عادت عائلة الأفندي مصطفى للبلد التي كان يعمل بها، وعاد فوراً للعمل الأمر الذي آثار تساؤلات زميله وصديقه... من هذا الصديق وما مدى قربه من مصطفى
الاستاذ مجاهد هو استاذ لغة عربية مثل الاستاذ مصطفى وشاعر، وله دواوين شعرية
مجاهد يحادث مصطفى :- مالك يا ولد العم
في حاجة غلط بتحصل معاك؟!
مصطفى :- ماليش مزاج اتكلم بالشغل، خلينا مركزين مع العيال
مجاهد:- لينا چعدة الليلة دي بعد صلاة العشاء إن شاء الله
بعد خروج الاستاذ مصطفى والأستاذ مجاهد من صلاة العشاء توجها إلى إحدى المقاهي وجلسا يتحدثان، وقال مجاهد لمصطفى يحاول التسرية عليه:- شكلك يا ولد العم الهم واكل چلبك، چول وفضفض يا راجل دة ماحد هيحمل همك مثل چريبك.
مصطفى :- مافيش ياولد العم، ماحدش خالي من الهم.
مجاهد :- يابو مها انا لما انهميت شكيتلك ولساني بشكيلك همي.. دة أحنا من بدنة واحدة واحنا ستر وغطا على بعض، وسرك معايا في بير يا ولد العم زي ما سري معاك في بير.
مصطفى:- الموضوع مش كبير للدرجادي يا ولد العم، ده يخص دراسة مها، ما انت عارف البنت وصلت للموت وقت الامتحانات، وخطرفت وراحت ما تروح مننا
مجاهد:- الله لايعيدها من ايام، دانا كنت خايف يجرالك حاجة يوم عياها.
مصطفى :- الحمدلله قدر ولطف، المشكلة في علامها السنادي.
مجاهد:- انت مش چولت احتمال تجوزها في البلد السنادي
مصطفى :- اللي تچدموا مش مناسبين، فحبيت اصبر لما يجيها عدلها اللي يعرف چيمتها... بنتي طيبة وغلبانة واللي ياخدها لازمن يصونها، ورايد اسلحها بعلم يچويها، كان حلمي تدخل جامعة كويسة بس مرضها... استغفر الله العظيم، ارادة ربنها فوق ارادتي
مجاهد :- قدر الله وما شاء فعل يا ابو مها، العبد في التفكير والرب في التدبير.... علشان كدة رجعت بدري السنادي؟
مصطفى بتوتر :- تقصد ايه؟
مجاهد:- چصدي علام البنت.
مصطفى :- ايوة ايوة ده السبب، مافيش حاجة تانية.
بعد عدة ايام جاء الاستاذ مجاهد مبشراً و الفرحة تتراقص من بين كلماته، مجاهد :- ابشر يا استاذ مصطفى، لچيت لك طلبك
مصطفى :- طلب اية يا استاذ مجاهد؟
مجاهد :- الكلية اللي تنفع تدرس فيا بنتك.
(تعلقت عيني الأفندي برجاء ألجم لسانه فاردف مجاهد) في هنا كلية للبنات سنتين بس، و دي بتاخد اي مجموع مادامت البنت نجحت في تالتة ثانوي.
مصطفى :- ودي بتدرس ايه؟ و تابعة لمين؟
مجاهد:- دي تابعة للرياسة العامة لتعليم البنات،
ودي بتدرس اقتصاد منزلي، ورياض أطفال، وتربية إسلامية ولغة عربية، وبعد كدة بتتخرج من عندهم مدرسة رسمي، وتقدر تشتغل على طول في اي مكان.
انشرح صدر مصطفى ولمعت عيناه بالدموع وهو يقول:- ربنا يرضى عنك و يفرجها عليك يا راجل.
مجاهد:- الله.. الدعوة حلوة چوي، بس ياريت يكون جمبها اكلة بيتي تطري جوفي الناشف ده
ضحك مصطفى من كل قلبه وقال:- هو انت جيت في جمل، يا أهلا بيك من غير عزومة.
مرت عدة ايام اعد مصطفى أوراق مها وقدمها للكلية وتم قبولها، فدعى مصطفى بلدياته مجاهد على منزله لتناول وجبة غداء محترمة يوم جمعة وسمح لزوجته وابنته بالتواجد معهم، وكانت هذة اول مقابلة بين مجاهد ومها، لأول مرة يشاهدها وجها لوجة، شكرته السيدة رحمة و مها على مساعدتهم، فسألها هل هي راضية عن التخصص الذي اختارته، فاجابتة انها سعيدة انها ستسلك طريق والدها وتصبح معلمة لغة عربية.
مجاهد :- تبچي تسألينا انا و الوالد العزيز بأي حاجة تخص العربي وخصوصا الشعر انا افيدك أكتر
ضحك مصطفى قائلا:- الشعر ده ملعبك.
التفتت مها لوالدها مستفهمة فلم يسبق ان تكلم مصطفى عن الاستاذ مجاهد اي كلمة سوى انه مدرس لغة عربية من نواحيهم من سهاج ومن نفس جذورهم، وانه صاحبة، فاردف قائلاً:- استاذ مجاهد شاعر عريق وله عدة دواوين.
قال مجاهد :- هو انتي عارفة معنى اسمك ايه يا مها؟
فردت بخجل وقد احمر وجهها :- ايوة بابا قالي نوع من الغزلان
مجاهد وهو يأخذ كوب الشاي منها وهويتأمل ملامحها عن قرب :- غزال المها غير عن الغزلان التانية بيرضى بقليله، وبيعيش في أي مكان، في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام ومصر كمان، بس ما تعرفي سر جماله فين، هي عيونه ولا وشه.
شعرت مها بحرج ،وجلست بجوار امها ملتصقة بها، لعن مجاهد نفسه لاحراجه للفتاة قال محاولاً إزالة الحرج :- دة اللي بيچولوه عن غزال المها، انا ما شفتوش، المهم ربنا يباركلك بدراستك.
مرت الايام والاشهر وأخذت قدم الاستاذ مجاهد على منزل الأفندي، فأصبحت زيارته الشهرية منتظرة من قبل مها فهو محدث وشاعر لبق ويكلمها عن الشعراء، وكم عشقت الشعر الجاهلي بين عنترة العبسي وعروة بن الورد، وكم تخيلت الشنفرة وهو يتبادل الأشعار مع ابن اخيه الشاعر تأبط شراً، وتارة تقراء أشعار المهلهل في أخيه كليب، كل الشعراء تشعر بهم يجالسونها ويرون اشعارهم لها من فخر وورثاء وغزل عفيف، استطاع الاستاذ مجاهد ان يعلمها تذوق معاني شعر المدح والفخر و الرثاء وكلماته ترن بأذنها :- الشعر يا غزال المها مش غزل وبس، ده شعر الفخر والمدح أجمل من الغزل، حتى الرثاء له جماله يفوق جمال الغزل.. السر في قوة الكلمة على المتلقي.
وفي المقابل تعلو ضحكات والدها وهو يردد الآية القرأنية التي حفرت في عقلها وقلبها :- الشعراء يتبعهم الغاوون ما تنسيش يا بنتي كلام ربنا في الشعراء.
قاربت سنتي المعهد على الانتهاء، ومقام الاستاذ مجاهد عالي يصل لمقام العم والوالد، نعم هو لم يصل الأربعين بعد ولكنه بالنسبة لها هو العم الذي تستشيره هو و والدها في أمور دراستها، كانت في قمة سعادتها لقرب تحقيق هدفها، أشهر فقط تفصل بينها وبين تخرجها و بين نزولها للبلد مرة أخرى... لا تدري بالمعارك الدائرة هناك.....
يتبع.....هذة الأغنية ظهرت في فيلم الزوجة13 عام 1962 وهو من بطولة رشدي اباظة ودوره شاب مزواج، كل ما يشوف وحدة حلوة يتزوجها كم يوم ويطلقها، إلى أن شاف شادية بنت موظف كبير على المعاش وقرر يتزوجها، وإحتال حتى يتزوجها لتكتشف حقيقته بعد كتب الكتاب، وتقرر تأدبه وتربيه من جديد... الفيلم مليء بالمواقف الكوميدية والأحداث الجميلة، مستحيل تشعر معه بالملل او الزهق، ويحتوي مجموعة رائعة من الأغاني... كل اغنية أجمل من الأخرى، حبيت تشاركوني جمال إحداها.. هذة الأغنية من تلحين كمال الطويل، و تأليف مرسي جميل عزيز.
وحياة عينيك وفداها عنيه..
انا بحبك قد عنيه..
لا قد روحي.. لأ لأ شوية..
طب قدعمري.. برضو شوية
حيرتني، توهتني، غلبتني وياك كدة ليه.. نستني كنت هقولك ايه... آه..
وحياة عينيك وفداها عنيا..
انا بحبك قد عنيا.. ولآ حد قبلك..
فات على قلبي.. ولا حد بعدك..
يملا عنيا يا عنيا....
كنت بخاف من حبك.. من ظلمك لحبيبك.. لكن غصبن عني قلبي عملها وحبك..
ماأقدر ماحبكشي، وحياتك ماأقدر...
في إيديك قوة تهد جبال..
في ايديك قوة..
وعليك صبر وطولة بال..
و عينيك حلوة..
ماأقدرش ماحبكشي وحياتك ما أقدرشي.. عايز تخاصمني خاصمني..
بس اوعة تبعد عني..
عايز تصالحني تعالى..
قبل الشوق ما يجنني...
عارفة انك طيب.. هتجيني قريب.. ولاهتندهلي و اقولك طيب..
يا عنية...
. . . اهداء لمحبي شادية ورشدي اباظة. . .
أنت تقرأ
ظله الرمادي
Romance.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي. .. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب. .. قالت لا فائدة مني، طلقني. قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن. .. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...