Part 1

160 15 42
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

انكمش وجه تلك النائمه بانزعاج لمرور اشعه الشمس الذهبيه خلال النافذه المتهالكه لتتأفف بضيق و تهب مستقيمه لقضاء حاجتها بعقل مشغول بمتاعب الحياه التي انهكتها و استنزفت طاقتها في سن مبكر ،

خرجت من غرفتها بعد ارتدائها لرداء طويل باللون الزيتي و رفعت شعرها لتنظر لنفسها بالمرآه نظره متحسره و سرعان ما بدلتها باخري مغروره فقد كانت جميله بحق و لكن ليست الحياه دائما بصف الجمال وقفت في منتصف البيت تنادي : اصحي يا ريان عشان وراك مدرسه ، بسرعه قبل ما المدرسه تفوتك


لتتفاجأ بذلك الصغير الذي خرج من المطبخ و بيده سندوتش ليرد عليها و فمه مملوء بالطعام : علي فكره انا صاحي من بدري ، انتي اللي متأخره و لم يكمل كلامه اذ بصوت الجرس يصدح في الشقه الصغيره و لم يحتاج الصغير الوقت ليفتح الباب و يستقبل صديقه و ابن جيرانهم عادل الذي لم يعطه الوقت ليتكلم بل قام بجذبه عنوه من يده ثم جري به مسرعا كي يلحقوا المدرسه

بينما وقفت تلك تعد قهوتها بملل و شريط حياتها يمر امام عينيها تتذكر نفسها و هي شابه فاتنه تعمل نادله في احدي المطاعم المخمليه و قد تكرر وجودها مع وجود احد الشباب الاثرياء الذي اعجبت به من النظره الاولي و مرت الايام ليصبحا معا

و لكن ليس ما نتمناه دائما يحدث ، لا يزال صوته الرخيم يرن في اذنها كأجراس الكنيسه و هو يقول : ايه اللي انتي بتقوليه ده ، حامل ازاي
رانيا بغضب : انت شكلك وقعت علي دماغك و انت عيل ، يعني ايه ازاي ما احنا متجوزين
رياض بإنفعال : انتي مسميه الورقتين العرفي دول جواز بقولك ايه متزهقنيش انا اصلا مش طايق نفسي
رانيا بغيظ : و انا جيالك عشان كده ، الورقتين دول

تقطعهم و تكتب عليا رسمي يإما هفضحك و لم تكمل حديثها اذ بضحكات صاخبه صدرت منه ليقول من بين ضحكاته : انتي هتعملي نفسك شريفه ، ما احنا عارفين اللي فيها و ان كنتي ناسيه انا افكرك .. يا مدام
كلماته الاخيره التي نطقها بسخريه شديده كانت كفيله بجعلها تشتاط غضبا من الواقف امامها لترد عليه : و ايه المطلوب مني دلوقتي ، اعمل ايه ف بطني لما تكبر و بعدين انت مش قولتلي ان الوضع ده مؤقت لحد ما تفاتح ابوك ف الموضوع و دلوقتي بقالنا ٧ شهور متجوزين و انت مجبتش سيره و عمال تتلكك

رياض و قد استعاد هدوئه : عايزاني اقوله .. حاضر بس خلي بالك عشان يعرف اني متجوزك لازم اللي ف بطنك ده ينزل ، ها قولتي ايه يا رورو
رانيا بغصه : لو ده هيخليك تعلن جوازنا فأنا موافقه
رياض و هو يتقدم نحوها بإبتسامه واسعه : شاطره
و لم ينطق بشئ اخر فقط اكتفي بابتسامه واثقه قبل ان يخرج بينما انهارت هي علي الاريكه خلفها و قد نال الحزن منها

و كان لزوجها النصيب الاكبر حيث لا يتواني عن ذكر ماضيها الاسود الذي تحاول نسيانه
فاقت من ذكراها علي صوت هاتفها الذي صدي صوته في المنزل لتري انها صديقتها ريهام و الذي اكتفت بغلق هاتفها و التفتت للقهوه لتجدها ثارت و قد وقع بعض منها علي الارض لتسب حالها في ضيق و تطفئ الموقد شارعه في الذهاب الي عملها

الشرودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن