مازالت تنظر له بتجاهل ثم قالت
- ايوة يعني مين دي الي حبت صوتك
- يا بنتي والله مفيش حد، هو ده صوت يتحب اصلا؟
- اه
• قالتها فريدة وهي تضع ذقنها علي الشُرفة ثم ضحكت ضحكة طفيفة و خجلت مما جعله يبتسم فا قالت
- عايز ايه دلوقتي مني؟
- ماهو المشكلة مش عايز منك حاجة، بس انا متعصب ومدايق ..
• أخذَ انفاسه ثم اكمل
- احنا هنمشي، حاسس انه مركز معاكي زيادة وانتِ ما شاءالله ضحكتك كل مرة بتملي وشك بعد "اسمك لطيف يا فريدة"
• قالَ اخر كلماته مُحاول تقليد ابتسامتها ساخرًا حتي ضحكت بصوتٍ عالي وقالت
- يابني بس بقى، هو قصده خير، ده واحد متجوز واحده زي القمر وبقي اب اهو
- طب مانتِ كمان زي القمر! فرقت ايه عنك يعني مش فاهم، عينه ممكن تبُصلِك عادي
• احمر وجه فريدة وتلعثمت في الحديث حتي قالت
- ممكن بس بقى؟ انا اصلًا كان في حوار مهم عايزة اقولك عليه
• وضع مرفق ذراعه علي سورِ الشُرفة وتحدث بعد تنهيدة طويلة
- طيب اديني سكِت، ها موضوع ايه؟
- تخيل معايا كده اني عرفت اني سهير دي تبقي بنت مين
- بنت مين؟
- بنت رحيم بيه
• عقدَ حاجبيه مُتحدثًا
- بنت رحيم! ازاي! يعني ليه الصدفة ممكن غريبة اوي كده
- مش عارفة، بس من الواضح كمان انها وراها حكاية غريبة، واتوترت جامد لما قولتلها توصلني ليه وشبه طردتنا بشياكة
• يستمع إليها بدر ثم وضع يده علي شعره يقوم بفركهِ مُفكرًا حتى قالَ
- احنا مينفعش نمشي من هنا قبل ما نشوف رحيم بيه، حاولي تجاريها في الكلام
• لتتحدث فريدة ردًا عليه و تقول
- ايوة بس هو اصلًا هيفيدنا بـايه! بدر احنا راجعين بالزمن .. يعني اكيد احنا بالنسباله ناس غريبة
• ظلو في حيرتهم هكذا يخرجون من سؤال ليدخلو علي سؤالٍا اخر، هل سيجدون المَخرج عزيزي القارئ؟
• ليمضي يومين وفريدة تطبخ في المطبخ تقف تغسل الدجاج الذي بين يدِها والماء صوتها عالي بينما سهير تجلس بداخلِ غرفتها وطفلتها بجانبها تُداعبها سهير قائلة
- يا حبيبة ماما، طالعة زي القمر لباباكي
• لتقول فريدة وهي تضع البُهارت في الشوربة بطريقةٍ ساخرة بصوتٍ مُنخفِض
- ايه ده .. لاء طبعا دي قمر زيك انتِ، انتِ احلي منه
• ليُقرع الباب وتفتح فريدة لتجد مراد وبدر سويًا كانو بالخارجِ، دخلَ مراد والابتسامة على وجهُ مُنادي علي سهير
- سهير، بصي جيبت ايه لفريدة
• تعتدل سهير قليلًا له، ثم اقترب مراد من طفلته و اخرج من جيب بنطاله شيئ مُغطي بقماشةِ بيضاء لتنظر سهير بعدم فهم حتي ازالَ تلك القماشة البيضاء لتجد سلسلة ذهب عليها اسم فريدة صغير لتتسع عيناها وتبتسم قائلة
- مراد! جيبت فلوسها منين دي!
• ليرُد مُداعبًا لها بمزاح قائلًا
- وانتِ مالك انتِ دي لفريدة مش ليكي
- كده؟ واضح انك بقى عندك حب جديد
• قالتها سهير بمزاحٍ ايضًا حتي ضحكو الاثنان بينما فريدة وبدر يقفون في الغرفة يبتسمون، ثم البسها في عنق فريدة طفلته واقبل اصابعها و ابتسم الي سهير ونظرَ الي عينيها لثواني ثم قال بصوتٍ منخفض
- بحبك يا سهير
• ابتسمت سهير له وعينيها مليئة بالحبِ بينما اصدرَ بدر صوت من حنجرته دليل على وجودهِ مازحًا لينهض مراد يضحك قائلًا
- لو مش هندايقك يعني يا عم بدر انت و اختك عايزة اقول لام فريدة حاجة سر تاني
• ليضحكو جميعًا ويخرج بدر وفريدة من الغرفة،  تمضي الايام حتي يمضي اسبوعين ومازالت فريدة هي من مسؤولة عن المنزل من تنظيف وطبخ .. بينما كانت تُنظف الأريكة نادتها سهير، اخذت فريدة خطوات إليها و دخلت غرفتها ثم قالت
- ايوة يا سهير، عايزة حاجة؟
- تعالي يا فريدة، تعالي جمبي هنا
• اخذت فريدة خطوات قريبة اكثر لتجلس علي طرفِ السرير بجانبِها لتتحدث سهير
- انتِ فعلا حد جميل ..مش عايزاكي تزعلي مني علي اخر مرة و انا بولد .. الكلام الي قولتهولك ..
• ابتسمت لها فريدة ثم وضعت يدها علي يدِ سهير قائلة
- انا مش زعلانة، لأنه حقك .. حقك اننا منقعدش هنا
- لاء، خليكي اقعدي معايا العمر كله، أنا حبيتك يا فريدة، حساكي اختي ..
• ابتسمت لها فريدة اكثر واقتربت لتعُانقها، ثم انتهي العناق وبدات تتحدث فريدة
- سهير .. انا عايزة اقولك حاجة
• تنظر لها سهير مُنصتة
- بصراحة .. انا و بدر جايين من المستقبل
• ليس على وجه سهير ردة فعل لم تستوعب ما قالتهُ فريدة حتي عاودت فريدة الحديث
- انا عارفة انها حاجة متتصدقش، بس احنا بالصدفة روحنا عالم غريب اسمه الكوكب الأزرق علي كون موازي وشوفنا آلة وعرفنا من خلالها اننا نقدر نرجع كوكبنا، بس الي حصل اننا اكتشفنا اننا رجعنا كوكبنا اه بس رجعنا بالزمن ..
• تنظر لها سهير حاجبيها مرفوعان الي الاعلى ثم ضحكت بصوتٍ عالي
- تنفعي تكتبي، خيالك واسع .. عامة مراد دايما يعمل فيا مقالب كده
• رفعت فريدة أكتافها بنقاذِ صبر ثم قالت مُتنهدة
- ارجوكي صدقيني، ماحنا لازم نرجع لحياتنا الطبيعية انا وبدر، انا كنت عايشة في دار رحيم بيه، اكبر دار للبنات .. اسمه دار الفردوس
• نظرت لها سهير والخوف على وجهِها لتقول
- وبعدين في حكاية الدار ده يا فريدة ..
• تنهدت فريدة حتي اكملت قائلة
- طب هديكي دليل، انا شوفت معاه ساعة بناتي وعليها صورتك من جوا، اكيد دي ساعتك طالاما بتقولي انك بنته
• لتتسع عين سهير وتبتلع ريقها قائلة
- ساعتي ..
- و ... كنت بسمعه دايمًا بيتكلم في التليفون على واحده ويقعد يزعق في التليفون ويقول للي بيكلمه انه يكمل تدوير عليها
• ظهرَ خوف جامح على وجهِ سهير وبدات تشعر ان فريدة تتحدث بجدٍ حتي تحدثت بتلعثم
- عليا
- عليكي؟ هيدور عليكي ليه؟
- علشان .. علشان اتجوزت مراد، هو مكنش موافق وهربنا، وحاليًا لو لقاني ..
• لم تُكمل حديثها حتي سمعو صوت الباب يُخبِط، نهضت فريدة والصدمات على وجهِها من ما سمعت، لتفتح الباب وقالت لسهير
- اكيد هنكمل حوارنا، بس هفتح لمراد وبدر الباب
• خرجت فريدة لتفتح الباب ولكن ...
• ولكنها فوجِئت بـرجُلان وجههِم مُغطي بقماش اسود ولا يظهر سوي عيناهم، اطاحو بالبابِ حتي ابتعدت فريدة مُتسألة من انتم، حتي وقعت على الارض وهي ترجع بظهرِها وبدأت بالصريخِ مما جعلَ واحدًا من الاثنينِ يضع قماشة مليئة بالمُخدِر على انفِها مُحاولة مُقاومته بيدِها .. لتُغلَق عيناها ببطئٍ وتسقط راسها علي الارض ..

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن