هانيل:
حركت القطعه البيضاء لأضحك:
"كش ملك"
لم يبتهج هيون بل ظل صامتاً ظننته حزن لتغلبي عليه لكن سمعت صوت بطنه تقرقر فقلت:
"انت جائع..لكن ابي اجبرك على الأكل"
"لقد تقيأت كل ذلك .."
"آسفه"
قلت وانا اضع يدي على كتفه فقال:
"اشتاق لليونيد والباستا التى يعدها"
"انا ايضا افتقدته "
"هل تودين ان نحاول التواصل معهم؟"
"طبعاً اريد ذلك"
"كيف؟"
قلت بخوف:"انا آسفه ..لكن إذا اتصلنا بأمي سيؤذيها ذلك"
قال:"كيف؟"
"هيون وو لا يمكنني فعل ذلك اعتقد ان مصيرنا هو البقاء هنا"
"لا اريد ان ابقى هنا"
"انا اعلم لكنه ليس سيئاً كما تعتقد المنزل الكبير بوسعي تعرفيك عليه"
قال بغضب:"رائع انت الآن بصف ابي ايضاً"
قلت بحزن:"لست بصفه انا احاول إبهاجك"
"بلى انت كذلك"
اريد تغيير الموضوع ..
هيون وو:
عدلت قطع الشطرنج ثم قالت:
"لنبدأ من جديد"
لكني كنت غاضباً منها دفعت اللوح ليسقط على الأرض صارخاً:
"لا اريد اللعب معك ايتها الخائنه"
نظرت لقطع الشطرنج ثم إلي لتقول بغضب:
"لماذا تصرخ بوجهي؟"
ونزلت من سريري غاضبه لتأخذ اللوح لكني نهضت وقلت:
"ليونيد كان يفضلك على كل شئ لماذا تفعلين هذا؟"
"لن ارد عليك لأنك لن تفهم"
دفعتها بقوة لدرجة سقوطها على الأرض كنت غاضباً للغايه وقد كان كلامها سبب لأفرغ غضبي عليها لم اقل كلمه لأنها ذهبت بسرعه وهي تبكي لقد شعرت بالسوء لا ادري لماذا؟... لازلت اراها مخطئة ثوان مرت والباب مفتوح جلست بتهالك على سريري لماذا هانيل؟..لماذا يحث كل هذا تذكرت كلام ليونيد معي حين اخبرني ان ابي لن يؤذيه لقد كان كاذباً ايضاً ولكن جميع اخوتي بصفه واليومان مع المحقق جعلتني اشك في كون امي هي من تؤذينا مع اني طردت الفكرة لكنه ذكرها بإستمرار فقررت التعامل بطريقه جيدة مع ابي وارى من هو فعلاً سمعت صوت خطوات فرفعت رأسي فرأيت ناتاشا اقتربت لتقول:
"هيون وو أتود شرب الشاي معنا؟"
"بالطبع"
اجبت وذهبت للجلوس معهم وانا احاول ان ارى الجانب الجيد منهم اخذت كوب الشاي بين يداي فقلت:
"ابي"
"نعم بني"
لم اكن غاضباً كنت حزيناً سألته:
"هل يمكننا رؤيه امي؟..او ليونيد انا افتقده كثيراً"
نظر إلي لم يبد أنه يريد الرفض فقال:
"لكن هذا لا يمكن هيون وو بوسعي اخذكم لأماكن آخرى لترفهوا عن انفسكم قليلاً.. اعلم ان جو المحكمه ليس لطيفاً لكن كان لابد منه.. يمكننا إصلاح ذلك"
رفعت عيناي لأول مرة لوجهه منذ يوم ضربته لم اعتقد ان الجرح الذي سببته كان عميقاً ترددت في سؤاله:
"لماذا تريدنا ان نبقى معك؟"
لم يجبني مباشرة لكنه قال:"بقائكم معي هو الأفضل لكم"
"حسناً"
قلت هذا لعلمي انه لن يقنعني شربت من الشاي بينما ذهب ابي للداخل ليقوم بأمر ما وغادرت زوجته كذلك فقالت ناتاشا:
"هيون وو ماذا تفعل في وقت فراغك؟"
قلت محاولاً النقاش:"ألعب بهاتفي او الشطرنج مع هانيل"
قالت:"هل تكرهانني؟"
قلت وانا اقلب عيناي:"نكره امك وزوجها"
"حسناً..لا تكرهانني هذا جيد"
خطر ببالي سؤال فقلته:"اين والدك؟"
"إنه ميت منذ وقت طويل"
"ميت"
قلت بتعجب فقالت:
"لم يكن لطيفاً بتاتاً كوالدكم"
اردت الضحك ساخراً في تلك اللحظه لكني اكتفيت بقول:
"انت موجودة مع امك كيف له ان يكون اقسى من ابي"
"والدك ليس قاسي"
ارتني ساعدها لتقول:"والدي كان يكوي جلدي عندما تخرج امي"
احتدت ملامحي وانا اراقب آثار الحروق لم تختفي بشكل كامل فسألتها باهتمام:
"متى كان ذلك؟"
قالت بابتسامه متوترة:"مرت سبع سنوات عليه لا تقلق"
"كان عمرك خمس سنوات حينها"
"نعم ...لا تأبه كثيراً"
"وماذا كانت تفعل امك؟"
"كانت تلقي اللوم علي لأني اغضبه"
كانت تتحدث بتوتر عن والدها فقلت:
"لا داعي ان تخبريني ان لم تستطيعي ذلك"
قالت بسرعه:"كلا لا بأس مشاركه الأمر تجعلني اشعر بتحسن لكني بخير الآن كما ترى"
كان لديها شعر قصير كشعري لم ارد سؤالها عنه بدا الامر وقحاً فقالت:
"لماذا تنظر إلي هكذا؟"
"الأمر هو ..شعرك ..هانيل لا تحب ان تقص شعرها ابداً وتتحدث عن ان طوله قصير "
وملاحظه بسيطه لكم هانيل تجلس على شعرها فقالت بتفاجؤ:"لكن شعرها خيالي تبدو كربونزل"
قلت:"انها فتاة وهكذا الفتيات او كما كنت اعتقد هل تحبين قص شعرك"
تحدثت بسرعه:"لا لا ابداً...احب ان يكون شعري مثل هانيل لكن الأمر هو.."
زمت شفتيها لثوان ثم قالت:"قام والدي بحلاقه شعري قبل موته اعلم ان الأمر كان منذ ست سنوات لكن امي ظلت تقصه مرة بعد مرة دون استشارتي"
قلت بتفهم:"علمت الآن لماذا تحب ابي؟ ..إنهما متوافقان"
فقالت:"اين هانيل؟"
صمتت وانا اتذكر ما حصل فقلت:"لقد تشاجرنا واظنني آذيتها اعتقد ان علي الأعتذار كان ليونيد سيضربني لأعتذر"
"لكن ليونيد ليس هنا"
بدت جملتها غير مريحه فقلت:
"ليونيد اخي وانا احبه وافتقده كثيراً..كلامك غير لطيف"
تحدثت:"انا آسفه لم اقل هذا لكنك تهتم بهانيل كثيراً"
شعرت بعدم الإرتياح اكثر فقلت:"انا وهانيل وحدنا هنا الإهتمام بها هو مسئوليتي الآن"
"والدك لن يقتلكم"
قلت بتذمر:"سيفعل حين تتاح له الفرصه وتذكري كلامي إذاحضرتي مأتمي"
لم ترد وبدا أنها تضايقت فقالت:
"لا يهم الآن ..هل صحيح ان بهذا المنزل مسبحاً"
"لا ادري انا لا اعيش هنا انا منزلي في كوريا حيث امي"
"لكنك تقبلت فكرة بقائك"
"اتعجب كيف انك تتقبلين فكرة البقاء هنا بكل بساطه"
"ما الأمر امي تزوجت من رجل تحبه وهذا ما يجعلني اتقبله انت والدك يريدك بقربه وانت ترفض من الأسوأ بيننا انت احكم"
"فلننهي هذا النقاش"
"هذا افضل"
وظللنا صامتين لبعض الوقت فقالت:
"هل كان لديك ثقب بقلبك؟"
"نعم لوقت طويل كنت بالمشفى"
"هل كان ذلك حقاً حتى الثانيه عشرة من عمرك؟"
"نعم"
"لديك سنتان بالخارج للتو انت لم ترى شيئاً"
"رأيت ما يكفي لأفهم ان هذه الدنيا ليس فيها اي خير"
"بلى هناك انظر عن كثب.. تستطيع الضحك مع اخوتك وامك هذا يكفي صحيح"
صمتت فهي محقه نوعاً ما آتت هانيل بعيون محمرة وصرخت:
"الآن تجلس معها ...من الخائن بيننا هيوووون"
وآتت نحوي راكضه فقلت:
"اهدأي"
"كفى"
صرخت بصوت مبحوح وهي تدفعني استمرت بدفعي حتى سقطت وقالت:
"لماذا تفعل هذا ايها الكريه كاسر القلوب"
حاولت امساك يديها لكنها عضتني على يدي بقوة وظلت تضربني بقبضتيها تحملت عده لكمات منها ثم قالت:
"انت لم تعتذر حتى"
قلت بسرعه:"انا آسف آسف للغايه اختي حبيبتي اهدأي"
"اكرهك"
صرخت بذلك والتفتت لناتاشا لتقول:
"نعم استمري بغسل دماغ اخي حتى يصير بصفك ايتها المستغله الشريرة"
"انا؟"
قالت ناتاشا بصدمه فقالت هانيل:
"نعم تبدين بريئه لكني لا اصدقك"
قلت وانا احاول إمساك هانيل:
"لا بأس ليست شريرة كما اعتقدنا"
تحدثت بابتسامه:"رائع الآن انت بصفهم... هذا عظيم"
وعضتني بيدي ثانيه عضه فرغت فيها كل الغضب وكان ذلك مؤلماً وذهبت لغرفتها بينما اتفحص مكان العضه نهضت بعدها بثوان لاتحدث إليها..
أنت تقرأ
حياه التشتت (الفصل الثاني )
Разноеولنتخلص من كل تلك المعاناة نحتاج فقط بصيص امل نحتاج ان نشعر بأننا رغم الألم في النهايه سنصير بخير وأنها مسألة وقت حتى نصل للسعادة . . . . . بين تلك الجدران الوهميه التى بناها لازال محتجزاً هل سيخرج يوماً... بقلم/ناديه موسى