وقف مروان أمام مها وهو ينظر لها بغموض، وفتح الباب وسحبها من يدها إلى الداخل وعيناه لا تفارق وجهها الأصفر، و شفتيها المرتعشتين وعيناها متعلقة بعينيه بذعر، دفعها بيدية نحو امها وعمتها وهو يقول :- جهزوها بسرعة....
تراجع للخارج وأغلق الباب، وبدأت رحمة وعفاف بفك طرحتها ونزع فستان زفافها عنها دون أن يقولا كلمة واحدة مطمئنة لها، كم شعرت مها بالخوف.. بدأت دموعها بالانهمار؛ فكل ماتداولته النسوة من همسات ووصل لأذنها هو صحيح، ألبستها أمها ثياب وقفلت عمتها سحاب الثوب وهي لازالت تنتفض لتقول عمتها بلطف :- بكفياكي اهدي بچى.
رحمة :- مش عارفة ازبط حجابك.. خلاص.
(لحظة هي ماما قالت ايه؟ حجابي! هو انا لابسة إيه!!) شاهدت عمتها تفتح الباب لمروان المنتظر خلف الباب، وهي تقول :- يلا يا ولدي بُچت جاهزة، والشنط خدهم عاصم من بدري وحطهم في العربية.
نظر مروان وهو يتبسم والتقط ذراعها بذراعه ونزل بين نسوة العائلة اللواتي لازلن يغنين وقد صمتن وهن ينظرن للعرسان فتسائلت ام رحيم :- واه ايه اللي بيحصل؟
مروان وهو يشدد قبضته على يد مها:- عروستي بندرية ولزمن اعمل زي أهل البندر
إحدى السيدات المسنات:- وعوايدنا؟
مروان :- مش معايا، الزمن اتچدم يا جدة واحنا رايحين اسبوع عسل (التفت لمها) البندرية تستاهل حاجة الافرنكة .
بدأت مها تستوعب ما يجري حولها؛ لتجده يأخذها نحو سيارة أجرة يقف بجوارها والدها وعمها وعاصم، ودعوها واحتضنتها امها وعمتها اللواتي كن يجرين خلفها وهي تبكي وتوصيه:- بالله عليك زي ما وصيتك.
عاصم :- الف مبروك يا عروسة، مروان انت واخد خيتي،ما تزعلهاشي.
ركبت مها بالخلف وجلس مروان بجوار السائق، وبعد أن تحركت الأجرة خارج الدوار واتجهت لخارج البلدة بدأت تركز مها قائلة احنا رايحين فين؟
التفت مروان لها وابتسامته كانت تملأ وجهه :- رايحين الغردقة.. اسبوع عسل.. الطريچ طويل، نامي شوية، چدامنا 4 ساعات
التفت للسائق وتبادلا الحديث عن كل شيء، ولا شيء فكرت (انام فين وازاي وانا راكبة مع حد مش ماما وبابا والطريق ضلمة و مخيفة قال انام قال) فتح مروان الراديو على قناة القرآن الكريم وبدأ يردد مع السائق الآيات فأخذت تستمع وهي فكر (دول اربع ساعات، هتعدي ازاي؟) أسندت رأسها على النافذة تنظر للسماء والنجوم، فأغمضت عينيها لثواني ليوقظها مروان فقالت:- انا صاحية مانمتش.. هو احنا وقفنا في بنزينه ؟
ضحك مروان :- لأ، وصلنا.
مها:- وصلنا ازاي احنا لسة خارجين مابقالناش ساعة
زادت ضحكاته:- زي ما چالت مرات عمي مشاوير العربية بتنعسك كيف الصغار، لأ إنتي نمتي، ونمتي زين كمان.. يلا يا مها انزلي.
كانت الساعة قد قاربت الثالثة صباحا والفندق شبة نائم، استقبلهم أحد الموظفين ومعه عامل الفندق الذي اخذ الشنط وتبادل الموظف كلمات الترحيب مع مروان وهنئه بالزواج ورافقه إلى المصعد وهو يقول :- ان شاء الله تعجبكوا في الاقامة عندنا.
مروان:- هو انت هتعرفني عليه، ده أنا عارفه اكتر منك يا مجدي.
ضحك المدعو مجدي:- اهي كلمة وبنقولها لكل السياح وانت المرة دي جاي زبون يا باشمهندس.
صعدا بالمصعد ونظرت له بتسأل فأجاب:- فاكرة قبل يومين في الاوضة (شعرت بالاحراج ) كنت عايز اقولك اني حجزت لينا اسبوع في الغردقة، انا اتفقت مع مامتك وعمتي يجهزوا الشنط، ويعملوها مفاجئة ليكي.
دخلا الحجرة واغلق الباب فقالت محاولة إخفاء ارتباكها مع ان صوتها المرتجف قد فضحها :- انت باين عليك بتعرفهم.
فتح الحقائب وبدأ يفرغ ثيابه وهو يقول:- مشروع التخرج بتاعي كان هنا، احنا بنينا المرحلة الأولى من مشروع فندق جديد وشاليهات، بس لسة ماكملش، وكانت اقامتنا في الشيراتون فترة(نظر لساعته) نص ساعة وهيأدن الفجر.
تنبهت مها :- انت تكلمت عادي، مش صعيدي.
تبسم مروان:- طبيعي اعرف اتكلم زيك وزيهم، انا درست في جامعة عين شمس واشتغلت مع الدكتور في كزا مشروع في اجازة الصيف.. أنا قولتلك الكلام ده يوم كتب الكتاب، فاكرة.. مشاريع اسكندرية، البحر الأحمر، الفيوم، القاهرة.. أنا خلصت شنطتي هافوت اخد دش واتوضا علشان الصلاة لحد ما تخلصي.
افرغت شنطتها وجهزت بيجامتها مع خروجه من الحمام ببيجامته وهو ينشف شعره ويسبح الله ويستغفره، فسارعت بالاستحمام وارتداء بيجامتها واسدال الصلاة عليها، وخرجت وهي تسمع صوت الأذان، وقف بها إمام وصليا الفجر سويه، وقبل ان تفكر هي كيف ستبعده عنها، كان هو قد استلقى فورا على الكنبة التي تحولت إلى سرير و أدار ظهره لها وهو يقول بصوت ناعس :- خدي راحتك بالنوم، إحنا تعبنا النهاردة، دبايح ومعازيم وفرح وسفر، تصبحي على خير.
قالها بصوت متثائب ناعس، نظرت له بذهول غير مصدقة صوت الشخير الخفيف الصادر عنه، لا تدري كيف صدرت عنها صوت ضحكة صغيرة سعيدة بنومه خلعت إسدال الصلاه، وفرشت الملائة التي أصرت امها ان تأخذها على السرير وعطرت فراشها، وإستلقت عليه وهي تطلق تنهيدة راحة بصوت مسموع(ده الجواز طلع مش وحش) وسرعان ما نامت.
اما في سوهاج.. في حجرة مصطفى ورحمة فلم تستطع رحمة النوم وشعر بها مصطفى ولم يذهب للصلاة في الجامع بل بقي بجوار زوجته وأم بها صلاتها، وجلس يسبح ويستغفر وهو ينظر لرحمة التي قالت بعين دامعة بعد أن انهت صلاة الفجر :- ياترى اللي عملناه صح ولا غلط.
مصطفى:- ماكنش في حل تاني.
رحمة:- انا حاسة اننا تسرعنا.. دي لسة مفهماش حاجة عن الجواز.. امبارح حسيتها وهو واخدها زي التايهة، وخايفة ما يصبرش عليها.
مصطفى :- انا جوزتها راجل يعرف چيمتها، وهيعرف يحميها( رفع عينيه للأعلى) ربي استودعتك امر بنتنا.
رحمة في عقلها(يا رب يعمل اللي اتفقنا عليه).
ايقظ مروان مها في اليوم التالي في الظهيرة، واخذها في جولة في الغردقة واستمتعت بالتجول في المكان، وفي أحد المطاعم تناولوا غذائهم وتحدث معها في مواضيع مختلفة، في كل شيء ولا شيء في نفس الوقت، حتى في اختلاف الطقس بين الغردقة سوهاج تحدثوا، وكلما تحدثت انصت لها باهتمام، كان احيانا يربكها في تركيزه معها.. تلك النظرة في عينيه تشعل الحرارة في وجهها، فتبدأ بالتوتر مما يجبره على النظر لطبق الطعام او الشجرة المجاورة او لوحة على الجدار، واستمرت جلستهم حتى مالت الشمس فصلوا المغرب بجامع قريب وذهبا يسيران على الشاطيء بعيدا عن السياح الأجانب، واخذها حيث توجد تجمعات عرب ومصريين،وانضموا للتجمعات اندمجت بالحديث مع النسوة متناسية وجوده حتى نبهها ان الوقت قد حان لعودتهم، فودعتهم مع وعد بمحاولة بالحضور اليوم التالي للسهر معهم، كان يرمقها بطرف عينة وهي تودع النسوة وضحكتها تملا وجهها ومع كل خطوة تقترب من الفندق تقل حجم الابتسامة حتى تلاشت نهائيا وحل محلها العبوس وهم يدخلون الحجرة، طلب العشاء لهم وبعد تناولهما للعشاء المكهرب حيث راقب مروان ارتعاش يديها، نهض وهو يقول:- انا اتفقت مع اصحابي اسهر معاهم، خدي راحتك ونامي بدري.. تصبحي على خير .
وخرج دون أن ينتظر الاجابة فتنفست صعداء ونامت وهي تفكر إلى متى(يعني ممكن عايزني اتعود عليه الأول؟.. أنا قريت مرة ان البطل ساب عروسته البطلة، لحد ما جاتله بنفسيها (ضحكت) لا ده بيحلم أجيله، وممكن يكون متفق مع بابا إن نتطلق بعد فترة؟! .. آه بيحصل.. ماهو بابا قال انه مجبر يكتب كتابي مش يجوزني، وإنه غير حجز الرجعة لآخر الصيف.. ما انا شفتوه بيتوشوش مع ماما وبابا واكيد ده اللي حصل عشان الناس ماتجبيش سيرتي، والحمد لله نادر ومطرود من البلد، ومرات عمي مالهاش صوت.. وعشان كدة ماعملش الدخلة على عوايد البلد) نامت أخيراً متناسية المصاريف التي دفعها والدها في جهازها، كم كنتي تفكرين بحماقة، ام لا زلتي تظنين أنكِ في حلم حتى الان.
في الفجر ايقظها مروان ليؤدوا الصلاة ونام فورا، ثم استيقظت قرب الظهيرة على صوت مروان الذي كان يتحدث صائحا بمرح :- قومي يا كسولة، هتقضي الاجازة نايمة، هنروح البحر نعوم.
مها:- حاضر حاضر صحيت.
شهقت واغمضت عينيها فقال:- في ايه؟
مها:- هدومك أسفة.
مروان :- ايه؟ انا لابس شورت بيج.
مها تنظر لتتأكد ثم تشيح بصرها لصينية الفطور :- انت لابس زي السياح.
مروان:-امبارح كنت لابس الجينز وما استغربتي ، ولّا فاكرة اني هنزل البحر بالبنطلون الجينز ولا بالجلابية الصعيدي؟
هزت مها رأسها نافية وهي تبتسم بخجل:- مخي ماجبش هتلبس ايه؟.
مروان بنرفزة:- ده الشورت اللي بيتلبس فوق المايوه(تنهد) ما علينا قومي افطري وانا هجهز الحاجة للبحر.. البسي البنطلون والبلوزة دي تحت العباية السودة.
مها:- ليه؟
مروان وعيناه تلمع :- عشان انا أعرف مكان مناسب ينفع تعومي فيه، وعدد الناس قلال اللي يوصلوه من غير ما حد يضايق التاني.
مها بسعادة:- انا بحب البحر.
خرجا من الفندق، فقالت وهي تحاول قطع الصمت:- انت لابس شورت وقميص زي السياح الاجانب.
مروان:- ما انا قولت.. أنا عشت فترة هنا ورحت شرم كمان، يعني اختلطت مع اجانب كتير، واتعلمت منهم شوية حاجات فادتني في حياتي.
مها:- زي ايه؟ اصل بابا قالي عوايدهم وحشة.
مروان:- بصي يا مها.. كل بلد فيها الحلو والوحش.. أنا عاشرتهم واخترت اني اتعلم الحجات الحلوة اللي عندهم.
مها بتكرار ابله:- زي ايه؟
مروان بضحك:- ماتخافيش ما اتعلمتش الشرب ولا صحوبية النسوان.
شعرت بالحرج فقد استطاع قراءة أفكارها بسهولة واردف:- تعلمت احترم وقتي، واحترم عقل اللي قدامي واختار اللبس حسب المكان، والانجليزي بتاعي بقى احسن، واتعلمت الرقص بتاعهم وأفهم اغانيهم.
تسربت ضحكة من بين شفتيها :- زي بتوع الأفلام؟.
مروان بضحك :- زي بتوع الأفلام.
وصلوا المكان الذي كان بالقرب من مطعم متطرف بسيط، ويوجد على شاطئه بعض الكراسي وكان هناك عائلتين او ثلاث في نفس المكان ولكن ليس بقربهم؛ فوضع الأكياس التي بيده بجوار الكرسيين، وخلع ثيابه وبقي بالمايوه ؛ فخجلت مها ولكنه لم يترك لها مجال للخجل، خلع عبايتها ووضعها على الكرسي وأبقى حجابها وسحبها للمياه ولكنها بقيت بالقرب من الشاطئ، سبح مسافات بعيدة.. بقي فترة يسبح وحده، وكانت هي تراقبه عن بعد بسعادة، ثم اقترب منها واسترخى في المياه بجوارها وهمس :- ايه رأيك؟
مها باسترخاء:- جنان.. أنا بحب البحر ده مع اني ماعرفش اسبح ،يدوبك اقعد في الميه على الشط.
مروان:- هااعلمك تعالي مش هنروح على الغويط.
مها:- بس انا بخاف.
مروان :- مافيش خوف معايا، يلا
مها:- لا يا مروان لا لا
لم يستمع لها سحبها إلى داخل المياه، حتى لم تعد تصل قدماها للقاع، ارتعبت وتمسكت بيديه وهي تردد:- لا، الله يخليك بخاف.
يقربها نحوه :- ماتخافيش.. هاتي اديكي حولين رچبتي.. ايوة إكده.
مها:- اهو طلع الصعيدي؟
سبح مروان لداخل البحر ساحبا مها والابتسامة تتلاعب على شفتيه:- ماتشليش ايديكي عن رچبتي خلي چلبك جار چلبي احسن تغرچي.
مها بعصبية وانفاس متلاحقة:- اهو صعيدي تاني.
مروان وهو يكز على اسنانه:- محروچ الصعيدي على المصراوي، ليه بتچولي كده؟
مها :- بابا وماما بيتكلموا صعيدي قبل ماتحصل مصيبة.
مروان بدهشة:- مصيبة!!
مها:- قصدي حاجة ملعبكة.
مروان وهو يستمر في السباحة:- لع، انا بتكلم صعيدي وانا مبسوط.
سحبها داخل البحر بعيداً عن أعين الناس اكثر وفك حجابها وربطه علي خصرها، ارتبكت قائلة:- بتعمل ايه؟
مروان:- بربط الحجاب على وسطك علشان مايغرچش(يغرق) احنا بعاد عن الناس، افردي شعرك في الميه(كانت عيناه تلتهمان شعرها ويداعبه بيديه في الماء)تعرفي اني بعشچ الشعر الطويل.. نامي على ضهرك وارفعي راسك وارخي جسمك
مها بخوف:- هاغرق.
مروان :- مش معايا.. أنا امانك.. ماتشيليش ايدك عن رچبتي.. بصي انا حاملك بين اديا.
شعرت بيديه أسفل خصرها وركبتيها، كما لوكان يحملها ارتبكت وفقدت توازنها، كادت تغرق ولكنها شهقت وتعلقت برقبته بقوه، فاحتضنها وبشدة فأردف بمكر:- احضنيني كويس احسن تغرچي.
قالها وهو يضحك ويداه تحتضن خصرها
شعر بخجلها وهي تقول:- خلاص خلينا نرجع.
كانت تشعر بتقاربهما دون أن تخشاه.. أنفاسهما متلاحقة ووجهها تكسوه الحمرة.. خجل نعم.. خوف لا.. شعر هو بذالك فتبسم بسعادة لهذا التقدم، وعادا للشاطئ بعدما لبست الحجاب واخذا اكياسهما وتوجه بها نحو حمامات المطعم حيث بدلا ملابسها وجلسا يتناولان الغذاء مع بداية ميلان الشمس، نهض ليدفع الحساب وعاد ليجد مها تداعب قطة مع طفلة فسألها:- انتي بتحبي القطط؟
مها:- بعشقهم فروتهم ناعمة هما والارانب بس بابا مش بيحبهم.
مروان :- انا مش بطيچهم(بطيقهم) خالص.
رفعت القطة التي اصدرت صوت خرخرة، واحتضنتها وأخذت تداعبها بخدها وهي تصدر تنهيدة، عبس مروان وبلع ريقه وقال بصوت عميق:- بتعملي ايه؟ وچفي.
مها:- ايه؟بحب فروتهم،أصلها ناعمة.
مروان :- ملتعمليش كده مره تانية.
مها:- ليه ؟في ايه؟
مروان:- اسمعي اللي بچوله وبس.
مها :- حاضر.
توجها للفندق وهما صامتان، حاولت كسر الصمت فقالت :- انا حبيت فندق الشيراتون ده، هابقى احكي لبابا وماما عنه ونيجي السنة الجاية عليه.
مروان:- احتمال مايلحقوش يجوا هنه
مها:- ليه بتقول كده؟
مروان:- لانه هيچفل(هيقفل)
مها:-ايه السبب؟
مروان:- ممكن تقولي سوء ادارة.. في إهمال كبير وواضح بس ماعرفش لصالح مين.
(هذه المعلومة صحيحة وتم إغلاق فندق شيراتون الغردقة) وصلا الفندق وهو ملتزم الصمت فبقيت صامته، اغتسلا من الماء المالح ودعاها للصلاة فصليا المغرب والعشاء، وبعد ركعتي السنة التفت مروان ونظر في عينيها ووضع يده على رأسها لتنظر له بدهشة وقال :- اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه..... يتبع
🎼فيروز بكلمات جبران خليل جبران وألحان نجيب حنكش سحبتني من علمنا الواقعي إلى عالمها الخيالي، الالحان التي استخدمها الملحن من الفولكلور الروسي أعطته لمسات سحرية، لحن حالم رومانسي.. يفضل الاستماع اليه في حال استرخاء وأجواء رومانسية... 🎼🎼
أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل اخذتَ الغابَ مثلي منزلاً دونَ القصور
فتتبّعتَ السواقي و تسلّقتَ الصخور؟
هل تحمّمتَ بعطرٍ و تنشّفتَ بنور
و شرِبتَ الفجر خمرا في كؤوسٍ من أثير؟
أعطنى الناي وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب
و العناقيد تدلّت كثريّات الذهب
هل فرشت العُشبَ ليلاً و تلحّفتَ الفضاء
زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى؟
أعطني الناي وغنّ فالغنا عدل القلوب
و أنينُ الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب
أعطني الناي وغنّ و انسَ داءً ودواء
إنما الناس سطورٌ كُتِبت لكن بماء
أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
أنت تقرأ
ظله الرمادي
Romance.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي. .. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب. .. قالت لا فائدة مني، طلقني. قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن. .. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...