بسم الله الرحمن الرحيم
قد لايكون الموت بتوقف النبض فقط ..
فالانتظار موت، والملل موت، واليأس موت .. وظلمة المستقبل المجهول موت .-- غسان كنفاني.
"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"'"
قلبي الذي أودعتَه نبضَ الهوَى
لم يَمْحُ تلك الذكرياتِ ولا نَوَى
وعلامَ أُسْهِبُ في حديثِ صَبَابتي
ولأنتَ أدرَى بالفؤادِ وما حَوَى؟
ارجِعْ تَجِدْني مثلَما غادرتَني
ما ضَلَّ عاشقُكَ القديمُ وما غَوَىإستيقظ قبل عدة دقائق و لكنه لازال جالسًا فوق فراشه ، يشعر بأن شيئا ما ناقص لكن لا يدري ماهيته
حاول التفكير بعمق و النتيجة واحدة .. الا شئليستعيذ ربه مستقيمًا نحو المرحاض ليخرج بعد دقائق و هو يجفف وجهه بالمنشفه ثم يبدأ في صلاته و لأول مرة منذ فترة بعيدة كان يرتجف أثناء تلاوته بعض الآيات حتى بعد إنتهائه فقد ظل جالسًا لدقائقَ أخرى قبل أن يطمئن نفسه الهشّة و يتجه نحو الخارج
و على غير المعتاد كانت الفوضى تعم المنزل و الخدم منتشرون في كل زاوية و كلما مرّ أمام أحدهم يجده يهمس بما لم يدركه قبل أن يتوقف فجأة و هو يبصر الكثير من شظايا الزجاج التى بدت كبساطٍ للأرضية
ليستعيد ما حدث مساءً مما جعل أنفاسه تتوقف للحظة و كأن العالم بما حوى أطبق فوق صدره ، و لوهلة سأل نفسه أهو السبب في موتها أم خداع والده أعماه عن الحقيقة
فلم يتردد دقيقةً و هو يهرول نحو المصلّى ليرتمى فوق البساط الأخضر باكيًا يبوح بما يثقل كاهله : يارب أنا تعبت .. حاولت ألاقيها بس معرفتش و فضلت على أمل إنها عايشه و إني هشوفها قريب بس محصلش ..
دلوقتي لما ماتت هعوضها إزاي عن اللي شافته في حياتها .. هعيش إزاي و أنا شايل ذنبها .. يارب إرحمها و لو في أمل إنها تكون عايشه فإحفظهاأراد أن يُتابع شكواه و لكن شهقاته التي تخللت حديثه كانت تردعه عن إستكمال ما بدأه ، لم يعلم كم مضى من الوقت قبل أن يشعر بيدٍ صغيرةٍ تربت فوق كتفه ليستدير رامقًا ذلك الطفل بتشتت
ملاكُ رحمة ، هذا ما نطق به في سره و هو يتابع الطفل الصغير ذو العيون الخضراء التي ذكرته بها و ما زاده لُطفا هي ملامح وجهه التى تدل على إصابته بمتلازمة داون ، متلازمة الحب
و ما ساعده أكثر على الإطمئنان هو وقوف الطفل أمامه معانقًا إياه و كأنه يشعر بمعاناته و لم يتردد الأخر لحظة و هو يبادله
لوهلةٍ شعر بالأمان يغزو دواخله و كأنه يعرف ذلك الطفل جيدًا و ما لبث أن إبتعد الطفل مهرولًا ليستقيم ريان ورائه غير مبالٍ بمعالمه التي تدل على بكائه
و لكن فور خروجه من المصلّى لم يجد الطفل و كأنه لم يكن و ذهبت معها ضحكاته المبهجه
أنت تقرأ
الشرود
Adventureلطالما كان الوالدان خير رفقاء لاطفالهما ، فالام ترعي الابناء و الاب يسعي لسعادتهم ، لكن ماذا عن الحالات الشاذه حيث يتخلي الاب عن الابن و تطمع الام في حياه الرفاهيه ف يمضون تاركين ورائهم طفل بقلب منفطر ... حيث الظلام و النور ، الحراره و البروده حيث...