بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشاعر محمود دروش :
تقول متي نلتقي
اقول بعد عام و حرب
تقول و متي تنتهي الحرب
اقول حين نلتقي
* فلا الحرب انتهت و لا نحن التقينا *
---------------------------------
يمشي ذلك الصغير بينما يصفر بمرح و هو الان عائد بعدما اطاع والدته و اشتري الحاجيات لها و ها هو يدخل تلك الحاره الشعبيه التي يسكنون بها ، صعد امام شقتهم ليدق الباب و لكن ما من مجيبمرت نصف ساعه و هو جالس امام الباب ، لقد سئم الانتظار فقرر الذهاب الي مقر عمل والدته الذي كان بعيدا عن المنزل و لكن عزمه ان يجدها كان اكبر و ظل يجوب الشوارع ك تائه حتي وصل امام ذلك المطعم و عندما حاول الدخول منعه رجال الامن لينطق احدهم : روح يا عسل ، اجري العب بعيد من هنا .. يلا
ظل رجال الامن يحاولون صرفه بلطف لكنه كان كالتمثال امامهم لا ينطق و لا يتحرك ليضجر احدهم معنفا اياه : انا من الصبح عمال اقولك امشي و انت واقفلي زي الشوكه في الزور ، امشي احسنلك
ليتكلم الطفل اخيرا قائلا برهبه : انا كنت جاي ل ماما ، هي بتشتغل هنا و انا روحت البيت ملقتهاش و اسمها رانيا الدهشوري ، ينفع تناديهالي
تنهد الرجل بضيق ليقول : حاضر علي الله تمشي بقيمرت دقائق و هو ينتظر حتي وجد رجل الامن يخرج و خابت اماله عندما وجد ان ريهام آتيه خلفه بدون والدته ، لتسرع محتضنتا اياه : رينو حبيبي ، عامل ايه
ليرد عليها بتساؤل : انا كويس ، اومال ماما فين
صمتت بحسره و هي تتذكر محادثتها مع صديقتها قبل ان تأتي وردها اتصال من رانيا لتجيب قائله : شوف الناس اللي مبيسألوش ، ازيك يا اختي و ازي ابنك
رانيا بتسرع : بقولك ايه ، انا هتجوز
ريهام بصدمه : و متقوليليش يا كلبه ، مين العريس
رانيا بضجر : مش ده موضوعنا ، انا مسافره و هسيب الواد عندك يومين لحد ما ارجع انا و جوزي
ريهام : حيلك حيلك و بعدين هتسيبي الواد ليهلترد عليها بانفعال : ريهام ، انتي عارفه اني مكونتش عايزاه اصلا و دلوقتي لما ربنا فتحها عليا و هتجوز جوازه كويسه جايه تقوليلي الواد ، بلا قرف
صمت .. لم يقطعه سوي ضحكات ريهام العاليه التي استفزت الاخري لتقول بعدما هدأت ضحكاتها : و هو ذنبه ايه ان ابوه ندل ، ذنبه ايه ان امه بتعتبره غلطه و كمان ليكي عين تكرهيه ، انتي واحده انانيه و حقيره لترد الاخري بصراخ : ايوه مكونتش عايزاه و لولا ان نزوله كان خطر علي حياتي كان زماني خلصت منه و كان زماني عايشه زي الملوك ، مش عايزاه عشان لما ابوه عرف اني مش هعرف انزله طلقني و سافر و معرفش عنه حاجه و بعد كل ده بتقولي اني انانيه
لم ترد الاخري عليها بل اكتفت بإغلاق الهاتف دون ردفاقت من شرودها علي الصغير الذي اخذ يدفعها برفق كي يدخل معها المكان و لم تتركه ينتظر اكثر بل اخذت بيده و دخلت به الي المطبخ قائله له : متعملش صوت و متتحركش من هنا عشان محدش يزعقلك
هز رأسه بإيجاب و قبل ذهابها سألها : ماما فين
قالت بغصه : سافرت يا حبيبي و انت هتقعد عندي يومين لحد ما ترجع بالسلام ، و ذهبت تمسح عبراتها غير سامحه له بالحديث ، ف بما يفيد الكلام و العقول مغلقه و القلوب خاطئه و النفوس متعلقه بما هو ثمين
أنت تقرأ
الشرود
Adventureلطالما كان الوالدان خير رفقاء لاطفالهما ، فالام ترعي الابناء و الاب يسعي لسعادتهم ، لكن ماذا عن الحالات الشاذه حيث يتخلي الاب عن الابن و تطمع الام في حياه الرفاهيه ف يمضون تاركين ورائهم طفل بقلب منفطر ... حيث الظلام و النور ، الحراره و البروده حيث...