تعالت الزغاريد من أم علي وهناء في الدوار، وشاركتهم الزغاريد فاطمة التي حضرت لزيارة أهلها دون أن تعرف السبب - المشاركة أولا ثم السؤال-وعندما علمت اعادت الزغاريد من جديد، وما أن جاء المساء حتى امتلأ الدوار بالمهنئين بين من هو سعيد وآخر حاسد وقد قالتها إحدى نسوة العائلة:- ده كان لازم يحصل و الأفندي ياخده احداه، ده واخد بته الوحيدة
فردت ام علي :- ازاي ياخده يا ام هنداوي؟الأفندي مدرس وابني مهندس مايعرفش ياخده، والأفندي سافر العصر ووصل اخر الليل، والتلفون جانا الصبح بدري ازاي عملها،ده أنا بچلكم ده صاحبه كلمه الصبح بدري وچالوه الخبر.
همست احداهم (دي بترد العين)
وكم فرح والداها بهذا الخبر، شعرت مها بتهدج صوت والدها ومقاومته لدموعه، اجل.. شعرت به يغالب دموعه، اما والدتها فقد بكت من السعادة وهي تصف لابنتها كم اصبح البيت موحش، وإن صباحهم كان كئيب بدونها لتهتف بآخر الكلام:- الحمد لك يا رب رجعت بنتي لحضني.
وقبل ان نقول مرت الايام، يجب أن نذكر ذلك الشاعر المتيم بفتاة تصلح ان تكون ابنته..
نعم يا سادة الأستاذ مجاهد...
كان مجاهد يحسب الايام لعودة الأفندي وأسرته وها قد جاء اليوم الرابع عشر الذي سيعود به الاستاذ مصطفى وعائلته، وغدا أكيد سيذهب لزيارته( اسيبه يرتاح النهاردة وبكرة الضحى اكلمه)، اتصل في اليوم التالي بالمنزل فلم يجيبه أحد، انتظر يوم آخر وذهب ليطرق الباب بنفسة دون مجيب، بدأ بالقلق( دول بس اربعتاشر يوم، انا متوكد.. ده چال مش هيچعدوا اكتر من أكده.. ايه اللي جرى) بدأ القلق يستبد به، لدرجة انه فكر ان يكلم أحد اخوته ليذهب لقرية مصطفى ولكنه تراجع، وأصبح يمر من جانب المنزل بسيارته كل مساء عله يلمح ضوء في المنزل يدل على عودتهم، ولمح الإشارة التي جعلت قلبه يرقص طربا لعودة المحبوبة (بكرة إن شاء الله من الصبح ها أكلمه ، وأزورو كمان)، وجاء اليوم التالي و اتصل ليجيب الاستاذ مصطفى الذي رحب صديقه الذي حاول الا تظهر لهفته:- الحمد الله على السلامة فينك يا راجل، جولت اربعتاشر يوم واديك عديت الشهر بأسبوع كمان، چلچتني عليك.
مصطفى ضاحكاً:- لا إحنا أخبارنا حلوة وتمام التمام والحمدلله ، حجات كتيرة حصلت.
مجاهد:- ماتچولش، أنا جاي أشرب حداك كوباية شاي صعيدي دلوچ.
مصطفى :- تنور يا ولد العم.
وبعد أقل من نصف ساعة كان مجاهد يسارع الخطوات ليدق الجرس، وخفقات قلبه تعلو مع خطوات مصطفى وهو يتمنى لو أن مها تفتح الباب، ولكنه متأكد أنه والدها.
تعانق الصديقان بحرارة ومجاهد يقول :- اتوحشتك يا راجل، ايه الغيبة دي؟ وازي الاهل والچرايب؟ وان شاالله مافيش حاجة عكرت عليك ولا على مها مايكونش حد دايچها هناك.؟
مصطفى بسعادة:- لا مها بالذات ربنا سعدها ببختها واجوزت راجل يعرف چيمتها، استنى اجيب شوية فطير مشلتت وعسل وچشطة. نهض مصطفى ليحضر الضيافة غير منتبة للصدمة التي ألجمت مجاهد و جمدت إبتسامته على وجهه (هو چال اتجوزت؟ طب ازاي؟ وميتا؟ ومين ده اللي خدها مني؟.. عرف ياخدها ازاي؟... عچلي هيشت مني)
دخل مصطفى بالفطير والعسل والقشطة والشاي، فتنبه مجاهد ورمش بعينيه عدة رمشات لمنع دمعة تجاهد لتخرج من مقلته، وتظاهر بالفرحة وهو يستمع لصديقه الذي اخبره بما جرى وكيف تمت الأمور دون التطرق لموضوع الطلاق وختمها بخبر حضورها القريب مع زوجها، تظاهر بالفرحة وهنئه بزواج ابنته ولحضورها هنا، واستأذن لينصرف بحجة عمل ما، فقال مصطفى :- انت مش چولت مشتاچ وهاتچضي اليوم معايا ، حسبت حسابك بالوكل .
مجاهد بإبتسامة واسعة :- ماهو ياولد العم محاسب الجريدة اتصل وجالي هتچبض النهاردة، ويادوب ألحچ الصندوچ.
أنت تقرأ
ظله الرمادي
Romance.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي. .. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب. .. قالت لا فائدة مني، طلقني. قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن. .. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...