يونق:
"اين سونيا؟"
وجه السؤال لي فاجبت بلا مشاعر:
"لقد تم اختطافها"
"كم مر على ذلك؟"
"بضعه اشهر"
"انت كنت معها صحيح!"
"نعم كنت معها"
"ماذا فعلت؟"
"لقد فقدت وعيي"
"ماذا كنتما تفعلان؟"
"كنا في موعد!"
"هل وقعت بحبها؟"
هززت رأسي موافقاً فقال:
"جيد.."
نهض فقلت:"ارجوك لا اريد البقاء هنا اخرجوني"
تحدث:"انت مريض علينا علاجك عندها ستخرج"
"انا لست مريضاً"
"بلى اريدك ان تكرر بعدي ...سونيا ليست موجودة"
قلت صارخاً:
"لكنها موجودة إنها حقيقه... إنها بالفعل مختطفه"
"كلا هي ليست موجودة عليك الهدوء ..انت تتخيل فقط هيا قلها"
رفضت الحديث فقال:
"سأدعك تفكر بالأمر..انا هنا لمساعدتك"
وغادر وتركني لم ارد ان يغلق الباب بعدها اظل في هذه الغرفه الفارغه لوقت طويل دون اي طريقه للتواصل اتكئ بظهري إلى الحائط واراقب الباب لم اكن انام كثيراً ولا آكل كان ياتي كل يوم هذا الرجل الملتحي ليكرر نفس الأسئلة واكرر نفس الإجابات اريد الخروج من هذا المكان المقيت لقد بدات احاول الهرب لكن لا مفر اريد ان اتصل بأحدهم ليساعدني بالهرب من هنا والآن وقد مر اسبوعان على حبسي او هذا ما اخبروني به فهي تبدو سنوات هنا سنوات من الإنتظار بلا طائل انتظرت وانتظرت حتى دخل الرجل هذا اليوم قررت تغير اجاباتي فاتى ليسأل:
"اين سونيا؟"
"لا ادري"
"متى آخر مرة رأيتها؟"
حاولت جعل إجابتي غير محددة فقلت:"اراها في احلامي من حين لآخر"
"جيد هل هي شخص حقيقي؟"
ترددت في الإجابة ليبتسم قائلاً:"انا ساخبرك ...إنها ليست هنا..ردد خلفي سونيا ليست موجودة"
اكتنزت عيناي بالدموع وانا احاول نطقها:"س...سونيا... ليست.. موجودة"
تحدث بإبتسامة مطمئنه:"هذا جيد لقد قمت بعمل جيد وساسمح لك بالخروج للتجول قليلاً أهذا جيداً"
احسست كشعور طفل يحصل على مكافأه فهززت رأسي موافقاً وعندما اخرجوني لم ارى ضوء الشمس من اي منفذ إنما كان هناك قاعه صغيرة بها قليل من الاشخاص اعتقد انهم زملائي في هذا المكان لحظت لافته وقرات مالم ارد قرأته "مصح امراض نفسيه" التفتت لاجد الحراس امام الباب وجدت سيدة عجوز جلست قربها فقالت:
"اهرب هنا يقتلون الأحلام"
كانت هذه هي الجمله التى قالتها بعدها بدأت تحكي بأسى عن ابنها الميت او هذا ما قالته كانت احياناً تتحدث بطبيعيه واحياناً آخرى تمتم بكلمات لا معنى لها لكني اشفقت عليها بدأت افكر لماذا انا هنا؟..هم يعتقدون ان سونيا غير موجودة ..بدأت اشك في ذلك سألتني العجوز:"ما اسمك؟"
"كانق يونق"
"يمكنك مناداتي نونا"
"حسناً"
كنت مشغول البال افكر وانا اراقب من حولي بدا اغلبهم غير مدركين للواقع عدا رجل كان ينظر الي بدا شرساً فسألته:
"انت لست مريضاً..لا؟"
تحدث:"لدي جنون الإرتياب لكن ذلك لا يؤثر علي كثيراً"
"اريد الخروج من هنا"
"انا ايضا لكن اتعلم اين نحن حتى"
"كلا لا اذكر حتى كيف اتيت إلى هنا"
....
ديميتري:
بعد ان بدا يونق مرتبكاً للغايه بسبب سونيا الخياليه قلقت بشأنه فأخذته للطبيب واخبرته:
"لا ادري بدا يهذي اعتقد ان عليك التواصل مع والده"
اتصل به ليأتي فسأل يونق:
"ابي ..لقد تحدثت معي صباحاً عن سونيا في السيارة انت تقول إنها حقيقيه صحيح"
"نحن لم نتكلم في السيارة صباحاً"
فغرت فاهي بصدمه كنت خائفاً ومتوتراً بشده وارتجف ماذا يحصل بعدها بثوان شعرت بألم بساعدي حيث وجدت الطبيب يحقنني بمخدر ليقول:
"ستكون بخير"
اذكر بعدها انني حلمت بيوم اختطاف سونياً ولكن هذه المرة صرخت كثيراً وانا اركض خلف السيارة كنت اتألم بشده لسبب ما لذا استيقظت ببطء وانا بتلك الغرفه حيث فتحت عيناي ورمشت اكثر من عشر مرات ..
هيون وو:
كنت انا وهانيل نلعب الشطرنج فكما تقول امي هو افضل من بقاءنا امام الهاتف طوال الوقت حركت القطعه ذات اللون الاسود لاقول:"كش ملك..لقد فزت"
قالت بتذمر:"لقد غلبتك ثلاث مرات بالفعل"
تحدثت بثقه:"لكنها كانت آخر المرات"
رن الجرس فنهضت لأفتحه وهانيل تتبعني فتحنا الباب ليظهر بجل فارع الطول لديه وشم يشبه الافعي على رقبته من الجانب الأيمن ومن الجهه الاخرى تبدو لي حرباء وكان مفتول العضلات قلت بعد صمت:
"ماذا تريد سيدي؟"" هل كانق يوري يسكن هنا؟"
فقلت متوتراً:"نعم ..هانيل نادي يوري"
ذهبت وانا انظر إليه بتفاجؤ بدا لي كالدراجين الأشرار فقلت:
"كيف تعرف يوري؟"
"نلتقي في الجامعه"
بعدها شعرت بذراع يوري تجذبني للخلف ثم قال:
"ادخل وابقى بغرفتكم"
وخرج مغلقاً الباب خلفه جلست وهانيل لنكمل اللعب لكنها قالت:
"من ذاك الرجل؟"
قلت :"لا ادري لم ارتح له!"
"انا كذلك وتلك الوشوم"
"لديه وشمان ...هل كلاهما حقيقيان؟"
"كلا الحرباء على الجانب الأيسر حقيقيه للآثار التى خلفتها لكن الافعى ليست كذلك انها مؤقته"
"كيف تعرفين كل هذا عن الاوشام؟"
"ابي لديه العديد من الأصدقاء الذين لديهم اوشام حقيقيه وغيرها"
فقلت:"اتظنين ان يوري سيكون بخير؟"
"اعتقد ان علينا إخبار احدهم"
بعد ثوان قلنا بذات الوقت:"ليونيد"
الذي خرج من الحمام بعد استحمام دام نصف ساعه فقالت هانيل:"ليونيد يوري خرج مع احدهم ...انه طويل ولديه عضلات"
قلت بنفس النبرة المرتعبه:"ووشوم انه شخص مخيف قد يؤذي يوري"
فقال ليونيد وهو يحاول تهدأتنا:"كفى يا احمقان كفى يوري يستطيع التغلب عليه"
قلت:"حتماً لا انه كبير وضخم "
"يوري كنملة بالنسبه له"
"سيسحقه"
تحدث ليونيد:"مهما يكن اذا قام بتدمير يوري ساحذف واخيرا امرا من قائمه احلامي"
قلت متفاجئاً وغاضباً:"انت وحش"
فقالت هانيل غاضبه ايضاً:"ليونيد هذا بغيض"
تحدث:"انتما تهولان الأمور فلتهدئا ولتأخذاها برويه انه يوري على الارجح ذلك الحلم لن يتحقق"
قلت:"اتمنى ذلك"
وجلسنا بالمطبخ حيث قرر ليونيد تحضير بعض الباستا لنا وجلسنا نلعب قربه فقال:
"هل بدا الرجل مخيفاً لهذه الدرجه؟"
فقالت هانيل:"إنه يبدو كأحد قطاع الطرق"
قلت:"بل انه هارب من السجن لا محاله"
تحدث:"من الوقاحه ان تتحدثا هكذا عن صديق يوري"
"انه ليس صديقه"
اكدت هانيل:"هذا حتماً مستحيل"
وظللنا نلعب بصمت حتى قالت هانيل:
"افتقد ابي"
ليونيد بتفاجؤ:"حقاً ذلك الرجل هو آخر من اريد رؤيته"
"لقد رباني في النهايه"
"لم يسمح لك برؤيتنا كان شريراً ولازال كذلك"
"كان يقبلني قبل النوم كل ليله"
تحدثا:"هيون وو ما قولك؟"
فقلت:"انا لا اعرف من هو حقاً لم اقض معه الكثير من الوقت بدا لي طيباً لوهله.."
لحظت ملامح ليونيد تتحول للانتصار وهانيل للحزن فقلت:
"لكن..لا اعتقد ان هناك شريراً يمنح اطفاله قبلات قبل النوم"
"اعتقد ذلك ايضاً"
حينها دخلت امي للمطبخ وقالت:"من يمنح قبلات قبل النوم"
صمتت وليونيد لعلمنا حساسيه الحديث لكن هانيل تحدثت:
"كنا نتحدث عن ابي ..انا افتقده وحسب"
بدت امي تحاول السيطرة على ملامحها وهي تقول:
"والدك؟"
قالت هانيل وهي لم تنتبه لملامح والدتي:"نعم كان يمنحني قبلات ما قبل النوم ويحكي لي قصص عن العمل انه لطيف"
.....
أنت تقرأ
حياه التشتت (الفصل الثاني )
عشوائيولنتخلص من كل تلك المعاناة نحتاج فقط بصيص امل نحتاج ان نشعر بأننا رغم الألم في النهايه سنصير بخير وأنها مسألة وقت حتى نصل للسعادة . . . . . بين تلك الجدران الوهميه التى بناها لازال محتجزاً هل سيخرج يوماً... بقلم/ناديه موسى