بسم الله الرحمن الرحيم
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَداً
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذناً غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
أَفديكَ إِلفاً وَلا آلو الخَيالَ فِدىً
أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
سَرى فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسا
وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ
مَنِ المَوائِسُ باناً بِالرُبى وَقَناً
اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي
السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِاحمد شوقي
:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:
صديق .. كلمه ذات وقع خاص ، حروف معدوده مصحوبه بمشاعر لا حصر لها
محببه للبعض و مؤلمه للكثيرين ، بالنسبه له
لم يكن يوما الصديق الوفي ، لم يكن صديقا ابدا لكن عدوا لمن اراد .. فيقف اليوم يستمع لتلاوتهم فيضحك ، ايقولون انه صديق ؟
توقف للحظات ليستدير ناظرا لمن تحدث بغل غير مبرر و لكنه انتشر داخله كالسم ليصبح حديثه حادا و هو يردف : معنديش و مش عايز ، متقدرش تفرض عليا حاجه مش عايزها
جائه رد الاخر الهادئ و هو يحيط كتف الفتى الواقف بجانبه و الذي تبعه مؤخرا : اعرفك على ابني ..
قُصَي فهمي و تقدر تعتبره صاحبك من النهارده"معنديش صحاب" ، اعادها مؤكدا لقوله الاول و لكنها حملت في طياتها اكثر من معنى و الاغرب كانت نبره صوته التي جمعت التسلط و الالم معا
ليصعد نحو غرفته التي اصبحت ملاذه الوحيد الذي يتيح له الهدوء و التفكر في احواله المضطربه ، لا يعلم القادم و لا يريد معرفته و لكن المؤكد انه يريدها بجانبه ، هو الذي كان يحتضنها كل ليله فكيف يهدئ عندما تبتعد عنه لشهر
الدموع ترقرقت في عينيه منذره بهبوطها ليأخذ شهيقا عميق محاولا ان يمحي الحرقه التي انتشرت داخله و لم يجد افضل من وقوفه في الشرفه لبعض الوقت
و بدون شعور منه وجد لسانه ينطق بما عجز عن قوله علنا : انتي فين ، متعودتش ابقى بعيد عنك و ابقى جاهل للي بيجرالك .. ياترى انتي معاهم فعلا و لا ده كدب و انتي لسه بتعيطي على بعادي ، صمت قليلا يحاول جمع انفاسه التي سرقتها شهقه عميقه خرجت منه حين غفله ليعود مكملا بألم :

أنت تقرأ
الشرود
Avventuraلطالما كان الوالدان خير رفقاء لاطفالهما ، فالام ترعي الابناء و الاب يسعي لسعادتهم ، لكن ماذا عن الحالات الشاذه حيث يتخلي الاب عن الابن و تطمع الام في حياه الرفاهيه ف يمضون تاركين ورائهم طفل بقلب منفطر ... حيث الظلام و النور ، الحراره و البروده حيث...