15.زيارة

11 4 0
                                    

ايلينا:
جلست على طاوله حيث كان علي لقاء جي هون كنت متوترة لا اريد ان ارى ابني في مثل ازياء السجناء المخططه لكنه لم يرتدي المخطط بالفعل بل برتقالي لأنه شديد الخطورة كما يقولون كان هناك سجين قادم هذا ليس جي هون بالطبع كان حليق الرأس ولم تبد ملامحه كجي هون بتاتاً لم تكن تعابيره الجادة ابداً لكن عندما رآني ابتسم فابتسمت له كذلك وآتى نحوي عانقته بقوة فبادلني العناق وشعرت ببرودة القيد على يده لم اقل شيئاً فقط اردت التأكد ان ابني بخير ابني الغالي قبلت خده لأقول:
"جي هون"
همس بضعف:"أمي ..لقد آتيت حقاً"
ابعدته عن حضني لأتمكن من رؤيه وجهه لقد كان مليئاً بالخدوش وعيناه كانتا ناعستين اكثر من المعتاد فسألته:
"هل انت بخير حبيبي؟"
هز رأسه رفضاً ثم قال:"انا قلق جداً ..هل سأبقى بهذا المكان خمس سنوات"
قلت:"سنجد الحل لهذا لن تبقى هنا طويلاً"
"كيف حالك واخوتي؟"
"الجميع بخير ما هذا على وجهك؟"
قلت وانا اتفقد جروحه فقال:
"لا شئ مجرد خدوش"
"ولماذا حلقوا شعرك؟"
"كان عقاباً بسيطاً"
كان يتكلم ببرود فقلت بغضب:
"ماذا حصل اريدك ان تخبرني؟"
تنهد ليعترف:"حسناً تورطت بقتال لا يد لي فيه واضطررت ان اضرب لأحافظ على صحتي ..لذا انا بالسجن المنفرد لأسبوع بعد"
قلقت بشدة كيف له ان يتورط بقتال وهذه مجرد ثلاثه ايام فقط فقلت:
"عدني ألا تتورط بمشاكل ثانيه!"
"اعدك"
قلت وانا احكم قبضتي على يده لأشعره بالدعم:
"وان اضطررت فلا تدعهم يؤذوك حسناً انت قوي"
تحدث:"ماذا سيحصل بعد عودتكم هنا؟"
لم ارد التفكير بالأمر حتى فقلت:
"لا بأس سأجد وظيفه مسائيه"
"امي ستمرضين حتماً.. انت الآن متعبه بالفعل"
قلت بقله حيله:"اذاً ماذا علي ان افعل؟ لا يمكنني ايقاف احدهم عن الدراسه علي ان اعيلهم"
"اعلم اعلم ..يمكنني المسا.."
لم يكمل كان كلانا يعلم انه لم يعد بإمكانه المساعدة بعد الآن اكملت بأسف:
"ليو مصاب بالصرع"
"ماذا؟"
قال متفاجئاً فقلت:"نعم وايضاً تزوج اون جو"
"كيف حصل كل هذا لا اصدق..من هي؟"
"امرأة لئيمه لديها ابنه بعمر هانيل"
"حسنا"
تنهد ليقول:"وتركتيهم معها؟"
"لا تقلق ليونيد يطبخ الطعام لهم ووصيت يوري ان يحرص عليهم"
"اعتقد ان عليك إخبار آرون إنه الوحيد الذي يعرفهم جيداً"
"لكنه مع عائلته ..الأمر معقد جي هون وكأن كل شيء يسير بالعكس"
"امي.."
قال هذه الكلمه حيث عادت الملامح الجادة على وجهه ..لقد بدأت اشكى له رغم انني منذ وصلت لكوريا انبه نفسي انه لديه ما يكفي من الهموم قاطعته:
"جي هون انا آسفه جداً لدخولك السجن على امر لم تفعله.. اريدك ان تكون قوياً فأنا سأكون كذلك ان كنت"
امسك بيداي وقال:
"لا بأس انا سأكون بخير .."
قاطعنا الشرطي:"انتهى وقت الزيارة"
قلت بحزن:"هذا فقط"
لم يرد علي بل امسك بيد جي هون لينهض فقلت:
"لحظه"
عانقته لمرة اخري واخبرته انني فخورة به وانه قوي جداً وذهب ظللت واقفه اراقبه لماذا يعاملون ابني كشخص سئ ألا يعلمون انه من اسندتي في هذه الحياة ما إن خرجت من السجن حتى وردني اتصال رددت لأقول:
"مرحباً السيدة إيلينا"
"نعم"
"نحتاج حضورك في الحال فهناك بعض التهم الموجهه إليك تحت مسمى الوصايه المشتركه"
شعرت بنغزة في قلبي فقلت بغصه:"اون جو رفعها ضدي؟"
"لا يهم فلتحضري في الحال"
"انا في كوريا"
"لديك مهله اربع وعشرين ساعه"
"حسناً سأحضر"
وحذفوا رقمي من الشبكه اريد الإتصال بأطفالي اريد رؤيتهم بسرعه جمعت اشيائي سريعاً لأرحل....
ليونيد:
تظاهرت بأنني متعب وانني احتاج ان يبقى هانيل وهيون وو معي ما إن دخلنا رأيت كاميرا المراقبه في غرفتي كانت مخبأة بإحترافيه وبسببها كان علي التظاهر بالمرض قالت هانيل بجفاء:
"ماذا تريد الآن؟"
قلت:"هانيل اهدأي واجلسا قربي لدي قصه جيدة لكما"
جلسا فقلت:
"كيف حالكما؟"
ابتسم هيون وو ليقول:"انا افضل حالاً"
وهانيل:"بخير"
ابتسمت لأقول:"هانيل انا ابذل ما بوسعي لاصير بخير ارجوك تفهميني لا اختار المرض بنفسي"
"انا لا اريدك ان تمرض وحسب"
"لا بأس فلتهدأي يا عزيزتي انا ايضاً لا اريد ذلك"
ابتسمت لي واخيراً لتقول:"انت قوي ليو"
لكن قُطعت لحظتنا الجميله بسبب دخول اون جو الذي قال:
"ليونيد لنذهب للمشفى لديك مقابله اليوم"
قلت بسرعه:"سأذهب مع يوري عندما يعود ..لا اريد الذهاب معك"
كان علي إيقاعه في شباكه فقال:
"ستذهب معي"
"لقد اتفقت مع يوري ان نذهب لزيارة صديقه بعد المقابله"
"لن نحتاج لذلك ان ذهبت معي"
لم يكن علي قول لا اريد ثانيه كان قلبي ينبض بقوة من الخوف اخذت نفساً لاتحدث:
"سأستحم اولاً"
وذهبت للحمام كان علي ان اماطله ليأتي يوري ..ما العمل بعد ان استحممت جيداً توجهت للمرأة وجدت مجفف الشعر فابتسمت حان وقت اضاعه الوقت ضبطته على البارد وبدأت بتجفيفه لكن يدي كانت ترتجف اجتمع الحوف والمرض علي ماذا يؤخر يوري؟ ارتديت ثيابي وانا اتمنى ان اجده قبل ان يأخذني ابي للطبيب سوف يفعل بي مصيبه انا اعلم خرجت من الحمام وحاولت جعل كل حركاتي طبيعيه بقدر الإمكان آتى هيون وو وقال:
"ليونيد عليك الاختفاء لكيلا يأخذك سنماطله انا وهانيل"
تذكرت الكاميرا فقلت:"لا داعي لذلك هو لن يؤذيني"
دفعني بغضب قائلاً:"هل انت غبي؟... كنت اعتقد ذلك حتى مزق عضلات معدتي"
اجل هيون اكمل فقلت متعجباً:"هل آذاك بشدة؟"
"ليو ما خطبك؟"
"ما خطبي؟"
صرخ غاضباً:"هل جننت؟"
لكن اتضح ان ابي فهم لعبتنا حين رأيته آت نحونا وهو يقول:
"انت ذكي ليونيد لكنك ضعيف للغايه.. الشرطه تنتظرنا في الخارج فلنسرع بالذهاب"
قلت:"سننتظر يوري"
"لقد امسكوه بالفعل هل ستأتي ليونيد؟"
تباً لقد عدمت الحيله اضطررنا للذهاب ..هيون وهانيل كانا معي كان هناك محقق آتى ورأنا وعندما اخبروه بالأمر قال انه يود الحديث مع هيون وو على انفراد فقال:
"لن اذهب معك وحدي"
"انا لن اؤذيك"
"هل ستدعني اعود لأخوتي ثانيه؟"
صمت فقلت وانا امسك يد هيون"
"لن يذهب معك اذاً"

"سيفعل"
تحدث هيون وو:"اريد الحديث مع امي اولاً"
...
ايلينا:
وصلت روسيا وتوجهت فوراً لمنزل اون جو دخلت بسرعه وانا اصرخ:
"هانيل..هيون وو...ليونيد اين انتم؟...يوري"
لم يجبني احد حتى وجدت نيكول فقلت:
"اين اطفالي؟"
"مع والدهم؟"
قلت:"اين والدهم؟"
"بقسم الشرطه يفضل ان تذهبي ايضاً"
شعرت بغصه في حلقي وركضت للخارج وما ان وصلت حتى طلبت منهم رؤيه ابنائي لكن الجواب كان:
"لا"
"ولا احد ..ارجوك اريد رؤيتهم"
"هذا لا يمكن سيدتي انت متهمه بإيذاء عقولهم"
لم اصدق ان اون جو قد يصل لهذه الدرجه من الدناءة لقد شعرت بغضب شديد واظنني فقدت السيطرة حين صرخت:
"اريد رؤيه اطفالي حالاً"
وتوجهت نحو الباب لأخرج لكن قامو بتثبيتي صرخت:
"ان لم تتركني ستندم..دعني ارى اطفالي"
"اخبرتك شيدتي هذا لا يمكن"
بدأت برجوهم ليسمحوا لي بالخروج لكن قلوبهم كالحجارة لا ترق ولا تعطف لم يسمح لي احد بالحديث مع اطفالي او رؤيتهم مر يومان وانا بغرفه التحقيق يطلبون مني الإعتراف بأنني احرضهم ضد ابيهم لم آكل شيئاً فقط اشرب الماء لم اشعر بالجوع حتى.. بكيت دماً لأحصل على نظرة خاطفه لأطفالي لكنهم منعوني اي ذرة رحمه في قلوبهم فقال لي محقق:
"اعترفي فهذا افضل للجميع"
"ماذا سيحصل لأطفالي؟"
"سيغادر هون وو وهانيل ..."
صرخت مقاطعه:"اسمه هيون وو انت حتى لا تعلم اسم ابني لتحكم بأني اؤذيه ابتعد ودعني اراه"
"إنه لا يريد رؤيتك"
علمت انه يكذب لكن كلامه كسر قلبي بكل حال شعرت بشئ يقوم بالغوص داخل قلبي ليمزقه اكثر علمت انها كلماته اخذت نفساً عميقاً لأتحدث:
"دعوني احدثهم ارجوكم.. انا ارجوك اسمعني ..ابنائي"
قاطعني بقسوة:"كفى"
آلمني قلبي بشدة وبدأت ابكي وابكي وارجوهم لكن كانوا ينظرون الي بنظرات فارغه من المشاعر اخرجوني من تلك الغرفه واخيراً لأذهب لقاعه المحكمه نظرت في ارجاءها لألمح احد ابنائي لكني لم اجد احداً كانوا جميعاً ليسوا هنا لا احد منهم رأيت اون جو وقد كنت غاضبه منه لدرجه انني لم استطع النظر بوجهه ظل يؤكد تهمي بأنني امنعهم من رؤيته واحرضهم ضده حتى انه كان لديه جرح حديث تحدث عن ان هيون وو هو من قام به فصرخت:
"كاذب ابني ما كان ليؤذي ذبابه"
تحدث القاضي:"هيون وو اعترف بنفسه بذلك"
وعرض شريط التحقيق حيث سأله:
"هل ضربت والدك؟"
"نعم"
"بماذا؟"
"بكرسي خشبي..."
واغلق قبل ان ينهي كلامه فقلت:"ماذا قال بعدها؟"
"لا شيء يثبت عكس ما قاله سيدتي لذا الزمي الصمت"
"اريد المحقق الذي سأله ان يأتي ويخبرني ان هيون وو
لم يقل ما ينفي هذا"
احضروه فقلت له:
"هل هيون وو ضربه؟"
"نعم سيدتي"
"هل قام اون جو بأذيته بأي شكل؟"
"كلا سيدتي"
علمت انه يكذب من خبرتي كأم لكنه لن يعترف فقلت:
"هل قام بذلك دون سبب مقنع؟"
"نعم"
وكان كاذباً فنظرت لأون جو لأقول:
"ماذا فعلت بهيون وو؟"
"عليك سؤال هذا لنفسك!"
تكلم القاضي:"احضروا الطفل ليتحدث.."
ابتسمت اردت ان اصل لهذا لكن محامي اون جو قال شامتاً في ابتسامتي:"لا يمكننا تركهم يروها سيدي ستؤثر على نفسيتهم"
قلت:"اعترض اعترض"
نظر القاضي إلي متفاجئاً فقلت:
"اين محامي اريد ان يتحدث احد عني لأنكم لا تصدقوني"
"حسناً يحق لك طلب محامي"
بعد جهود شديدة مع محامي الذي صدقني احضروا ليونيد كان شاحباً بشدة ما ان رأيته حتى بدأت عيناي بسكب الدموع قال سعيداً:"امي"
وآتى لحضني متجاهلاً كل المحاولات لإيقافه فقلت له:
"اين اخوتك؟"
ازدرء ريقه ليقول :"إنهم معه لقد اخذهم بالقوة"
نظرت للقاضي وقلت:
"اسمع منه ففي هذه القضيه إنه احد الضحايا"
تحدث:"إنه كاذب امي لم تؤذينا"
"لقد غسلت دماغك انت لا تدرك فقط"
......

حياه التشتت (الفصل الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن