دخلت رحمة على بنتها لتجدها تتظاهر بالنوم،
رحمة :- قومي يا مها.. اصحي دة مش وقت نوم يا حبيبتي.. مالك يا بتي؟
جلست مها وعينها تدور بالحجرة، فاردفت الام:- بصيلي.. عينك لايجة ليه؟
مها بدهشة:- يعني ايه يا ماما؟
رحمة :- يعني تايهة ومحتارة ليه؟
مها محاولة تغيير الموضوع :- هو انتوا ليه يا ماما، كل ما تيجوا هنا بتغير كلامكم، انا احيانا مابفهمش عليكم.
رحمة :- يا چلبي( قلبي) دي لغوتنا ومانتكبرش عنيها، حتى لو عشنا عمرنا كله برة الصعيد ماننساش اصلِنا، احنا صعايدة وراسنا لفوج فاهمة؟، اسمعي يا مها يابتي، انتي ماعودتيش صغيرة، خلاص كبرتي حتى لو ماتكلمتيش صعيدي، لازمن توبچي(تبقي) فهماه اللغوة وعرفاها ورافعة راسك... نرجع لموضوعنا الاولاني... بصي بعيني وجاوبي ليه وشك إصّفرّ لما مرات عمك تكلمت عن جوازك من نادر.
ارتبكت مها وتلعثمت وقالت:- كانت شداني جامد، ووجعتني.. انا بخاف منها بس.
حاولت مها اللف والدوران ولكن امها حاصرتها
لتسألها:- بس؟! چلبي(قلبي) بچولي(بيقولي) في حاجة تانية... المزرعة... جرى هناك حاجة معرفهاش؟ انطچي(انطقي) يا بت.. جرى ايه هناك؟ چال(قال) حاجة؟ چولي، انطچي، ما تخافيش، اذا عمل ولاچال(قال) أخلي أبوكي يأدبه، هو كلمك في الجواز يابت؟
تذكرت جلافة ابن عمها مقارنة بوالدها الكبير بالسن، لم يتخيل عقلها ان ابن عمها سيسكت بل قد يضرب والدها،فوجدتها فرصة لإخفاء الحقيقة فقالت :- ايوة هو قالي هيتجوزني ويشغلني معاه بالمزرعة.
رحمة :- كملي.
مها:- انا خفت وجريت ووقعت وضحكوا عليه، وانا اتكسفت وبكيت
رحمة :- بس؟
فهزت رأسها بقوة مؤكدة ذلك بكلمة :- ايوة بس دة اللي حصل. قالتها وهي ترتجف وتحاول السيطرة على رجفة شفتيها، فشعرت الام انها ضغطت عليها كثيراً فتركها وخرجت لزوجها لتطمئنه، وتركت مها لتتلحف بالبطانية، وتغمض عينيها وهي تهمس :-مافيش كلام، مافيش مشاكل، مافيش تار. (لتغلق باب المسكوت عنه من الكلام، عله يمر دون إيذاء احد، وهي لا تعلم أن لا ثأر داخل العيلة واحدة، ولكن في تأديب لمن يخطئ، لا يستطيع الصغير التطاول على الكبير أبداً ).
رحمة تقول لزوجها مصطفى :- ده مِكَلّمْ البنت في المزرعة وچلّها انه هيجوزها ويشغلها معاه وهي خافت ولما جريت، ووچعت(وقعت) ضحكوا عليها هو واخته.. بنتك حساسة يا مصطفى وشكلها ارتعبت من انها تشتغل بالمزرعة مش اكتر
مصطفى :- انتي متأكدة؟
رحمة :- بنتك اتكسفت من ضحكهم عليها لما وچعت، وكمان هي بتخاف من بخيته چوي (قوي).
مصطفى :- طيب الحمد لله.
قبل نهاية الأسبوع غادرت عائلة الأفندي البلد عائدين لموطن عمل الأبوين،
فور عودتهم أصرت مها ان ترتدي الحجاب مع بداية العام الدراسي وابلت بلاءًحسناً خلال دراستها طوال الاشهر الدراسية، والديها في قمة سعادتهم فهذا مؤشر جيد لمستقبل البنت، ولكنها على اسبوع امتحانات اخر العام أصيبت بدور انفلونزة مفاجئ شديد ؛ الأمر الذي أثر بشكل سيء على مستواها العلمي .
وخلال هذا العام كانت بخيتة لا تتوانا عن نشر الشائعات عن مها وتهبط الناس اللي هامين يخطبوها، وكل ما تشوف ست تقول لها :- كلام ليكي.
فترد الأخرى بلا مبالاه :- على الأرض .
بخيتة:- دي كانت تستنى الضيف يطلع وتتمچلت عليه (تسخر من الضيف) .
ولِأُخرى:- البت مافيش على الحجر غيرها وسايقة في الجلع.
انتقلت مها للثانوية العامة وحرص الوالدان على الاستعانة بالمدرسين الخاصين للبنت، ليضمن مجموع يؤهلها لتخصص مناسب، حتى حان موعد الامتحان النهاية، ليفاجئ والديها مع بداية الامتحانات باصابتها بالتهاب مفاجيء باللوز وارتفاع شديد بحرارتها وصل لحد الهلوسه، ولم تكن تستطيع الذهاب للامتحان الا بعد تناول الكثير من الأدوية،وكانت الصدمة عند ظهور النتيجة.. انها لاتؤهلها لدخول أي جامعة... وكأن ضحكات بخيتة وشماتتها يتردد صداها في اذني مصطفى ورحمة والداي مها.
... يتبع...... كل القصايد...
من روائع مروان خوري، شعره وغنائه وألحانه
آه على قلبٍ هواه مُحكّمُ
فاض الجوى منه فظلماً يكّتُمُ
وَيحي أنا بحتُ لها بِسِرِهِ
أشكو لها قلباً بنارها مغرمُ
و لمحتُ من عينيها ناري وحرقتي
قالت على قلبي هواها مُحرّمُ
كانت حياتي فلما بانت بنأيها (أبتعدت)
صار الردى آآهٍ عليَّ أرحمًُكل القصايد من حلى عينكي..
من دفى اديكي كتبتن وقلتن..
هودي القصايد مش حكي يا روحي..
هودي بكي القصايد لكي كلن..
هودي الاغاني غرامي سنين..
هودي دموع ونغم وحنين..
هودي ايامي معك قلبي اللي بيوجعك..
انا لولا الهوى انا مين
كل القصايد من حلا عينيكي
من دفا اديكي كتبتن وقلتن.
أنت تقرأ
ظله الرمادي
Romance.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي. .. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب. .. قالت لا فائدة مني، طلقني. قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن. .. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...