.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي.
.. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب.
.. قالت لا فائدة مني، طلقني.
قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن.
.. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...
عاد لأمه وهو في قمة الغضب والقهر، والحسرة تتأٓكله ليجدها جالسة في صحن الدار تحتسي الشاي مطمئنة؛ فهي واثقة من نتيجة ما خططته، وعند دخول نادر بهذا الوجه الغاضب شعرت بإنقباض في قلبها؛ فقال:-عاجبك إكده؟.. إنتي السبب. بخيتة بتجهم:-مالك جاي بغوايرك؟ أنا السبب في إيه؟ ارتمى على أول مقعد رأٓه، فنهضت بخيتة مسارعة بإتجاهه، فرد نادر :-إمشي من چدامي، الشياطين بتتنطط في وشي. بخيتة بعصبية وقلق:-ها ترد عليا يا واد !! نادر بقهر :- إنتي اللي چولتي(قولتي) نشنع بالكلام بمرضها، وكبر سنها وأنتي عارفة إن إحنا اللي منعنا أي حد يتچدم(يتقدم) .. دلوچت(دلوقت) خسرت كل حاجة، خسرت كرامتي.. وخسرت مها، وخسرتي إنتي أرض أبوها وفلوسه وچيمته، چعدتي تخططي وتفكري وتمكري لا حصلنا بلح الشام ولا عنب اليمن. بخيتة بفزع وخيبة:- چصدك إيه؟ نادر :- عرفوا كل حاجة.. كشفوا كل كدبنا.. عمي التيجاني خطب مها لولده مروان وعمي مصطفى وافچ، وعمي حمدون حكم عليا يا أطلع من البلد.. يا اندفن مكاني(لطمت بخيتة على صدرها) وما أرجع للبلد طول ماهو حي. ماهي ألا دقائق، وكانت هناك طرقات على الباب، نهض ليفتح وهو يجر ساقيه جراً، ليجد على الباب بعض شباب البلد ومعهم رحيم ابن عمه الذي اخبره انه ممنوع من الخروج من المنزل الا صباحا للخروج من البلد كلها، وإن والدته ممنوعة من الخروج من المنزل حتى يتم الزواج. اما ما حدث في الدوار بعد طرد نادر، الكل بدأ يبارك للأفندي ومروان، واقنع التيجاني أخاه بأهمية كتب الكتاب، لقطع الطريق على نادر وأمه، واردف التيجاني :- والخوف مش من نادر، الخوف من العچربة وجرايرها. وتم توزيع جميع الابناء في أنحاء القرية لدعوة رجال ونساء العائلة وإحضار مأذون البلد، ودخل بعدها الأفندي لرحمة ومها، وخرجن النساء لصحن الدوار ليبلغهم التيجاني بالخبر السعيد، حيث فرحن النسوة لانتهاء المشكلة، ولكن كان اشدهن فرحة هي العمة عفاف العروس حبيبة قلبها مها والعريس ابن اخوها راجل ملو هدومه، وهي تحمد ربها بِرد كيد بخيتة في نحرها ولمحت ابنها عاصم يسحب مروان نحو حجرته ليجهزه لكتب الكتاب، وبدأن النساء بالتوافد على الدوار وهن يزغردن وتوجهن لمجلس النساء، وقامت فاطمة وفايزة بمساعدة مها بتغيير ثوبها لفستان محتشم رقيق اخضر بحزام بسلاسل ذهبية، كانت قد احضرته لليلة الحنا لفرح علي ، وقد سرحن شعرها وتركوه منسدل على ظهرها.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
