بسم الله الرحمن الرحيم
انكمش وجه تلك النائمه بانزعاج لمرور اشعه الشمس الذهبيه خلال النافذه المتهالكه لتتأفف بضيق و تهب مستقيمه لقضاء حاجتها بعقل مشغول بمتاعب الحياه التي انهكتها و استنزفت طاقتها في سن مبكر ،
خرجت من غرفتها بعد ارتدائها لرداء طويل باللون الزيتي و رفعت شعرها لتنظر لنفسها بالمرآه نظره متحسره و سرعان ما بدلتها باخري مغروره فقد كانت جميله بحق و لكن ليست الحياه دائما بصف الجمال وقفت في منتصف البيت تنادي : اصحي يا ريان عشان وراك مدرسه ، بسرعه قبل ما المدرسه تفوتك
لتتفاجأ بذلك الصغير الذي خرج من المطبخ و بيده سندوتش ليرد عليها و فمه مملوء بالطعام : علي فكره انا صاحي من بدري ، انتي اللي متأخره و لم يكمل كلامه اذ بصوت الجرس يصدح في الشقه الصغيره و لم يحتاج الصغير الوقت ليفتح الباب و يستقبل صديقه و ابن جيرانهم عادل الذي لم يعطه الوقت ليتكلم بل قام بجذبه عنوه من يده ثم جري به مسرعا كي يلحقوا المدرسهبينما وقفت تلك تعد قهوتها بملل و شريط حياتها يمر امام عينيها تتذكر نفسها و هي شابه فاتنه تعمل نادله في احدي المطاعم المخمليه و قد تكرر وجودها مع وجود احد الشباب الاثرياء الذي اعجبت به من النظره الاولي و مرت الايام ليصبحا معا
و لكن ليس ما نتمناه دائما يحدث ، لا يزال صوته الرخيم يرن في اذنها كأجراس الكنيسه و هو يقول : ايه اللي انتي بتقوليه ده ، حامل ازاي
رانيا بغضب : انت شكلك وقعت علي دماغك و انت عيل ، يعني ايه ازاي ما احنا متجوزين
رياض بإنفعال : انتي مسميه الورقتين العرفي دول جواز بقولك ايه متزهقنيش انا اصلا مش طايق نفسي
رانيا بغيظ : و انا جيالك عشان كده ، الورقتين دولتقطعهم و تكتب عليا رسمي يإما هفضحك و لم تكمل حديثها اذ بضحكات صاخبه صدرت منه ليقول من بين ضحكاته : انتي هتعملي نفسك شريفه ، ما احنا عارفين اللي فيها و ان كنتي ناسيه انا افكرك .. يا مدام
كلماته الاخيره التي نطقها بسخريه شديده كانت كفيله بجعلها تشتاط غضبا من الواقف امامها لترد عليه : و ايه المطلوب مني دلوقتي ، اعمل ايه ف بطني لما تكبر و بعدين انت مش قولتلي ان الوضع ده مؤقت لحد ما تفاتح ابوك ف الموضوع و دلوقتي بقالنا ٧ شهور متجوزين و انت مجبتش سيره و عمال تتلككرياض و قد استعاد هدوئه : عايزاني اقوله .. حاضر بس خلي بالك عشان يعرف اني متجوزك لازم اللي ف بطنك ده ينزل ، ها قولتي ايه يا رورو
رانيا بغصه : لو ده هيخليك تعلن جوازنا فأنا موافقه
رياض و هو يتقدم نحوها بإبتسامه واسعه : شاطره
و لم ينطق بشئ اخر فقط اكتفي بابتسامه واثقه قبل ان يخرج بينما انهارت هي علي الاريكه خلفها و قد نال الحزن منهاو كان لزوجها النصيب الاكبر حيث لا يتواني عن ذكر ماضيها الاسود الذي تحاول نسيانه
فاقت من ذكراها علي صوت هاتفها الذي صدي صوته في المنزل لتري انها صديقتها ريهام و الذي اكتفت بغلق هاتفها و التفتت للقهوه لتجدها ثارت و قد وقع بعض منها علي الارض لتسب حالها في ضيق و تطفئ الموقد شارعه في الذهاب الي عملها

أنت تقرأ
الشرود
Adventureلطالما كان الوالدان خير رفقاء لاطفالهما ، فالام ترعي الابناء و الاب يسعي لسعادتهم ، لكن ماذا عن الحالات الشاذه حيث يتخلي الاب عن الابن و تطمع الام في حياه الرفاهيه ف يمضون تاركين ورائهم طفل بقلب منفطر ... حيث الظلام و النور ، الحراره و البروده حيث...