(12)توب الرجال غالي

97 6 16
                                    

ماذا جرى في البلد من بعد مغادرة الأفندي وعائلته، بدأت بخيتة وابنها نادر بنشر الشائعات ان مها مياله لنادر وان الأفندي ما عندوش مانع، المسألة مجرد وقت وتبقى مها مرات نادر، وبدأت بخيتة مع بداية السنة الثانية بدهن منزلها وتجهيز اكبر غرفة وابقائها فارغة وهي ترمي كلماتها هنا وهناك (( الأوضة الكبيرة تركاها لعروستنا تجيب شوارها فيه)).
ونادر يتكلم كلما اجتمع مع شباب العائلة والبلدة عن مفاجأة ستحصل بالصيف وبداء عاصم يضيق ذرعا من تلميحات ابن خاله حول زواجه من مها، وبدأ يفقد اعصابه، عاصم يتكلم بعصبية مع اولاد اخواله علي ولد التيجاني ورحيم ولد حمدون :- وبعدين يا رجالة نادر زودها بجد، ده ناچص(ناقص) يعزم البلد ع فرحه على مها وهو حاسس اني رايدها، و انا چايلك يا علي اني رايدها من العام لول.
علي :- اهدى ياعاصم ، يمكن مايعرفش، ويمكن بجد عمي معشمه يجوزهاله.. هو اكبرنا وعمتي ماطلبتهاش ليك رسمي.
عاصم :- اللي مجنني ان امي كانت طول السنة وهي تچولي اول ما يوصل خالك هطلبهالك طوالي، وخالي ما چعدش الشهر ورجع سافر تاني وامي كل ماتروح تطلب تنسى ولا يحصل حاجة ولا يجي ناس، وكل ما أسئلها تچول والله مانا عارفة ولدي اية اللي بيربط لساني.
رحيم ولد عمهم حمدون:- احنا اهو اجتمعنا علشان نفهم، وانا يا ولد عمتي ماكنت اعرف انك انت كمان رايدها ولا ماباركتش لنادر علني كده.
علي :- خلاص اهدى وروچ(روق) عبدالله ومروان راحوا يجيبوه وهنتحدت معاه، نعرف اذا عمي وافچ واعطاه كلمة چبل سفره ولا لع.
في منزل ام عاصم عفاف كانت تجلس عفاف وزوجها يشربون الشاي مع اخويها التيجاني وحمدون و عفاف تقول لهم :- انا حابة ابعت مرسال لأخوي الأفندي قبل ما يجي هنه اطلب ايد مها علشان نجهز للجواز طوالي
التيجاني :- انت موافچ يا عبد الرحمن على كلام مرتك؟ ولا عندك كلام تاني؟
عبد الرحمن :- موافچ اكيد، هو انا الاچي نسب احسن من نسب الأفندي يا ولد عمي.
حمدون ابو رحيم :- اصبروا ياجماعة الكلام كده يلخفن.. تخطبوا مين؟
عفاف:- واه ياخوي.. هو في غيرها عند الأفندي مها لولدي عاصم.
تغير وجه حمدون وقال :- انا اللي وصلني ان الأفندي وافچ(وافق) على نادر.
التيجاني :- وصلك من مين الكلام اللي ما حصلش ده؟
حمدون :- من نادر چاله(قاله) لرحيّم ولدي.
صدمت كلمات حمدون الجميع، ودار جدل بين الأخوة في الوقت الذي كانت أصوات اولاد العم والعمة تعلو وتصل للصياح في بعض الأوقات، عاصم:-خالي موافچش السنة اللي فاتت عليك لما طلبتها يانادر.
نادر :- ومين چلك رفض، دة چال يجهز حالو
عاصم :- دة مش معناها انه موافچ، وهو لو موافچ كان چال لأمي ولا لأخوالي (التفت لعلي ومروان ومحمد ورحيم وعبدالله) حد فيكم سمع الكلام ده من ابوه(هزوا رؤوسهم بالنفي)اهه ماحصلش ، مادام ماسمعتش من خوالي معناه ماحصلش ، وانا رايد اطلبها انا كمان وهي تبجى تختار بيناتنا.
نادر:- ريح نفسك، إبن العم أولى من إبن العمة.
عاصم:- ده كان زمان البنت تنجبر على ولد العم، بس الوچت دة العلام نور الناس، وخالي الأفندي اكتر واحد متنور، مش هيجبرها.
نادر :- من غير ما يجبرها، انا متأكد هتختارني.
عاصم بعصبية :- انت كداب.
ابتسم نادر بمكر :- هي ميالة ليا
هجم عاصم عليه يمسك بتلابيب جلبابه هو يصرخ فية:- كداب والله انك كداب.. مها مش مياله لحد، ده بتتكسف توچف مع حد فينا.
نادر:- وان چولتلك إمارة؟
عاصم:- چصدك ايه؟
كان كلامهما همسا وقد أشار عاصم لابناء اخواله الذين نهضوا ليباعدوا بينهما بالتوقف قليلا، فبقوا واقفين ينظرون للأثنين إلا مروان اقترب ووقف بينهم همس نادر بفحيح كالافعى :- شعرها طول عن العام لول
عاصم:- كلنا عارفين طول شعرها، ماجولتش سر.
نادر:- بس تعرف الحسنة اللي تحت ودانها اليمين؟ هي ورتهالي بنفسها السنة اللي فاتت.
ارخى يده القابضة على الجلباب وهمس بتشتت:- بتكدب مافيش حسنة؟
نادر :- واكدب ليه، انا شفتها بعيني ماحدش چالي عليها، واحلف كمان اني شفتها بعيني. ترك عاصم نادر ورجع للخلف وتركهم وهو في حالة توهان وضيق شديد، لحقه رحيّم وهو يصيح:- رايح وين يا عاصم، استنى ياواد عمتي.
صاح عاصم دون أن يلتفت:- هملني يارحيّم محدش يلحچني.
ابتسم نادر ابتسامة شيطانية كمن انتصر بالمعركة، فاقترب مروان وهو ينظر له
بغضب وقهر وقال وهو يكز على اسنانه :- صاحب جذور القصب
وإبعد عن الزعازيع
عرق الرجولة عصب
وعمر الأصيل مايبيع
و انصرف أبناء العم وشعورهم بالقهر والضيق يتزايد، حرقت كلمات الشعر نادر من الداخل، ولكن لا يهم، ليتكلم عليها الجميع المهم ماحدش ياخدها غيره.
سار عاصم في البلدة على غير هدى، حتى قادته قدماه لمنزله، ليلقى اخته فايزة أمامه تفتح له الباب وبعد السلامات تذكر كلمات نادر
فقال سائلا ايها :- إلا چوليلي يا خيتي، هي مها كان عندها حسنة تحت ودانها اليمين ولا ودنها الشمال؟
فايزة :- تحت ودنها اليمين يا خوي، بس ايه اللي فكرك بيها ( ممازحة اخاها) ما تخفش الحسنة شكلها حلو ومحليها كمان، صغيرة مش كبيرة، كأنها نچطة كحل.
زاغت عيناه اكثر، واكمل طريقه نحو حجرته. ناده والده وطلب منه الجلوس معهم قليلا، فجلس على مضض والدنيا سوداء أمامه، قالت عفاف :- يا ولدي اتفچنا مع اخوالك نكلم خالك الأفندي بالتلفون بكرة و نطلب مها، كنت رايدة ابعت جواب بس اخوالك چالوا نتكلم بالتلفون احسن وأسرع.
عاصم بغموض:- استني يما.. خليني اصلي استخارة عليها الأول.
عفاف:- في حاجة يا ولدي؟
عاصم :- لا يما بس حابب ارادة ربنا هي اللي تمشي
عفاف :- ونعم بالله، ماشي يا ولدي، صلي الاستخارة وبلغني.
.... شكرا لمن قراء....
... يتبع..

ظله الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن