Part 34

20 1 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

لي غائبٌ قَطَعَ الرسَائلُ بيننا
‏وأرَاحَ مِن وجعِ المحبَّةِ بالَهُ
‏حاولتُ أن أنساهُ لكِن خَانَني
‏صَبري، وجَرَّعني الهَوى أهوَالَهُ
‏إن كُنتُ مُنتبهًا ذكرتُ زمَانهُ
‏وإذا غَفَت عَيني لمحتُ خيَالَهُ
‏ - فواز اللعبون.

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

" كلّ ما يرجوهُ المرءُ هو ألاّ يقطع شوطًا طويلًا في طريقٍ خاطئ ، ألّا تأكُل التجارب قلبهُ عبثًا ، ألّا يستَدِل على طريقه بعد أن ينتهي السِّباق .."

وقف في المطار مودعًا إياهم و لهفتهُ للعودةِ إختفت
الم تكن العودة مبتغاه أم أنه فقد روحه التي كانت تَبُثّ فيه الرجوع

وقف تائهًا بينهم تُتلى عليه التحيات و لكن كالمغيبِ عنهم لم يردّ أو يلتفت و لسان حاله يقول " كأنه كُتب علينا العيش هكذا⁣ ، مُعلقين في مُنتصفِ الأشياء كلها⁣ ، لا نحب ما يحدث ، ولا يحدث ما نحب "

لم يدرك كيف ساقتهُ قدماه نحو سُلّم الطائرة ، كيف جلس ينظر من النافذةِ لتنكمش معالم وجهه فجأة مما سبب ذعر منى التي إشترط أن تكون أنيسته في رحلته لتطمئن عليه بقلق : أنت كويس يا بني

إيمائةٌ بسيطة كانت كفيلةً بجعلها تهدأ قليلًا لتدير وجهها عنه تُحاول النوم حتى غفت و ظل هو منكمش المعالم و العديد من الذكريات تتصادم داخل مخيلته بقوة مسببةً بإزدياد شعور الذنب في داخله

لو أصرّ أكثر على العودةِ لرضخ له والده و العديد من الجُمل المتشابهة التي يتلوها عليه ضميره جاعلًا من الألم داخله يتفاخم لِيُصبح الحديث عنه أصعب

شعر أنه سيفقد عقله إن ظل على هذا الحال ليُسارع بإخراج دفتر الرسم الخاص به و يبدأ بخطّ أحد اللوحات مُستعينًا بالقلم الرصاص و الألوان الخشبية
و لأن هوايته كانت منفذًا لإخراج مشاعره

وجد نفسه يُلوّن أحد الأزقة التي تطارده في أحلامه و ربما في كوابيسه ، مضت ساعات قبل أن تأتيه أحد المضيفات تخبره بإقتراب الهبوط و بالفعل لم تمضِ نصف ساعةٍ إلا و هم فوق أرضِ الوطن

خرج من الطائرةِ و توجه نحو أحد العمال كي يُنهي الإجراءات اللازمة للخروج مصطحبًا منى بجانبه
منى التي ترقرت عيناها بعبرات ضَمّت من الكلمات الكثير و من الذكرياتِ أكثر

توقفت للحظاتٍ و هي تلهث من فرط ما تشعر به من حنين لينتهي بهل الأمر باكية بعدما فشلت في الحفاظ على جمودها الذي ميّزها لسنوات ، ليصحبها ريان و هو يتلوا على سمعها كلماتٍ مواسيةٍ من حين لآخر و كأنه يهدهد صبيّا فقد لعبته المفضلة

وقفا أمام مطار القاهرة و هما يرمقان تقَدّم أحد الرجال منهم ليرشدهم إلى سيارةٍ سوداءَ حديثة ثم حمل حقائبهم يضعها في حقيبة سيارته من ثم استدار عائدًا إلى مقعد القيادة متوجهًا بهم إلى إحدى الشقق الحديثة كما أمره ربّ عمله

الشرودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن