(8) فرسة وطالبة خيّالها

129 8 22
                                    

بعد انتهاء فرح فاطمة بنت العم التيجاني بيوم ذهبت بخيتة صباحاً للدوار الكبير (بيت العيلة الذي يجلس فيه مصطفى وعيلته،والذي تسكنه عائلة التيجاني، حيث كانوا يتناولوا افطارهم، لمحتها رحمة وهي تدخل المندرة فهمست لزوجها:- (بص على البعيدة، وما تدهاش عقاد).
مر بخيال مصطفى ما أخبرته زوجته من تصرف بخيتة ام نادر الغريب ليلة الحنا و كلماتها أمام الجميع، فامتعظ قليلا من تأكد شكوك اخته وزوجته، ولكنه رحب بزوجة أخيه الكبير، التي سلمت على سلفتها واحتضنت مها بقوة وملست على شعرها بزيادة وهي تقول:اهلا بالقمر، اهل....
قبل أن تكمل ام نادر كلامها قالت رحمة لابنتها :- قومي يا مها هاتي كباية شاي لمرات عمك واغسلي اديكي
سارعت مها في خطواتها وبخيته تقول:- صلاة النبي، الله اكبر..
فعلت مها ما طلبته امها، وصبت الشاي لزوجة عمها، واتجهت لأمها حيث لاحظت بخيتة ان رحمة فتحت حقيبته واخرجت من علبة شيء صغير، ووضعته في فم مها وتقول لإبنتها:- امضغيها كويس.
فقالت بخيتة لسلفتها :- هو انتي حطيتي في حنكها ايه؟ دوا؟
رحمة :- لأ طبعا، دي حبة چرنفل (قرنفل)، معودة بنتي عليها، علشان ريحة بچها تبچى( بقها تبقى) حلوة طوالي.
نادت بخيتة على مها وشدتها لتتأكد من رائحة فمها، ولغرض في نفسها وهي تملس على شعرها وتشده قليلا وهي تقول :- بنتنا كبرت وبچت فرسة وطالبة الخيال، وولد عمها أولى بيها، واحنا مش حنلاچي بنت احسن من مها لنادر.
قالت كلامها وهي لازالت مقيدة مها بين يديها، يد على شعرها والأخرى تقبض على يديها بشدة، ارتعشت مها من كلامها العجيب المرعب في نفس الوقت.. ابن عمها أولى.. يعني نادر.. شحب وجهها، فقالت رحمة لمها :- ادخلي چوة يا مها ما يصحش تچعدي مع الكبار.
سحبت نفسها بالعافية من بخيتة كمن تهرب من النار وجسدها ينتفض، ففكرة ان نادر يريدها زوجة له جعلتها تستعيد ما حدث معها منذ ايام، والذي لم تتخطاه بعد، انها منذ ذلك اليوم لم تتحمل حتى فكرة وقوف احد من أقاربها للتحدث معها ان استوقفها احد أبناء عمومتها ترد السلام وراسها منكسة بالأرض لا رغبة لديها لتعرف من حادثها منهم وما نظرة عينيه لها، اندست داخل فراشها محاولة الهروب بالنوم، تاركة الأجواء في المندرة تنذر ببداية حرب بين اسرتين بخيتة تلوك الكلام وتلقيه، و الأفندي مصطفى يراوغ ويتهرب، ورحمة تراقب ولا تبدي كلمة، ولاحتى تغير من تعبير وجهها، كمن لا يبالي، ولكنها في الحقيقة في قمة رعبها من هذة المرأة الخبيثة، لتزفر بخيتة بيأس:- وآخرة الچول(القول) ياالافندي؟
مصطفى:-البنت قدامها سنتين على ما تخلص الثانوية، وبعدها ربنا يسهل ويقدم اللي فيه الخير، ومافيش كلام في الجواز السنادي كمان
بخيتة :- الواد كان عايزة السنادي
مصطفى :- لساتها صغيرة ما تعرف تخدم حالها هتخدم جوز ازاي؟.. چدامها السنتين تخلصهم، والبنت بتحب العلام، وامها تكون علمتها تخدم حالها وجوزها وبيتها كمان.
بخيته:- دي فرسة وطابت...
قاطعها مصطفى بصوت شديد اللهجة :- مش بالجسم يا ام نادر بالعچل(بالعقل).
تخرج بخيتة وهي تجر قدميها فقد استطاع مصطفى التغلب عليها وبسهولة، لو كانت رحمة اللي تكلمت، لكانت قدرت عليها، بس الأفندي غلبها.. تشد على قبضة يدها بانتصار وهي تهمس:- برضك اخدت اللي ريداه من البت.
دخلت الدوار الست عفاف وهي تلتفت ناحية الخارج وتقول :- هي أم نادر كانت عندكم؟
رحمة :- اللي فكرتي فيه حصل.
عفاف :- ورديت عليها بأيه ياخوي؟
مصطفى:- ارد بإيه ما البت لسة صغيرة، ولسة چدامها علام.
حسم مصطفى حوار زواج مها بهذة السن الصغيرة، فكرت عفاف بينها وبين نفسها ( كويس اني ماكلمتوش ان عاصم رايد مها، كان اترفض هو كمان)، وفجاءة قال مصطفى لرحمة:- ابتدي لمي الحاجة يا رحمة انا هاروح أقرب السفر لاقرب يوم
عفاف وهي تضرب على صدرها :- واه ياخوي، انت چلت(قلت) چاعد (قاعد) لآخر الشهر، هاتچدمة(هاتقدمه) ليه؟
مصطفى:- علشان اسكر عبخيتة وولدها الطريچ(الطريق) .
عفاف:- وبعد سنتين هتعمل اية؟ ولا هاتعطي؟
مصطفى :- ربنا يفرجها من عنده، وكل وقت وله آذانه.
بعد رحيل عفاف التفتت لرحمه وهمس:- عايزك تچعدي مع مها، وتشوفي مالها بجالها كام يوم مش طبيعية والأم سر بنتها، البت اصفر لونها لما مرات عمها تكلمت في الجواز.
رحمة :- انا حسيت بكده برضك، ولولا فرح فاطمة ما تركتها كدة.. انا چايمة(قايمة) طوالي.

يتبع....

...يونس وياسمين...



اغنية يونس مستوحاة من السيرة الهلالية التي جمعها الابنودي من تراث الصعيد وهي حكاية الأمير يونس الذي عشقته السفيرة عزيزة بنت الزناتي خليفة، واللي اعترفت فيها عزيزة ليونس بحبها ورفض حبها لانه أسير عند والدها.
غنى محمد منير هذه الأغنية، ولكنها أجمل بصوت ياسمين علي.

جاي من البلاد البعيدة..
لا زاد ولا مية..
وغربتي صاحبتي..
بتحوم حوالية..
وانتي تقوليلي.. بحبك..
تحبي فيا..ودة حب ايه..
ده اللي من غير اي حرية..
يونس في الشوق.. آه يا ولد الهلالي..
بتونسني دموع العين.. و انا فايت اهاليَ
آه يا ولد الهلالي.. لا علّيا ولا بيّا...
يا عزيزة يا بنت السلطان..
لو يتغير الزمان.. وقابلتيني في اي مكان.. كنت اعشق من غير ما تقولي...
يونس.. يايونس...
كنت ها قول أهو ده المحبوب..
ويدوب قبلي يقبل ما ادوب..
آه يا ولد الهلالي.. لا عليا ولا بيا..
انا يونس وسيد من يونس..
والدنيا مالت عليا.

...... اهداء لأهل الصعيد.....

ظله الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن