باك سو يون:
كنت اراقب احوال المنزل وعندما مر اسبوع بعد حفل العشاء عاد السيد اون جو غاضباً علمت فيما بعد انه خسر احدى الصفقات وبعد ان انهى حمامه تحدث الي اريدك ان تغلقي هانيل بغرفتها لا اريد ان يزعجني احد!"
سألته:"ماذا عن السيد يوري؟"
صرخ غاضباً:"لا تحدثيني عنه"
لم اجفل او غيره انا شخصية باردة بطبعي لذا هززت راسي وتوجهت لغرفه هانيل كانت بالداخل فاغلقتها بالمفتاح وتركته على الباب... سمعت صوت انين خافت من الحمام لكني تجاهلته جلست بالحديقه الخارجيه اراقب امور الخدم واطالع كتابي إلى أن شعرت بأحد آخر يجلس كان السيد يوري فقلت:
"هل تحتاج شيئاً سيدي؟"
كانت عيناه حمراوان فقال بصوت متقطع:
"لقد صرخ ابي وجهي واخبرني انه لا يريد رؤيتي"
همهمت واصلت قراءة كتابي لكنه لم يتوقف:
"لقد عاملني بقسوة لم اعهدها.."
"هذا ما يفعله شخص غاضب"
قلت في محاوله لتجاهله لأعود لكتابي فقال:
"لكني ابنه!"
"لا تأبه لذلك الناس تتجاهل هذا الأمر غالباً"
"انهم غاضبين"
"كلا بل يتجاهلون حقيقه ان هذا الفتى ابني"
قوس فمه للاسفل اكثر ثم ظل صامتاً لفترة عندها آتى والده ...بدا غاضباً للغايه من يوري صاح به قائلاً:
"لو لم تظهر بذاك المنظر لما خسرت صفقتي اليوم"
فرد يوري وهو حزين:"لكن انا كنت جائعاً فحسب"
"اصمت!"
صاح به ورأيته يوري يجفل هلعاً صرخ ثانيه:
"خذيه للداخل لكيلا احطم عظامه"
قلت:"هيا يا يوري"
اخذته من يده لغرفته قائله:
"ابتعد عن والدك حتى يهدأ"
"حسناً"
بدا خائفاً ولا شك انه كذلك عدت لمكاني حيث كان والده جالساً قال:
"أتصدقين ما يحصل؟ بمجرد ان يوري يلعب بالوحل يعتقدون اننا متخلفون اجتماعياً"
تحدثت ببرود كعادتي:"الأطفال يلعبون بالطين طبعاً"
"نعم لكني غاضب فعلاً من يوري لما يدخل بذلك الشكل"
تركته يتحدث إلى أن انتهى ثم ذهب ..
مرت الأيام ولكن موضوع يوري بدا يصبح حديث الساعه فكيف لابن مالك اكبر الشركات ان يكون بهذا المنظر بدا الجميع مستاءً لشيء لا يعرفونه حقاً كان الأمر يبدو كارثياً وسرعان ما بدأ اون جو بلوم ابنه كل يوم صباحاً ومساءً طوال الوقت وهو يخبر يوري كم أنه عديم الفائدة لكن تلك لم تكن سوى البداية ففي يوم على العشاء وهو يقوم كالعادة بالتحدث عن كيف ان يوري افسد مخططاته انفجر يوري غاضباً وصرخ:
"كفى!...لقد اكتفيت مهما يكن انت تخبرني بهذا وكأنه يمكنك تغيير شيء لقد انتهى الأمر.."
كنت اراقب كتابي واسمعهم وفجأه سمعت صوت سقوط رفعت بصري لأراهم وكان يوري على الأرض لأن والده اسقطه بطريقه ما وصاح به:
"اتجرؤ؟...غادر لغرفتك لا اريد رؤيتك"
كان الأمر جيداً اليوم بالنسبه للآتي ففي الأيام التاليه كان ما إن يأتي السيد اون جو حتى يدخل لغرفته ويضربه لم يكن الأمر مؤذياً اعتقد انه يحاول تأديبه كما يقول ولكن ..لم يذكر احد يوماً امهم منذ ذلك اليوم..
ايلينا:
ذهبت ويوري للمشفى فقد كان متعباً بعض الشيء اذنه تؤلمه وبعد الفحص كانت الطبيبة تتحدث وقالت:
"...بما انه فاقد لسمع إحدى اذنيه.."
قاطعتها:"ما الذي تتحدثين عنه؟..مهلاً كيف؟"
"سيدتي إنه يعلم بالفعل وقد اخبرني بذلك الأمر"
"هو اخبرك..حسناً اكملي"
وبينما هي تكمل فكرت بابني لقد كان لسنوات بعيداً عني وعلى ما يبدو لقد تألم كثيراً وانا لم اسأله حتى ما به تذكرت ليونيد يوم تحدث معي كيف انني اهمله ولا اهتم به ...ماذا لو كان يوري يراوده نفس الشعور بالخذلان ملأت عيناي الدموع فسمعت الطبيبه:
"سيدتي هل انت بخير؟"
"نعم انا بخير ...ماذا كنتِ تقولين؟"
بعدها ركبنا السيارة للعودة وظللنا صامتين فقال:
"امي هل انت بخير؟"
"نعم...يوري هل ...كيف فقدت سمعك؟"
كنت اركز على الطريق لكن ذلك لم يمنعني من رؤيه يده تتحسس خده ثم تحدث:
"حدث ذلك فجأة اعتقد بسبب البرد في روسيا"
"حسناً...هل هناك ما تخفيه عني؟"
"لا لماذا؟"
لحظت شروده ونبرة صوته وايضاً ارتجاف شفتيه حين تحدث فقلت:
"اريد ان اعلم ماذا يجري معك..اعني حياتك وما شابه"
"انت تعرفين.."
فقلت بعد تفكير:"يوري اريد سؤالك لكن عليك ان تجيبني بصدق"
"ماذا؟"
"لقد اكملت دراستك الثانويه لكنك لم تخبرني كم كانت نتيجتك"
صمت لثواني ثم قال:"إنها ليست جيدة"
فقلت مراوغه:"كم كانت؟"
"لماذا ترغبين ان تعرفي؟"
"لأنك..كيف اقولها.."
قاطعني:"لأن مستواي الأكاديمي سئ في الجامعه اهذا ما ترمين اليه!"
فقلت محاوله تدارك الأمر:"ليس سيئاً إنما لماذا تواصل الدراسه اكثر من اخوتك ولا تحرز تقدماً"
تحدث وكأنما وجد حلاً:"لأنني غبي"
"لست غبياً يوري من اخبرك بذلك؟"
تكلم:"لست احتاج ان يخبرني احد انني غبي انا فقط اعلم أنني غبي"
"لا تصف نفسك بالغبي ثانيه"
"كما تريدين "
وظل الصمت سائداً لفترة فقال:
"هل انت نادمه على الحديث معي؟"
"كلا انا فقط قلقه لماذا انت تتصرف بغرابه اريد ان اعلم هل انت غاضب مني؟"
تحدث بسرعه:"كلا يا امي لن اغضب منك ليس الآن ولا البارحة ولا حتى غداً حسناً"
"حسناً"
دخلنا المنزل ووجدت هانيل وهيون وو وليونيد عادوا من المدرسه حضرت لهم وجبات خفيفه ليأكلوها قبل النوم ذهبت لغرفه هيون وو وليونيد وقلت:
"هيا لنتناول الطعام"
كانا متخاصمين بسبب قميص كان ليونيد يصرخ:
"اخبرتك الا ترتدي ملابسي!"
"يمكنك اخذ اي قميص آخر"
قاطعتهما:"كفى لنتناول الطعام"
وذهبت لهانيل واخبرتها تركتهم يأكلون الطعام وذهبت لغرفتي اتصلت بيونق عده مرات لكنه ظل لا يجيب ارسلت له:
"يونق"
"عزيزي انا قلقه عليك هلا ترد علي"
وتركته كنت قلقه جداً اردت الاتصال بأون جو وسؤاله لكن ماذا لو كان يونق يتجاهل اتصالاتي ماذا لو انه وجد والده افضل مني وقرر قطع علاقته بي كنت متوترة للغايه اتصلت به من حاسوب جي هون لكنه لا يرد هل هو لا يرد لانه وجد ان والده يهتم به اكثر ..هل نحن بخير ام لا ...كنت قلقه للغايه خفت ان يفوز علي في كسب ود يونق لا اريد ليونق ان يحب والده فجأه شعرت بأنها انانيه مني ان ارغب في جعله يحبني انا ماذا لو كان قلبه كبيراً واستطاع ان يحب كلانا أهذا جيد؟..
هيون وو:
ارتديت قميص ليونيد كان قطنياً ومريحاً لذا استمر بسرقته منه واليوم غضب لكن لا بأس اصلحنا امورنا حين اعطيته جزء من طعامي فضحك قائلاً:
"حسناً يمكنك ارتداءه لهذا اليوم"
فقالت هانيل:"لماذا تحب هذا القميص هو لا يليق بك يليق بهيون اكثر"
كان بلون ازرق كلون السماء فقال ليونيد:
"انه ازرق كسماء وان كنت تتحدثين عن لون عيناي او شعري فالابيض لون الغيوم"
قلت هامساً لهانيل:"والرمادي لون دخان المصانع"
وضحكنا بينما كشر قائلاً:"سمعت ذلك ثم ان لونه اسود اي كلون شعرك"
قالت هانيل:"هذا غريب حقاً.. ما رأيك يوري؟"
كان يقوم بغسل الأطباق ولم يكن منتبهاً معنا كان شارد الذهن فقال:
"اعتقد انه يليق بليو اكثر"
رفع ليونيد سبابته ليجادل لكنه فوجئ فتحدث:
"لم اعتقد ابداً أنك ستقول هذا"
وضحكنا حسناً يمكنني قول أن منزلنا دافئ...
أنت تقرأ
حياه التشتت (الفصل الثاني )
De Todoولنتخلص من كل تلك المعاناة نحتاج فقط بصيص امل نحتاج ان نشعر بأننا رغم الألم في النهايه سنصير بخير وأنها مسألة وقت حتى نصل للسعادة . . . . . بين تلك الجدران الوهميه التى بناها لازال محتجزاً هل سيخرج يوماً... بقلم/ناديه موسى