ليونيد:
"مرحباً"
رحبت بفتاة كانت تجلس هناك مع جهاز تنفس متحرك رغبت بمحادثتها لوقت فكل ما آتى لأقابل الطبيب تكون هنا نظرت إلي ثم ابتسمت بود قائلة:
"مرحباً بك"
جلست قربها وقلت:
"انا ليونيد وقد كنت افكر بأنه من الجيد الحديث معك بدل ساعات الانتظار دون صديق اتمانعين؟"
قالت:"بالطبع كلا كنت اود الحديث إليك ايضاً لكنك فتى"
ابتسمت سعيداً لمبادلتها الشعور ثم قلت متفاجئاً:"مهلاً ماذا تعنين بفتى؟"
قالت وهي تعقد يديها:"اعني ان عليك انت ان تتحدث معي اولاً"
ابتسمت قائلاً بعفويه:"ليتني علمت!"
نظرت إلي متفاجئه وخجوله فقلت:
"هل قلت شيئاً خاطئاً؟"
قالت بابتسامه:"انت صريح للغايه"
قلت:"نعم انا كذلك نوعاً ما ...لم تخبريني اسمك!"
قالت بحرج:"اوه نسيت ..لا تعتقد انني لم اخبرك لأنني تضايقت منك .."
ضحكت قائلاً:"شكراً لقولك هذا لأنه ما شعرت به"
"لما انت صريح هكذا هل انت من كوكب الصريحين؟"
"اين هذا المكان ربما سأجد اهلي اخيراً"
نظرت إلي بجديه فقلت:
"امزح"
ابتسمت ثم ضحكنا كانت لطيفه للغاية قالت:
"حسناً اسمي ايزابيلا يا ليونيد"
تزامن قولي:"ليو يكفي"
مع قولها:"ايمكنني منادتك ليو؟"
صُدمت من تزامننا وكذلك هي فقالت:
"اريدك نحسك لكن الحديث إليك لطيف"
"انتي لطيفه"
فتحت فمها مصدومة ثم قالت وهي تضع يديها على كتفاي:
"فلتهدأ ليو اهدأ قليلاً"
كنت اراقب عينيها فقلت:
"عجباً عيناك جميلتان"
ضحكت لتقول:"انت ميؤس منه"
آتت امي من عند الطبيب تمسح دموعها اقتربت مني لكن عندما لحظت ايزابيلا مسحت دموعها وهي تقول بتلك النبرة التى تستعملها الأمهات:
"اووه هل هذه صديقتك؟"
قالت ايزابيلا:"ليو والدتك تبدو حزينه"
قلت:"نعم ..امي هذه صديقتي الجديدة اسمها ايزابيلا"
قالت امي:
"نعم ..و"
كانت تحاول امساك دموعها لكنها بدأت تبكي فقلت:
"امي ما الأمر؟ ماذا اخبرك الطبيب؟"
"انا ..فقط لا شيء استمتع مع صديقتك سوف احضر بعض الماء اتريد شيئاً"
تعلمون ذلك الشعور الذي يلازمك في فترة المراهقه بأنه إن ابديت اي مشاعر تجاه امك فهي سوف تحرجك اكثر لم يكن لدي فعانقتها وقلت:
"لا تبكي انت قويه وسوف يأتي الوقت الذي نرتاح فيه من كل هذا يا امي ونصير بخير ويعود اخوتي لا بأس ..حسناً"
"نعم"
"احبك كثيراً لا تبكي"
"انا كذلك احبك"
وذهبت فجلست قرب ايزابيلا قالت:
"كم عمرك ليونيد؟"
"ثمانيه عشرة وانت؟"
"انا في السابعه عشرة.. لما انت هنا؟"
لم اكن مرتاحاً فقلت بحزن وانا اشير لرأسي:
"لدي ورم دماغي"
شهقت مفزوعه فقلت متجاهلاً تفاجؤها:
"ماذا عنك؟"
"جهاز التنفس بسبب ان لدي ازمه تنفس دائمه وآتى إلى هنا لأن والدتي تعمل هنا"
"حسناً"
"ما بها والدتك؟"
"الطبيب اخبرها على الأرجح ان ايامي قليله"
قلت بللا مباله فقالت:
"ليو"
لفتتني نحوها من كتفي وقالت بغضب:
"لما تقولها هكذا؟"
وضعت رأسي بين يداي مستعرضاً مشاكلنا فقلت لها:
"انت فقط لا تعلمين"
"ماذا؟...اخبرني"
قلت بسرعه:"كنا خمسة اخوة واخت جي هون يونق يوري انا وهيون وو وهانيل السافل المدعو ابي ادخل جي هون السجن وتلاعب بيونق وحطم يوري واخذ وصايه اخواي الصغيران واقنع المحاكم انني مريض بسبب ان والدتي غسلت دماغي"
قالت بصدمه:"ياويلي"
"نعم الآن انا ويوري فقط مع والدتي والبقيه مع ابي او في السجن"
"انا حقاً آسفه"
قلت بألم:"اتعلمين ما المضحك في الأمر؟..والدي لم يطلب يوماً الحصول على وصايتي"
"لماذا؟ انت لطيف"
"لست لطيفاً انا لئيم للغايه ولا احد يطيقني سوى اخي واختي الصغيران.. والآن اموت ولا استطيع حتى سماع صوتهما ولو عبر الهاتف ..والآن امي تنهار وما يؤلمني ان ابي السافل مرتاح"
"لا ادري ما اقول"
"لا تقولي شيئاً ربما نكون كما يقولون عنا عائله لا ادري..عائلة راقيه او متخلفه او تعيسه لا يهمني انا احب افراد عائلتي ووادي نجح في افساد حياتنا جميعاً اتمنى ان يفسد احدهم حياته كما فعل بنا"
تفاجأت عندما امسكت بكفي وقالت:
"اهدأ ...الغضب سيؤذيك اكثر لنتحدث عن امر لا يضايقك هكذا"
"حسناً ماذا عنك؟"
"ليس لدي اخوة او اخوات والداي وانا"
"هذا يبدو لطيفاً"
"انت لطيف"
قلت:"هل تنتقمين مني لأنه انتقام حلو"
"انت وسيم للغايه"
قلت ممازحاً:"كل هذا الجمال لا ترينه!"
قالت بدراما:"سحبتها ..عجباً"
....
يونق:
اتفقت مع هاش ان يدعني ارى امي مقابل ان ارافقه لبعض الأماكن الطرفيه قلت:
"ماذا ستفعل؟"
"سأرتجل واريدك ان تفعل ما يهم ان من نتعامل معهم ليسوا من مجتمعك الراقي"
"حسناً"
كان في كلامه إساءة مؤلمه لكني تجاهلتها فقال:
"الآن سأحميك لكن فقط لا تكن احمقاً"
وصلنا الحي الصيني فسألته:
"سنزور احد؟"
"يمكنك قول ذلك"
ذهبنا توقف امام منزل مظلم طرق الباب ففتح رجل عجوز عندما رأى هاش صرخ:
"وول هيتش"
عانقه بقوة وقال كلمات بالصينية كانت صينيتي ريكيكه جداً دخلنا المنزل ودخل الرجل العجوز وهو ينادي بينما نظر هاش إلي فقلت:
"من هؤلاء؟"
لم يرد علي بينما خرجت سيدة عجوز وعانقته كذلك وهي تبكي ثم نظرت إلي ونطقت كلمات بالصينيه لم افهمها فألقيت التحيه باللغه الانجليزيه والكوريه والصينيه بدا انها فهمت انني لا افهمها فقالت بالكوريه:
"مرحبا بك يا صديق وول هيتش ما اسمك؟"
رددت:"كان..."
قاطعني هاش:"يونق اسمه كان يونق"
واعطاني نظرة ذات مغزى تحدثت:"كيف حال ابني إذاً هل يأكل ويشرب جيداً؟"
هنا ادركت أنهما والداه فخابت ابتسامتي إنه ضحيه آخرى لمطامع والدي لذا عدل اسمي قلت مبتسماً:
"إنه بخير ويأكل بشكل جيد وصحي"
قالت:"انت وسيم للغايه ما رأيك ان نزوجه ابنتنا"
قالت الام فضحك الاب قائلاً:"نعم هي معجبه بالكوريين!"
ضحكت في خجل بينما قال هاش بعدم ارتياح:
"علي المغادرة"
قالت امه:"ماذا حصل مع كانق اللعين"
"احاول العودة قريباً لا تقلقا"
قال والده بعتاب:
"متى تخدمنا يا بني؟ قضيت سبعه سنوات تعمل ..."
واكمل بالصينيه رد هاش بهدوء ثم قال:
"انهض يونق هيا"
وذهبنا للخارج فقلت:
"ماذا حصل هناك؟"
"ابي غاضب لأني لا اصرف مرتباً لقاء اعمالي ولا اساندهم بشيء وهم يعيشون بأسوأ منطقه في المدينه ووالدي يعمل ويعاني رغم كبر سنه لدفع نفقات جامعه اختي ومصروفات المنزل"
"لا تصرف مرتب؟"
قلت متفاجئاً فقال:"نعم الآن لن تخبر والدك انني رأيت والدي ولن اخبره انك رأيت والدتك"
"بالطبع... انا آسف"
"علام؟..لو علم ابي انك ابنه سيقتلك هو يعلم بشأنه لكته يرى ان العمل معه لا ينفعني بشيء"
"هل ينفعك؟"
سألت فقال:"على الأقل هو لا يؤذي والديّ لأني اعمل معه"
"بئساً والدي وغد"
"نعم"
"هل الذين يعملون معه جميعاً مثلك؟"
"بعضهم مثلي وبعضهم مثله وانتم عالقون في المنتصف"
لم نعد لكوريا في الوقت بسبب ان زيادة جي هون كانت يوماً محدداً في الأسبوع ذهبت إليه وعانقته طويلاً كان انحف لكن بذات الوقت صارت عضلاتهاضخم واقوى قضى سته اشهر في السجن حتى الآن تحدث إلي سعيداً:"يونق انت هنا! لقد عدت"
ابتسم لي وتحدثنا عن امور مختلفه لكنه متألم من قرار منعه من العمل....
أنت تقرأ
حياه التشتت (الفصل الثاني )
Randomولنتخلص من كل تلك المعاناة نحتاج فقط بصيص امل نحتاج ان نشعر بأننا رغم الألم في النهايه سنصير بخير وأنها مسألة وقت حتى نصل للسعادة . . . . . بين تلك الجدران الوهميه التى بناها لازال محتجزاً هل سيخرج يوماً... بقلم/ناديه موسى