ليونيد:
كانت الأيام تمر بحلوها ومرها بل بمرها فلم نعد نرى يوماً مشرقاً مر شهران على فراق اخواي امي لا تحسنن بل صارت اسوأ ..وحالتي كانت تسوء في اول اسبوعين اصابتني نوبه واحده وتكرر الامر في الاسبوع الاخير ما يقارب الاربع مرات كنت اصحو منتصف الليل مختنقاً بدم الرعاف لم ادري ما الخطب لم ارد إخبارها ستنهار وعن فكرة التواصل معهم صارت شبه معدومه لأن ابي هددني وانا اعلم إنه يستطيع إيذاء والدتي..
يوري:
كانت اعصابي تغلي كل يوم اخشى ألا استطيع أن اوفر المال الكافي لم نكن بحال سيئه فجي هون يملك في حسابه مالاً قد يكفي منصرفاتنا بالكامل لسنه لكن الصدمه كانت يوم عدت للمنزل وجدت اتصالاً فائتاً من ميلان هذا كان الشرطي الوحيد الذي يصدق قصه جي هون ظننته اتصل ليطمئن علينا كما كان يفعل لكن كانت الصدمه تحدث:
"اريدك ان تذهب لأقرب بنك بسرعه وتسحب اكبر قدر من المال من حساب اخيك"
"لما ماذا حصل؟"
"سيقفلونه فلتسرع"
كانت هذه الضربه القاضيه لي حين تحدث الي عامل البنك"
"تود سحب مبلغ كبير"
هززت رأسي موافقاً فقال:
"نحتاج إثبات هويه"
اخرجت بطاقه جي هون بعد ان رآها قال:
"حسناً فلتنتظر لثوان"
اكلت اظافري وانا انتظر رن للهاتف وتحدث الموظف إلي:
"آسف سيتم غلق هذا الحساب من هذه الثانيه"
شعرت بسم يجري بجسدي كان الإستسلام المؤلم جلست لثوان وانا احاول استجماع قواي فقد بردت أطرافي آتى الموظف وقال:
"سيدي هل انت بخير؟ هل تحتاج الطبيب؟"
فتحت فمي لأتحدث لكن لم يخرج صوتي امسكت بيده لأقوى على النهوض وتوجهت للمنزل بخطوات ثقيله من اين لي القوة لفعل اي شيء كان ليونيد يطبخ فقال لي مبتسماً:
"مرحباً يوري كيف كان يومك؟"
لم ارد وضعت رأسي على الطاوله واحتضنت نفسي بيداي فقال:
"هل انت مريض؟"
"انا بخير"
قلت بثقل فقال:"تبدو متعباً"
همست:"انا كذلك"
"تناول اللحم الذي اعددته سيعيد طاقتك"
وضع الطبق امامي به شريحه لحم شكلها سيجعلك تشعر بالجوع ووضع لي بعض الأرز والسلطه اخذت لقمه وكان به سكر لم ارد ان اشعره بذلك كان لديه ما يكفي من الضغط بدات اقلب الطعام وانا انتظر ان يغادر لأسكبه لكنه نظر إلي قائلاً:
"لم يعجبك صحيح؟"
"بلى انه جيد"
"فلتأكل اذاً لماذا توقفت؟"
الارز والسلطه لم يكن بهما سكر لكن شريحه اللحم نعم واجبرت نفسي على الاكل اذا اكلت امي منه ستصرخ به لأنها هذه الأيام تصرخ علينا كثيراً اعلم إنها تشعر بالسوء لكن ليونيد تخرج عليه معظم الطاقه السلبيه لذا قلت:
"ليونيد هل لي بالحصول على اللحم؟"
ابتسم قائلاً:"طبعاً"
استمررت حتى قال:
"على رسلك لن يتبقى مكان للتنفس"
ابتسمت قائلاً:"لا لا إنه رائع"
...
ليونيد:
ابتسمت وقدمت له ما تبقى سأحضر آخر لأمي لاحقاً آتت امي للمطبخ شعرها غير مرتب ولا حتى ثيابها كانت ترتدي بعشوائيه تامه اخذت الصحن من امام يوري لكنه قال بقلق:
"لا تأكلي هذا انه.."
تفاجأت لأقول:"لا بأس سأحضر المزيد من الثلاجه"
بدأت اني بتناوله ولكن قامت ببصقه لتقول:
"ليونيد ما هذا؟"
انكسر قلبي في تلك اللحظه امي اكلت كل طبخاتي حتى السيئه التى كان هانيل وهيون وو يسكبانها فقلت:
"هل هناك شيء؟"
"ان فيه سكر وليس ملح ..ليونيد كيف لا تفرق بينهما"
صرخت بغضب وهي تدفع الطبق لقد سقط على الأرض نظرت ليوري وقلت بانكسار:
"قلت إنه جيد"
قال:"لم ارد إيذائك او هدر الطعام لا بأس .."
تحدثت امي بغضب:"انا اكلمك ليونيد ماذا خطر ببالك؟ لماذا لم تفكر؟"
رددت:"انا لم اعلم ان به سكر..آسف"
قلت معتذراً بخوف كان توبيخ امي هو الأسوأ فقالت:
"يفضل ان تكون آسفاً انا جائعه حضر شيئاً يصلح للأكل"
قال يوري:"اهدئي"
"انا جائعه ومفلسه وانتما بالفعل تعلمان لماذا تهدر الطعام ليونيد "
قالت بقسوة امي لم تحكم علي بقسوة كما اليوم ولكن كلماتها كانت الأسوأ:
"الطبخ لم يكن جيداً لك على اي حال انت لا تتذوق حتى"
توجهت للباب ولمرة آخرى لم ارغب برؤيه امي اوقفتني عند الباب وقالت بحده:
"احدثك لماذا تهرب؟"
قلت وقد عنيتها:"لأنك تؤلميني"
"آسفه ليونيد"
طوال الشهر الأخير توبخنا بهذا الشكل ثم تعتذر اعتذاراً مزيفاً فقلت:
"انتِ لستِ آسفه امي لأنك تستمرين بهذا .."
صرخت بحزن:"ألا يكفي ما نمر به كل يوم؟ ..ألا يكفي شوقي لأخواي؟..لماذا .. لماذا تجعلين كل شيء اصعب مما هو عليه"
اخذت ثواني لألتقط انفاسي واكملت:
"لماذا تستمرين بإيذائنا؟..لماذا يا امي اخترتي التغير بهذا الوقت الذي احتجناك فيه..هيون وو وهانيل لن يعودا قريباً"
قالت:"انت تفقد الأمل.."
قاطعتها صارخاً:"بسبب تصرفاتك ..وليس الأمل فحسب انا افقد حياتي بسبب تصرفاتك ..افقد كل شيء..انا اخاف منك ولا اود الحديث معك لأنه كلما اتحدث معك تجعلينني اشعر انني بلا فائدة انني اجلب الحظ السئ كأنني شيء غير مرغوب"
شعرت بصداع عنيف ينبهني على نوبه صرع امسكت بالباب وحاولت المقاومة بشدة علمت ان النوبه ستزيد بهذا الشكل لكنني لم آبه بذلك اردت ان تزيد ان امرض ربما سأحظى بقليل من امي السابقه...
يوري:
علمت انها نوبه لكن ليونيد كان يقاومني بكل قوته رفض الإنصياع فحاولت إجباره على التمدد انتهى الأمر بنوبه عنيفه فقد وعيه بعدها امي كانت تراقبني بصمت لم تقل كلمه كانت في مكان آخر طلبت منها عدة مرات ان تحضر ادويته لكنها تجاهلتني ولم تتحرك كان اليوم اشبه بكابوس اخذته لسريره وانا احضر الحقنه سمعت صوت والدتي تصرخ بأسمي كاد ليونيد ان يختنق بدمه لحسن الحظ لحقت به كان يمكن لها مساعدته لكنها كانت هذا اليوم كهانيل في كل مرة اصابته نوبه بعد ان فتح عينيه كان متعباً لباقي اليوم عادت امي لطبيعتها بعد ثلاثه اسابيع من العذاب اهتمت به واعدت الطعام واهتمت بي كذلك قالت جمله لن انساها:
"إنه الألم يا بني لقد فقدت طفليّ الصغيرين انا آسفه"
....
هيون وو:
كانت تصرفات هانيل تزداد غرابه يوماً بعد يوم كان ابي يجبرها على الرسم وكانت تقوم بإفساد الرسمه بعد إتقانها بشكل جميل فسألتها:
"هانيل لماذا تفعلين هذا؟..صراخ ابي سيء وقد يؤذيك"
تكلمتْ:"إنها ليست انا صدقني"
"اهدئي..لا بأس انا هيون وو نحن بصفٍ واحد اتذكرين؟"
"صدقني انا لم افعل ذلك"
"من يفعل؟"
"اعتقد انها نون الف تاء الف شين الف"
"مستحيل إنها طيبه"
"لا اعتقد"
"هانيل ليست سيئه حسناً"
"حسناً.. يا ترى ماذا يفعل ليو الآن"
"لا ادري قد يكون يطبخ"
"او يلمع نظاراته ليقرأ احد الكتب"
"نعم كانت لديه تلك العادة الغريبه"
"اجل طقوس تنظيف نظارة للدراسه"
ضحكت وهي كذلك ..كم افتقده وكم افتقد امي لكن اعتقد انني وهانيل تصالحنا مع فكرة البقاء هنا لكنها لم تعجبنا نهائياً كنت وميشيل نتحدث كثيراً كان يفكر بطريقه يخبر بها والده بما حصل دون ان يتأذى اي منهما وسيمون كان دائماً ذلك الفتى الذي لديه فتاة بباله ذات يوم قال:
"اتعرفان فتاه تدعى تاتيانا؟"
ضحك ميشيل ليقول:"فتاة آخرى"
"انت لم ترها ستعلم ما اعنيه تلك الفتاه جميله اكثر من ..اميرات ديزني"
"لا تبالغ"
قلت ليرد:"فلتأتيا معي"
ذهبنا صباح اليوم التالي لمراقبتها كانت جميلة للغايه فقلت:
"اوه يا ويلي من اين آتت؟"
تحدث ميشيل:"اللامكان يا عزيزي اللامكان إنها نادرة"
تكلم سيمون:"اخبرتكما إنها جميله"
عدنا لمجلسنا فقال ميشيل:
"تباً صورتها لا تغادر ذهني"
كانت جميله للغايه لكن ما حدث اليوم انساني كل شيء ما إن دخلت المنزل سمعت صراخ هانيل كانت تصرخ بشكل هيستري ...
أنت تقرأ
حياه التشتت (الفصل الثاني )
Разноеولنتخلص من كل تلك المعاناة نحتاج فقط بصيص امل نحتاج ان نشعر بأننا رغم الألم في النهايه سنصير بخير وأنها مسألة وقت حتى نصل للسعادة . . . . . بين تلك الجدران الوهميه التى بناها لازال محتجزاً هل سيخرج يوماً... بقلم/ناديه موسى