في صباح اليوم التالي في بيت عم مها الكبير المرحوم عبدالله والد نادر، عاد نادر من المزرعة لينادي على والدته:- السلام عليكم ياما، عايزك بكلمتين عالمُصطبة(التفت لأخته) چومي (قومي) يا بت علقي على كوبايتين شاي، يلا يما.
نهضت الام بخيتة لتجلس مع ولدها في الخارج على المصطبة (تكتب أيضاً بالمسطبة هي مقعد مرتفع عن الأرض أمام البيت مبني من الطوب او الطين ، متواجد بكثرة في سوهاج وقنا وغالبية الارياف)، قال نادر لامة:- عايزك تروحي لعمي الأفندي ومرته وتجوليلهم نادر عايز مها.. (ينظر لأمه بنظرة ذات مغزى) البت طابت وطلبت العدل.
بخيتة:- خايفة تقول مرات عمك زي العام لول البت صغيرة، انا مش لاده( لا تميل لي)عليها.
نادر:- لأ يما دي طابت وبجت فرسة، مش عيلة.. ( بابتسامة كمن يرى مالا تراه امه) دي استوت عالسنة اللي فاتت وخايف حد غيري يچطف(يقطف)، العين عليها السنادي اكتر مالسنة اللي فاتت.
بخيتة :- انت متوغوش من حد؟
نادر :- عاصم مش مريحني، ناعم معاها كده.
بخيتة :- ابن العم أولى من ابن العمة، لسة چدامه الجيش والبيت ، الأفندي مش هيعطل البت لحد ما عاصم يجهز بالبيت.. ماينفعش تسكن مع عمتها، بيت العيلة بتاعهم صغير وهم على چد الحال، وانت جاهز يا ولدي مالكش جيش، والدوار اهو كبير، وخواتك اتجوزوا، ونادرة كام شهر وتروح بيت جوزها، يعني المطرح موجود ومزرعتك كويسة، احنا أغنى منيهم...
قاطعها نادر :- ياخوفي يما يچول البت متعلمة وعايز اجوزها واحد متعلم وعاصم متعلم، وانت عارفة انا يادوبك أفك الخط، ماخلصتش المدارس.
بخيتة بشدة وكبر:- وانت ناچصك ايه؟ دانت ابن عمها الكبير، ابن الغالي، هو إياك الأفندي نسي فضل اخوه الكبير عليه، ده لولا ابوك ماكنش اتعلم ولا سافر يشتغل برة، لازمن يرد الجميل، وانت أولى بورث ابوها من اي حد، وده حچ ابوك عليه .
نادر:- وفرچ (فرق) العمر يما؟
بخيتة :- الراجل عيبه جيبه يا ولدي
نادر :- طب يلا يما قومي روحيلهم.
بخيتة:- استنا النهاردة ليلة الحنة لبنت عمك بالدوار والناس مش فاضية، بعد الفرح احكّي معاهم على رواچ(رواق) ، واشوف رد فعله چدام عيني، لو حسيت انه رفض،أو چالي (قاللي) سيبني افكر،انا هاخليه يوافق، وانا فعّالة وأچدر أعمل كتير، والجوازة كلها هاتّم يعني هاتم.
جلسا يشربان الشاي وعقل كل منهما بحلمه الخاص.
في ليلة الحنا تحول دوار العيلة لخلية نحل نشطة، السيدات يغنين والفتيات يرقصن.. ومها ملتصقة بامها لا تتحرك، يحاولن سحبها فتتعذر انها لا تجيد الرقص على اغانيهم، لتأتي زوجة عمها بخيتة بدون سبب تحضنها وتبوسها وتسحبها لترقص وتقول :- چومي وارچصي (قومي وارقصي) يا عروستنا وريهم حلاوتك وجمالك الله اكبر، الله اكبر..
التفتت كل من السيدة رحمة والسيدة عفاف ( عمة مها) لبخيتة و مها بيدها مرتعبة من تصرف مرات عمها هي تقول :- والله ما اعرف ارقص زيكم يا طنط.
لتسحبها عفاف وتعيدها لأمها :- سيبيها يا ام نادر، سيبيها يا بخيتة، البت ما تعرفش زيينا.
ومرت الساعات وذهب الاغراب وبقين فتيات العيلة، سارعت إحدى الفتيات تطلب من نادرة جهاز التسجيل الخاص بهم لانه الأكبر، فاحضره نادر بنفسه، ثم عاد نادر لغرفة الفتيات (إذ انهن انفصلن عن النساء الكبيرات) وبيده صندوق المشروبات الغازية ليقدمها للفتيات، إلتففن الفتيات حول الصندوق لتختار كل منهن ما ترغب، بينما توجه هو لمها وبيده زجاجة وقدمها مقتربا منها ملتهمها بعينيه، وهو يهمس دون ينتبه له أحد :- ارجصچ(ارقصي) على الكمنجة تاني، عايز اشوفك بتميلي عليها.
رفعت عينيها اليه فشاهدت تلك النظرة الجائعة في عينيه، فنزلت عينيها على عنقه حيث لازالت علامات اظافرها واضحة وهو يحاول اخفائه بوضع اللاسة على عنقة، رفع الشراب امامها بابتسامته المرعبة فهزت رأسها رافضة و بشدة، لم يستطع قول شيء لقدوم ابنة عمته نحوهم، انصرف للخارج وهو يرمقها خلسة.
بدأن يرقصن الفتيات وحاولن سحبها لترقص، فرفضت وبشدة، وهي تراقب الشبابيك بخوف بعد الرقص والفرفشة، جلسن يتجاذبن أطراف الاحاديث وقالت احداهن:- يلا يا بنات كل وحدة تقول نفسها تحضر حفلة لمين؟ وبدأن بقول اسماء المغنين والمغنيات، ايشي صعيدي و ايشي مصراوي، وهي سارحة ترقب النوافذ دون التركيز فيما يقلن، وسألنا وانتي يا مها، مين اللي تحبيه من المغنين؟
أجابت دون تركيز :- عبد الحليم.
تعالت الضحكات حولها وكل واحدة ترميها بكلمة بلهجتها الصعيدية لدرجة انها تضايقت وقالت من بين دموعها :- مش فاهمة كلامكم، تكلموا شوية شوية.
قالت بنت عمها عيشة :-انتي شكلك ادبيتي، والاحسن ياخدوكي الخانكة (مستشفى المجانين) .
مها:- مش فاهمة قصدك ايه؟
عيشة:- انتي فاقدة الزمن، فوچي يابت من الغيبوبة ده الدنيا مرار طافح.
مها :- ليه بتقولي كدة انا مش فاهمة قصدك
تنبهت فايزة بنت عمتها للحاصل بين الفتاتين لتحاول حل سوء الفهم سائلة مها:- مها ياحبيبتي انتي سمعتينا كنا بنچول(بنقول) ايه؟
مها :- عن المغنين اللي بنحبهم.
فايزة :- لا يا حبيبتي، كنا بنجول عايزين نحضر حفلة لمين، وانتي جولتي عبد الحليم
لتقول مها باحراج :- ما انتبهتش انا افتكرت بحب اسمع لمين، ( نظرت لعيشة)انا عارفة ان عبد الحليم ميت من زمان.
همست فايزة لعيشة :-بطلي غيرة بچى(بقى).
... يتبع...... مغرم انا بيك...
من إبداعات مروان خوري وغناء جاد نخلة تطير بك بلا جناح فوق امواج من بحر المشاعر المتلاطمة.. لنبداء بالتحليق....
يالا.. ويايلا لا.. وياليل.. ياعين...
لليليلي ياعيني.. يا ليلي يا ليلي..
مغرم.. مغرم انا بيك على طول..
واناصابر.. وصبري في هوايا دليل...
ليل.. ورا ليل.. ولا دُقت نوم..
شوق.. وغرام.. لا عتاب.. ولا نوم..
داري انا داري حيرتي ومراري..وانت ولا داري.. يا ليل ياعين.. يا ليل ياليل...
انت اللي حبيتو.. وانت اللي ناديتو..
من بين الناس.. وانت قلت خلاص..
وانت بتهواني.. وفي يوم تنساني..
ولادُقت معاك طعم الاحساس..
آه يا زمان.. يا زماني آه..
آه من العين والليل وال آه...
الصبر جميل.. قالوا في المواويل..
والقلب يا دوب يا دوب يرتاح..
لييل يا شوق مع صبري صباح..
قادر تنساني.. طيب إنساني..
صعب انا انساك.. وانا روحي معاك..
وأفضل انا داري حيرتي ومراري وانت ولا داري
يا ليل.. يا عيني.. يا ليلي عيني.....
أنت تقرأ
ظله الرمادي
Romance.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي. .. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب. .. قالت لا فائدة مني، طلقني. قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن. .. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...