(6)ليلة بلا امان

152 8 9
                                    

خشي نادر من طريقة بكاها أن تقول لأمها، فسارع بالإستأذان والإنصراف، حاولوا تنظيفها، ولكنها صممت على الاستحمام وحدها رغم الآم السقطة؛ بدون حتى امها، فأعدوا لها الحمام لتدخله وحدها وتغلق الباب فورا وتبدأ بصب الماء على نفسها بكامل ثيابها، كانت دموعها تسابق قطرات الماء وهي في حالة صدمة؛ استخدمت الصابون بكثرة على تنظيف يديها.. هي تعلم أن الدماء على اظافرها هي لإبن عمها وليست لها، أعادت وضع الشامبو خاصتها على شعرها ووجهها وجسدها وبوفرة، أحرقتها عيناها.. لايهم لتعيد الكرّة مرة أخرى، مرارً وتكرارً، حتى تزيل آثار لمساته عن شعرها و وجهها وجسدها،وهي لازالت تشعر بيديه عليها، حتى إنها إبتلعت بعضه لتتقيئ مافي جوفها.
خرجت من الحمام منهكة ترغب بالنوم، وضعتها امها بالفراش وهي خائفة لا تدري ما بها صغيرتها، إنها لا تبدو طبيعية، سألت نادرة للمرة الخامسة ما الذي جرى، فأقسمت إنها كانت طبيعية حتى سقطت في الوحل وهي تشك أن مها سقطت على جني.
سارع مصطفى للدخول لحجرة إبنته عندما علم بخبر وقوعها بمزرعة إبن أخيه، فأقترب من وحيدته وهو يناديها :- مها حبيبتي بطتي الصغيرة.. مالك يا حبة القلب؟ ايه اللي جرالك؟ نظرت مها اليه بعينين حمراوين قد نضبت منها الدموع ولم يتبقى سوى نظرة الخوف وعدم الشعور بالأمان، احتضنها والدها فاحتضنته بشدة علها تحصل منه على الأمان، بدأ والدها بقراءة الرقية الشرعية وآيات من سورة البقرة ويعيد ويزيد حتى بدأت يديها بالاسترخاء وبدأت بالنوم، ففك ذراعيها من حوله وأعادها للفراش وغطاها جيدا بعد أن مسح على شعرها وقبل رأسها، وخرج ليجدهم خارج الحجرة يتحدثون عن خوفهم من أن تكون البنت اتصابت بالعين او سلطوا عليها جني.
لم تستطع مها النوم بعمق، كانت تداهمها الكوابيس، مرارا وتكرارا.. هجومه.. قبلاته.. يداه.. جلست بقهر وكسرة تراجع تصرفاتها، ماذا فعلت ليفعل هو ذلك، هل تخبر امها؟ او أباها؟ لا.. لا.. لن تخبرهم.. سيغضبون منها ، لأنها لابد وفعلت شيء، ((تخطئين يابنتي ان ظننتي انك لن تلاقي الدعم من والديك فهم سندك، كما قال المثل اهلك لا تهلك))، لن تتكلم وستلتصق بامها من جديد.. لن تفكر انها ستحصل على بعض الحرية لو ابتعدت عن امها قليلاً، لقد انجاها الله هذة المرة؛ لكن المرة قادمة ماذا سيحدث؟..
حدثت نفسها ( لن استطيع النوم.. أراه في كوابيسي.. لقد كنت أشعر طوال عمري انه يهتم بي كشقيقة.. كنت سعيدة بكونه اخ لي.. لكن فعلته ليست بفعلة شقيق.. لا امان الا مع رجل واحد هو ابي.. ابي فقط).
نهضت مسرعة لحجرة والديها؛ لتطرق الباب فينهض والدها ويفتح لها لتقول :- بابا انا عايزة انام معاكم.
مصطفى :- تعالي يا قلب ابوكي.
نامت بالمنتصف، تبسم والدها واعطاها ظهره لتضم يديها لصدرها، وتدفن وجهها بظهر والدها كمن تختبئ وتتحامى فيه، بهذة الطريقة فقط استطاعت ان تشعر بالأمان، وتستغرق بالنوم العميق.
... يتبع...

 ريشة ويا ريشة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

... ريشة ويا ريشة...
نحلق في عالم الخيال مع الصوت الأوبرالي
و صاحب لقب الحنجرة الذهبية الفنان المبدع علي الحجار.

ريشة ويا ريشة.. يكمل الجناح..
والله احلى عيشة.. عيشة البراح ..
احنا لو طيور.. يحُشنا سور..
او جبال تصد شوقنا.. ولا موج بحور..
ده أحنا كنا طِرنا.. على القمر سهرنا..
وفي ثواني جينا تاني.. نحضن الصباح..
قشة جنب قشة.. تبقى احلى عشة..
لا الغصون قليلة.. قد ظروفنا عايشة..
ده إحنا كنا دُبنا.. من حنان قلوبنا..
لا اشتكينا من تعبنا.. او من الجراح..
ريشة ويا ريشة.. يكمل الجناح..
والله احلى عيشة.. عيشة البراح..
ريشة ويا ريشة يكمل الجناح..
والله احلى عيشة عيشة البراح...

........ اهداء الى صديقتي ليلى......

ظله الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن