بسم الله الرحمن الرحيم
عزّت عليّ مشاعري فدفنتُها
بعد الذبول فمتُّ قبل أواني
لا شيء يُطفئُ عَبرةً مخنوقةً
في القلب إلا رحمةً تغشاني
للظُّلم ألفُ طريقةٍ وأشَدُّها
أن يعبثَ الإنسانُ بالإنسان--------------------------------------------------
ولقد ذكرتُك والغيابُ كأنَّهُ
سهمٌ يُمزِّقُ أضلُعَ المُشتاقِ
ولرُبَّما أرجُو اللِقاء ولم يكن
إلاّ البُكاء و كثرة الأشواقِ
أقبِل وزُرني في المنَامِ فإنَّما
يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِإنتصب واقفًا ببطئ و أخذ يسير بتمهل إلى أن قابلته إحدى سيارات الأجرة ، أشار للسائق فتوقف يسأله : على فين إن شاء الله
و جائته الإجابة بسرعة حيث نطق دون تردد : أقرب قسم هنا لو سمحت
إعتدل السائق في جلسته قائلًا بأسف مزيف : بس ده بعيد أوي يا باشا و المشوار لهناك غالي يعني
و كان الجواب تأفف بدون صبر مصحوبًا بكلماتٍ ناهية لهذا الحوار معدوم الفائدة : ميهمكش الفلوس هتوديني و لا تتكل على الله و أشوف حد غيركيجلس في المقعد الأمامي للسيارة و يدعو الله أن يوفقه عقب إعتذار السائق و فتحه الباب الأمامي للسيارة كي يجلس ريان و بعد مرور ساعة تقريبا ، توقف السائق أمام مبنى حديث يغلب عليه اللون الرمادي و تزينه خطوط عريضة من الأزرق الداكن
شكر السائق و هو يعطيه المبلغ المطلوب و الذي كان كبيرًا كفاية لجعله شبه مُفلس فلم يتبقى معه سوى عشرون جنيهًا ، تنشق نفسًا عميق و هو يخطو إلى الداخل بخطوات ثابتة حتى أوقفه أحد الضباط ليتم تفتيشه و لم يخطو خطوتين حتى أوقف أخر ليأخذ بياناته و يتلو عليه بعض الأسئلة ك : جاي هنا ليه
" عشان أقدم بلاغ " نطقها بتوتر لم يعرف مصدره
أشار له الضابط ليُكمل ما بدأه
فأعاد القول : البلاغ في واحد سوابق بلغت عنه قبل كده و دلوقتي خرج من السجن و عايز يأذينيأومأ القابع أمامه بصمت قبل أن يشير له بالجلوس في أحد المقاعد حتى يحين دوره و بعد ساعات من الإنتظار لم يتم السماح له بالدخول ليتوجه إلى الضابط ثانيةً و يخبره بضجر : هو انا هدخل امتى
ليجيبه الضابط بعملية : للأسف ممكن متدخلش النهارده لأن محمد بيه خرج ، هو اللي لسه معدي قدامك من شويه
تصنم الواقف أمامه و لم يسعه سوى الصراخ : يعني إيه أنا هنا من أربع ساعات ده أنا نزلت صليت الضهر و العصر خلاص هيأذن أهو و لسه مدخلتش
و لم يتابع حديثه أثر صوت الضابط العالي : ما توطي صوتك إحنا ف مكان عام و كمان انا قولت ممكن متدخلش يعني فيه احتمال تدخل بس هيبقى متأخر شويه و لو مش عايز ممكن أشوفلك ضابط تاني
إيمائة بطيئه كانت كافية ليدرك من أمامه المعنى و سرعان ما ارتفع صوت الضابط ينادي أحدهم : يا عسكري ، خد الواد ده و وديه عند محمود باشا
أنت تقرأ
الشرود
Adventureلطالما كان الوالدان خير رفقاء لاطفالهما ، فالام ترعي الابناء و الاب يسعي لسعادتهم ، لكن ماذا عن الحالات الشاذه حيث يتخلي الاب عن الابن و تطمع الام في حياه الرفاهيه ف يمضون تاركين ورائهم طفل بقلب منفطر ... حيث الظلام و النور ، الحراره و البروده حيث...