part 37

8 2 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

عزّت عليّ مشاعري فدفنتُها
‏بعد الذبول فمتُّ قبل أواني
لا شيء يُطفئُ عَبرةً مخنوقةً
‏في القلب إلا رحمةً تغشاني
‏للظُّلم ألفُ طريقةٍ وأشَدُّها
‏أن يعبثَ الإنسانُ بالإنسان

--------------------------------------------------

ولقد ذكرتُك والغيابُ كأنَّهُ
‏سهمٌ يُمزِّقُ أضلُعَ المُشتاقِ
‏ولرُبَّما أرجُو اللِقاء ولم يكن
‏إلاّ البُكاء و كثرة الأشواقِ
‏أقبِل وزُرني في المنَامِ فإنَّما
‏يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِ

إنتصب واقفًا ببطئ و أخذ يسير بتمهل إلى أن قابلته إحدى سيارات الأجرة ، أشار للسائق فتوقف يسأله : على فين إن شاء الله
و جائته الإجابة بسرعة حيث نطق دون تردد : أقرب قسم هنا لو سمحت
إعتدل السائق في جلسته قائلًا بأسف مزيف : بس ده بعيد أوي يا باشا و المشوار لهناك غالي يعني
و كان الجواب تأفف بدون صبر مصحوبًا بكلماتٍ ناهية لهذا الحوار معدوم الفائدة : ميهمكش الفلوس هتوديني و لا تتكل على الله و أشوف حد غيرك

يجلس في المقعد الأمامي للسيارة و يدعو الله أن يوفقه عقب إعتذار السائق و فتحه الباب الأمامي للسيارة كي يجلس ريان و بعد مرور ساعة تقريبا ، توقف السائق أمام مبنى حديث يغلب عليه اللون الرمادي و تزينه خطوط عريضة من الأزرق الداكن

شكر السائق و هو يعطيه المبلغ المطلوب و الذي كان كبيرًا كفاية لجعله شبه مُفلس فلم يتبقى معه سوى عشرون جنيهًا ، تنشق نفسًا عميق و هو يخطو إلى الداخل بخطوات ثابتة حتى أوقفه أحد الضباط ليتم تفتيشه و لم يخطو خطوتين حتى أوقف أخر ليأخذ بياناته و يتلو عليه بعض الأسئلة ك : جاي هنا ليه
" عشان أقدم بلاغ " نطقها بتوتر لم يعرف مصدره
أشار له الضابط ليُكمل ما بدأه
فأعاد القول : البلاغ في واحد سوابق بلغت عنه قبل كده و دلوقتي خرج من السجن و عايز يأذيني

أومأ القابع أمامه بصمت قبل أن يشير له بالجلوس في أحد المقاعد حتى يحين دوره و بعد ساعات من الإنتظار لم يتم السماح له بالدخول ليتوجه إلى الضابط ثانيةً و يخبره بضجر : هو انا هدخل امتى

ليجيبه الضابط بعملية : للأسف ممكن متدخلش النهارده لأن محمد بيه خرج ، هو اللي لسه معدي قدامك من شويه

تصنم الواقف أمامه و لم يسعه سوى الصراخ : يعني إيه أنا هنا من أربع ساعات ده أنا نزلت صليت الضهر و العصر خلاص هيأذن أهو و لسه مدخلتش

و لم يتابع حديثه أثر صوت الضابط العالي : ما توطي صوتك إحنا ف مكان عام و كمان انا قولت ممكن متدخلش يعني فيه احتمال تدخل بس هيبقى متأخر شويه و لو مش عايز ممكن أشوفلك ضابط تاني

إيمائة بطيئه كانت كافية ليدرك من أمامه المعنى و سرعان ما ارتفع صوت الضابط ينادي أحدهم : يا عسكري ، خد الواد ده و وديه عند محمود باشا

الشرودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن