17.ليس روتيناً

8 4 0
                                    

بعد اربعه ايام من المحكمه
ليونيد:
كان الأمر مؤلماً للغايه كوني الآن وحدي لا هانيل ولا هيون وو بقربي لقد كانا حقاً نقطه قوتي فهيون وو ايضاً من المقربين لقلبي لم ارد ان اتخيل حتى كيف سيعيشون وقد شعرت بالتقزز عند ظهور يوري ذاك المساء بعد يومين من المحكمه كنت اعاني لأحاول تهدئه امي عن البكاء كانت تبكي وتنام هذا ما تفعله حاولت عدة مرات الخروج لتقتحم منزل ابي لكني منعتها كفى ان يكون جي هون بالسجن ليس امي ايضاً كنت اعانقها دائماً امسح على شعرها واقبلها كثيراً واحاول جعلها تشعر انها محبوبه لأنها تلوم نفسها على اخذهم فقلت لها:
"امي لا بأس لن يؤذيهم بسبب صورته امام العامه"
"نعم لكن.. هيون وو ضرب والدك لماذا اريدك ان تحكي لي"
"لا اريد إيذاء مشاعرك"
كانت تكوب وجههي بكفيها احكمت يديها لدرجه اني شعرت بألم في خداي وقالت بعصبيه:
"تباً لمشاعري اريد ان اعرف ما حصل في غيابي"
شعرت بقسوة في كلماتها لا ادري لماذا بكيت؟..لكنني فعلت لم ارد ان تعاملني امي بقسوة وانا احاول فقط ابهاجها ارتخت يداها وضمتني سريعاً لصدرها وقالت:
"انا آسفه جداً...لا بأس حبيبي ..لا بأس ستكون بخير وسنعيد اخوتك حسناً"
هنا شعرت بكم هو صعب ان تشعر انك المسئول عن احدهم شعرت بما تشعر به امي مل يوم ولسنوات كان الشعور مقرفاً بالفعل فقلت وانا ابادلها العناق:
"انا ايضاً آسف لأنك تمرين بكل هذا لست وحدك انا معك"
قالت بصوت مهزوز:"اعلم ..وسعيدة لأنك بالجوار"
ذلك المساء عاد اخي التافه يوري لقد كرهته اكثر عندما قال ببرود:
"اخذهما ابي؟"
قالت امي بحزن:"نعم"
فقال ببرود:"توقعت ذلك"
شعرت بمعدتي تتقلص وانا اسمع هذا ولكيلا احكم خطأ سألته:"اين كنت؟"
"مع آرون استطعت الخروج"
وضع يده على كتفي ليقول:"كيف حالك؟"
دفعت يده لأقول بأسف:"لقد اخبرتني انك لن تتخلى عنا"
"لم افعل"
صرخت بحزن:"بل فعلت ماذا يسمى ما فعلته غير التخلي فلتعد من حيث جئت يوري انا وامي لا نحتاجك"
قال بهدوء:"ليونيد ليس وقت الدراما فلتهدأ"
قلت وانا استجيب لرغبتي بالبكاء:
"ليست دراما ..لقد انتظرتك وقد ماطلت ابي لأطول وقت لكي تظهر وتنقذنا منه.."
لكنه قال جمله مزقت قلبي:"انقذك؟ ..انقذهما وليس انت ..حتى شخص دنئ مثل اون جو لن يرغب بك بمنزله"
لم اشعر يوماً بمثل هذه الحقارة لقد سمعت الكثير "الروسي الأعمى" كانت الاسوأ لكن لم تساوي ولو ربع كلماته لماذا صرت ابكي كثيراً علي التوقف عن البكاء كالأطفال وان اسدد له بعض اللكمات لكن صفعه من امي كانت اقوى اثراً واكملت:"عد من حيث آتيت لا اريد إلا ليونيد ايها الخائن"
....
هيون وو:
مضغت الطعام ببطء وتقزز ليس مثل طبخ ليونيد اللذيذ كان شيئاً راقياً ليس له طعم وضعت ملعقتي لأنهض لكن تحدث والدي:
"اكمل طعامك"
"ليس به طعم كيف لي ان آكله؟"
"يفضل ان تجلس و وتكمله"
نظرت لصحني لأهز رأسي رفضاً ولكن لحظت نظرة هانيل لي كانت تحذرني فكرر ابي:
"اجلس هيون وو"
جلست مذعناً واكلت باقي صحني بسرعه وتوجهت لغرفتي بسرعه كان الطعام مقرفاً او أن ذلك بسبب نفسيتي اليوم اخبرنا ابي اننا سنرى امي لاحقاً وفي المساء جلسنا في الخديقه ليسألنا:
"لماذا تبدون متجهمين لقد خلصتكما من الشقاء مع امكما"
قلت بغل:"الشقاء مع امي افضل من الراحه معك"
"اصمت ولا تقلل من احترامي"
صاح بي فجفلت ماذا يمكن لجسدي المهزول ان يفعل ضده شعرت بالظلم والقهر ويأس بالغ هل سيجبرني على البقاء هنا حتى اكمل الثامنه عشرة اربع سنوات هذا سئ بالفعل فكرت بأمي ولمساتها الحنونه وقبلاتها الإجباريه ...وشعرت بالدموع تملأ عيناي حضرت ناتاشا فظرت إليها انا وهانيل احضرت كرسيها لتجلس بقربنا وقالت:
"مساء الخير"
ردت امها وابي لكن انا وهانيل تبادلنا نظرات ذات معنى كلانا اراد العودة للمنزل تحدث ابي:
"لماذا تتصرفان بلؤم مع اختكما"
قالت هانيل:"إنها ليست اختنا.."
قاطعها ابي بحزم:"هانيل"
فصمتت لن اكذب فقد كنا مرعوبين مما قد يتجرأ على فعله بنا تحدثت ناتاشا:
"لا تريدان الحديث معي"
لم يرد احدنا كانت مغيظه جداً بحديثها المستفز او لأنها تنتمي الى العدو لم احبها قال ابي:
"فلتتصرفا بلطف معها"
قلت:"انا متعب سأذهب للإستلقاء"
وذهبت قبل ان ادع له فرصه ليعترض واستلقيت بسريري على بطني ودفنت رأسي بالوسادة لم ارغب بالبكاء اردت فقط ان اختفي وارتاح لبعض الوقت لم استغرق ثواني لأغط بالنوم..
هانيل:
ذهب هيون وو والآن انا وحدي مع هؤلاء سألتني نيكول:
"هانيل ما هي النشاطات التى تمارسينها بالمدرسه"
قلت بلا اهتمام:"الرياضه"
فقالت:"لكن الرياضه ليست نشاطاً إنها روتين يومي"
قلت بضجر:"امارس الجري"
فقال ابي:"لكنه يظل .."
قاطعته:"ليس روتيناً إنها هوايتي"
قال ابي بتفاجؤ:"لكن هوايتك الرسم ..."
عقدت حاجباي بإستنكار لتذكري ذلك اليوم ...
قبل سنه ونصف..
ليونيد:
كانت هانيل كل يوم مساءً تبقى بغرفتها ترسم لكن دائماً لم تبدو سعيدة وهي ترسم وفي يوم ذهبنا للجيم مع امي وكان لدي البقيه مشاريع اخرى كانت اول مرة ارى هانيل تقضي وقتاً وهي تضحك على آله الجري اخبرتها فقالت:
"في وقت فراغي ارسم لا استطيع الجري"
"يمكنك التوقف عن الرسم"
لم يكن رسم هانيل جيداً او هذا لأنني لا افهم الفن التجريدي فسألتها:
"الجري افضل لصحتك..هل تشعرين بالسعادة هكذا عندما ترسمين"
قالت وهي تلاقي سبابتيها بتوتر:"انا لا اعلم منذ كمت صغيرة كان ابي يضع لي رسمه منذ الصباح علي محاوله تقليدها حتى المساء كان يتيح لي فرصه رسمها في اي وقت لكن اذا لم ارسمها يجعلني ارسمها قبل ان انام ولو لم ارسمها لا انام"
قلت بغضب:"لماذا يجبرك على الرسم هكذا؟"
"لا ادري لم افهم يوماً إنه إجبار"
"بلى هو يجبرك هل تحبين الرسم حقاً؟ فلتفكري بذلك"
"حسناً سأفكر بالأمر"
مر اليوم الأول ورسمت اقل وفي اليوم التالي عندما لم ارسم اخبرتني انها شعرت بتحسن شديد وسعادة لا توصف لذلك توقفت عن الرسم ....
الحاضر
هانيل:
تنهدت بضيق وقلت:"لا احب الرسم لم ارسم منذ وقت طويل"
بدا ابي غاضباً ليقول:"ألا تستطيع امك توفير المال لشراء معدات الرسم لك"
قلت بغضب:"لماذا تدخل امي الآن؟.. لقد اشترت لي كل ما احتاجه واكثر منذ ذهبت إليها ظلت تدللني وتأخذني لأرقى الأماكن لكيلا اشعر بفرق بين الحياة معك ومعها ..هي لا تعلم ان حياتي معها كانت افضل"
نظرت لنيكول وقلت:"وانت ايتها المتعجرفه عليك مراجعه حساباتك.. ربما ابنتك هي من ينبغي ان تتعلم الرسم"
قالت:"اون جو فلتراقب كلمات ابنتك"
"هانيل"
قال ابي بصدمه فقلت:"ان لم نرى اني سنستمر بالتصرف بسوء ..الخيار لك"
وذهبت لغرفه هيون وو حيث كان مستلقياً يراقب هاتفه لكنهم قد حظروا امي ويراقبون هاتفها كان يشاهد فيديوهات عشوائيه فقلت:
"يمكننا لعب الشطرنج صحيح"
نظر إلي ثم قال:"امي كانت تقول ذلك جيد لذا سنفعله"
فرحت لإبتسامته...

حياه التشتت (الفصل الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن