8.ميشيل

16 5 0
                                    

آرون:
ذلك اليوم عند وصولي لروسيا لم ارد الذهاب معهم لمنزلهم لسبب هو  عن والدهم المخيف... في صغري ذهبت مع يوري لمنزله لرغبته في تحدي والده لقد كان يؤذيه دائماً وذاك اليوم ونحن عائدان رأيت الدم يسيل من اذنه فقلت:"يوري..هل انت بخير؟"
ثوان وهوى ساقطاً لحسن الحظ ساعده طبيب المدرسه كنت مساعداً لطبيب المدرسه لم اصادق يوري إلا لكثرة تردده على الطبيب فأخبرني:
"اشك ان احد والديه هو من يفعل هذا به"
قلت متسائلاً:"هل يمكن لوالد ان يفعل هذا؟"
"نعم في الأيام الأخيرة شكاوى العنف المنزلي ترتفع اكثر واكثر اعتقد انه يتعرض له"
"حسناً"
"اريد ان اعلم اكثر عنه وما علاقته بوالديه وكيف هو حاله؟"
وعندما حضر يوما بسبب ردوخ جسمه كان اليوم متألماً للغايه كان يومها بالثانيه عشرة كانت تؤلمه لحد البكاء من كتفيه حتى كفاه كانت مليئه بعلامات وخطوط حمراء وكذلك ساقاه كان يتوسلني ان اعامله بلطف لكيلا يتألم اكثر بعد ان غطيت جميع جروحه سألته:
"كيف حصلت على هذه الكدمات؟"
"لقد سقطت"
"كلا ...هل هناك من يتنمر عليك؟"
تحدث:"لا احد يستطيع ان يتنمر علي"
"اذاً من يضربك؟"
بدا مرعوباً وهو يقول:"لا احد يضربني"
فقلت:"ما اسمك"
"يوري"
"يوري؟"
"كانق يوري"
تذكرت صحيفه طالعتها إنه نفسه لكن لم ابدى له ذلك فقلت:"انا آرون إيغور ..اريدك ان تخبرني من يضربك؟"
"لا احد"
"لن اخبر احداً سيكون سراً"
صمت لثوان ثم قال:"كلا لن اخبرك"
تحدث:"إذا اخبرت الطبيب فسوف يرسل معك احداً لمنزلك"
"لا لا"
قال مرعوباً فقلت:"ما الأمر اذاً؟"
"اريد ان اعود لأمي فقط"
فقلت بعد إدراك:"ابواك منفصلان ..واين امك"
"إنها في كوريا ولا استطيع الذهاب لها"
"ووالدك يضربك"
"نعم لأني اجلب له الحظ السئ"
"لا شيء كهذا لا يمكن ان يضربك لهذا السبب"
صمتت لبعض الوقت ثم قلت:
"يمكنني المساعده اذا حدث شيء.. يمكننا الاتصال بأمك..او الشرطه"
بدات ملامحه تتحول للخوف ثم قال:
"لا تتصل باحد سيقتلني"
"ابقى هنا ..يمكننا الإتصال به وانت تحت حمايتنا"
"سوف يؤذيني سيجد طريقه لذلك هو دائماً يجد طريقه "
مرت الايام ونسيت كلامه وظل يتردد على طبيب المدرسه يوماً بيوم والأمور تزداد سوءاً حتى في يوم آتيت لاعقم جروح قدميه وكان يبكي هو دائماً يبكي لكن هذه المرة كان بكاء حزن فسألته:
"ما الأمر؟"
"لقد اتصلت امي امس ...لكنه لم يسمح لي بالحديث معها..قال لي انه علي ألا اتكلم معها... هو لا يريد ان يعيدني لأمي ثانيه"
"اهدأ"
هدأته ذلك اليوم ولسبب ما استمر يحكي لي ما يحصل يوماً بعد يوم كان والده يقسو اكثر واكثر إلى أن اراد اخذي معه للمنزل كنت متيقناً ان الحديث العقلاني مع والده سيجعله يتوقف عن ضربه لكني كنت مخطئاً والده بدا كوحش مرعب كان يصرخ ويصرخ طوال الوقت بلا توقف حتى انا صرخ علي:
"وانت ماذا تفعل هنا؟..فلترحل غير مرحب بالغرباء"
تحدث يوري:"إنه صديقي ليس غريباً"
"اخرس انت وانتظرني بغرفتك فعقابك معي"
تحدث:"أيمكنه البقاء معي اليوم"
"كلا"
كنت مرعوباً لقد خفت كثيراً من والده انتهى الأمر بطردي وبعد مزيد من الضرب فقد يوري سمع إحدى اذنيه كان الأمر في البداية التهاباً بسيطاً.. ظللنا نلتقي كثيراً وصرنا صديقين مع الوقت كنت افرح بإسعاد يوري وإضحاكه لأنه لم يضحك كثيراً في حياته ولكن في يوم اخذه اعداء والده والحاقدون عليه لقد تألم اكثر.. لم افهم اختفاء يوري المفاجئ وتغيبه المستمر حتى ذهبت وابلغت الشرطه حيث تتبعوا اثره ووجدوه ..لكنه كان بحال سيئه كنت احاول المساعدة بقدر الإمكان ..
هيون وو:
مر يومان ونحن في روسيا واليوم اردت الخروج لاتمشى انا وليو الذي قال:
"اتود ان نقوم بأمر سنتعرض بسببه للصراخ لاحقاً"
"مثل ماذا؟"
"احب التجسس على السيدات العجوزات فهن دائماً لديهن قصص لطيفه"
"لا ادري سنقع بمشاكل هكذا"
"نعم هذا الجزء الممتع"
فقلت:"لا لا شكراً"
كان هناك فتاً بعمري يلعب بالكرة مع بعض اصدقائه شاركتهم بينما كان ليو يشاهدنا بعدها اقترب ليشارك وذهبت لاستريح..جلست وجلس قربي فتاً كان يلعب فتحدث:
"انت اجنبي؟"
قلت:"والدتي روسيه لكن ابي كوري"
قال:"ما اسمك؟"
"كانق هيون وو وانت؟"
"ميشيل ...ميشيل إيغور تشرفت بلقاءك"
"لي الشرف"
"انتما اخوان؟"
"نعم ذاك ليونيد"
ظللنا صامتين لبعض الوقت ثم سألته:
"ماذا تفعل للإستمتاع ؟"
ابتسم ثم تكلم:"اسمع قصص جدي انه عجوز للغايه"
قلت:"هذا لطيف"
هز رأسه رفضاً وهو يضحك:"ان احببت سماع نفس القصه لأكثر من خمس مرات"
وضحكنا كان لطيفاً للغايه وهو يحكي عن جده ثوان مضت ليقول:"جدتي دائماً تخبره نه اعاد القصه ولكنه يستمر"
فقلت:"هل تقصي الإجازة مع جديك؟"
"ليس الأمر هكذا انا اعيش مع جداي"
"اووه انا آسف هل فقدت والديك؟"
تكلم وقد طغت السوداويه على مرحه:"امي ماتت ...لكن ابي حي"
"لماذا لا تعيش معه إذاً؟"
"إنه ليس بخير"
"مريض؟"
"شيء من هذا القبيل.. لا احب الحديث عنه"
"لا تقلق فعن المرض اسألني لقد كان لدي ثقب بقلبي واخي ذاك .."
نظرت لليونيد الذي لحظت ابيضاض وجهه المبالغ تذكرت الآن انه لم يأخذ دواءه هذا اليوم لحظته سقط على وجهه ركضت نحوه اصرخ:
"ليووو"
تفقدته ..لم يبد بحال سيئه لكني كنت قلقاً بشده من ذلك فتح عينيه بعد دقيقتين تقريباً وجلس بعد ان كان مستلقياً ليقول:
"آسف انا متعب قليلاً...هيون ساعدني"
امسكت ساعده لينهض ثم اخذته وانا احكم يدي حوله سألني ميشيل:"هل سيكون بخير؟"
قلت:"لا تقلقوا سيكون بخير لم يأخذ ادويته"
ساعدته حتى اقتربنا من المنزل فقلت عندما لاحظت ثقل حركته:"هل انت بخير ليو؟"
رفع سبابته مشيراً لأن نتوقف بعض الوقت لكنه بدا شاحباً للغايه تحدث ببطء:"اريد المساعدة احتاج جي هون"
قلت:"لا تقلق سأنادي امي حالاً.."
قاطعني بتعب:"يوري..يوري ليس امي"
ذهبت نحو المنزل لمناداة يوري ونا إن رأيته اخبرني بالأمر بهمس فقال:
"احضر ادويته سأكون معه بالخارج"
احضرتها وآتيت بسرعه اعطاه يوري دواءً ولكنه للأسف كان الخطأ ومر بنوبه افزعتني وصرت اصرخ واصرخ طالباً المساعده الى أن آتت امي واستدعت الإسعاف أخذناه للطبيب وقد هدأت نوبته سريعاً بعد إعادة الفحوصات اخبرنا الطبيب إنه مصاب بالصرع لم اصدقه بل اصررت ان الأمر متعلق بالورم الدماغي لكن يوري تكلم:
"اهدأ.. الورم يسبب الصرع اصلاً"
قلت:"لا آبه ..اخي بخير"
"توقف عن العناد ليونيد ليس مريضاً جداً إنه فقط التعب"
هدأت وعند خروجنا قابلنا آرون سأله يوري فقال:
"إنها مجرد مقابله دوريه اجرينا مع الطبيب"
عدنا فسألت يوري عن مرضه قال لي انه يعاني اضطراباً نادراً فقلت:
"مثل ماذا؟"
تحدث:"لا ادري شيء له علاقه بالذكريات"
عندما تقدمنا قليلاً رأيت ميشيل لكنه لم يرني ..عدنا للمنزل وعند المساء خرجت من غرفه ليو المتعب للخارج حيث رأيت نفس الفتيان يلعبون الكره فانضممت إليهم وبعدها اخذنا استراحه تعرفت على احدهم يدعي سيمون فسألته:
"أتعلم اين ميشيل؟"
"لقد عاد والده"
"المريض؟"
"اخبرك بشأنه إذاً "
......

حياه التشتت (الفصل الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن