بسم الله الرحمن الرحيم
إنِّي أحبُّك بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
مَا بَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِالشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
وَالحَالُ تُخبرُنِي: ذَا مَوضِعُ الوَجَعِذِكرَاك دِفءٌ وَبَردٌ ، فَرحَةٌ وَأسَىً
نُورٌ وَنَارٌ ، كـ مَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ....................................................................
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني
أفتشُ في مكانكَ لا أراكا"سار بخطوات مترنحة و قلب مثقل بالهموم حتى تأكد من إبتعاده التام عن تلك المنطقة الدنيئة ليشير بيده إلى سيارة أجرة ثم ولج يخبره العنوان و هو يميل برأسه على زجاج السيارة بجانبه و عقله في عمل دؤوب يرسم مخططًا عما سيحدث فور عودته للشقة التي يمكث فيها ، يحاول تهيئة نفسه عما هو مقبل له
لينتفض فجأة و هو يدرك أن المبني الذي يحتوي شقته أصبح أمام ناظريه ليخرج هاتفه مسارعاً بالإتصال ب " محمود " الذي أجاب بعد فترة : خير
ليجيبه الأخر بخفوت تزامنًا مع توقف السيارة أمام البناية : أنا طالعله دلوقتي ، هو جه و قاعد فوق خليك معايا متقفلش و متعملش صوت و الأحسن تسجل المكالمةأنهى حديثه و هو يترجل من السيارة ليعطي السائق حسابه و أثناء صعوده ألقى نظرة أخيرة على هاتفه ليجد أن محمود مازال على الخط ، أخرج زفيرًا و هو يضع هاتفه في جيب بنطاله و يرن الجرس بعدما أصبح أمام الباب
فتحت " منى " الباب و هي ترمقه بشفقة غير قادرة على ردع من هم أشد منها بئسًا من الإقتراب من وليدها الروحي ، ما كاد يخطو أولى خطواته حتى وجد " رياض " والده و بجانبه " نادر " مساعده و سرعان ما نبس والده متهكمًا : أهلا شرفت يا بيه ياللي مبتردش على مكالماتي ياللي مش عايز تبص في وشي ياللي في أول فرصة خلعت و سافرت ياللي المفروض تكون في ضهري و طلعت أول واحد سابني ، ايه مش هتسلم على ابوك
كان يتحدث بهدوء في البداية و مع كل جملة يزداد صوته عُلوًّا حتى أمسى صراخًا ، و ما كان رد من " ريان " إلا كلمات غير مهتمة أشعل بها فتيل الأخر : إيه الصناديق دي ... لو اللي في بالي فانا مش عايز اشوفهم قدامي بدل ما ارميهم انا بإيدي
تقدم منه والده بسرعة يكاد ينقض عليه لولا " نادر " الذي نطق بهدوء خبيث : متضايقش نفسك يا رياض بيه هو بس متوتر و مش عارف يعبر عن نفسه و بعدين انت ابوه يعني هيهرب منك هيروح فين ، مسيره يتعود و لا إيه
وجّه أخر كلماته ل " ريان " الذي ظل بصره معلّقًا على الصناديق الخشبية التي إرتصّت بعضها فوق بعض في شكل مرتب قاطعه دقات كعب إمرأة ليوجه بصره نحوها ، إمرأة مألوفة تميل للطول ذات شعر مموج يبدو كسواد الليل و لكن فور وقوع الضوء عليه يتحول الأسود الداكن إلى أحمر لامع جاذب للأنظار كأحمر شفاهها الذي ناسب ملابسها الجلدية السوداء

أنت تقرأ
الشرود
Adventureلطالما كان الوالدان خير رفقاء لاطفالهما ، فالام ترعي الابناء و الاب يسعي لسعادتهم ، لكن ماذا عن الحالات الشاذه حيث يتخلي الاب عن الابن و تطمع الام في حياه الرفاهيه ف يمضون تاركين ورائهم طفل بقلب منفطر ... حيث الظلام و النور ، الحراره و البروده حيث...