(23)من نقرة لدحديرة

84 6 8
                                    

شهقت مها وسقطت أرضا فاقدة الوعي، تعالت صرخات رحمة وأم علي فسارع مصطفى الصغير للدخول على صالون الحريم ليشاهد أغرب منظر، مها ملقاه على الأرض وأمه وزوجة عمه يحاولون رفعها وافاقتها، فجرى نحو الخارج يبحث عن أي أحد من اخوته وهو يحاول ان يتذكر أين والده وعمه؛ فمروان في سوهاج، تذكر انهم ببيت عمته، لا يدري كيف وصل ولا ماذا قال، كل ما يذكره انهم جميعهم يجرون نحو الدوار الكبير، وأن علي وزوجته يدخلون المنزل في نفس الوقت .. سارع علي بالخروج لإحضار الطبيب الذي قال هبوط مفاجئ في الضغط وضعف عام، قام باعطائها إبرة لظبط الضغط، وبدأت تفتح عينيها وتنظر لهم بتوهان فقال:- ازا اغمى عليها تاني جيبوها المستشفى، بس حاولوا تصحصحوها وتشربوها حاجة سخنة شوربة فراخ حاجة زي كدة.
خرج الطبيب مع دخول مروان الذي استغرب خروجه من دوارهم، فقابل علي الذي قال:- مها.. (سارع مروان بجزع ليتجه لحجرتهم ولكن اكمل علي) صالون الحريم.
دخل الصالون مسرعا ليشاهد مها ممددة على الكنبة والجميع حولها والاسى والحزن بادي عليهم، وأمها تحاول تفويقها بلطف؛ جلس على الأرض وهو يتسائل عما جرى فروت النسوة ماجرى، فقالت العمة :- هو انتوا بتقولوا كانت بخيتة معهم امبارح؟
ام علي :- ايوه بس ده كان امبارح وانا رميت هدية بخيتة، بس هي شكل البنت كانت تعبانة واحنا ماواخدينش بالنا.
العمة عفاف :- ازاي بخيتة مالهاش يد؟ دي البت تعبت بعد ما فتحت الحاجة
ام علي :- الحاجة اللي هنا بتاعت ام طايع وبنتها وأم سعدون ومرات ابنها.
العمة:- هنتوكد بعدين بس هناخد بالاسباب، روح يا علي جيب الشيخ يچرى على المية، وانتي يا هناء هاتي الطشت الكبير على أوضة مروان، يلا يا چلب عمتك شيل مرتك وطلعها فوچ، يلا يام علي، يلا يارحمة، اطلعوا وياه وجهزوا البنت ، هو انتو چولتو المفرش من مين؟
ام علي :- كان بيد مرات سعدون.
العمة :- طيب انا واصلة لبيتهم اتوكد من حاجة وجاية طوالي.
خرجت ام عاصم مسرعة لبيت ام سعدون التي رحبت بها احسن ترحيب، وبعد السلامات سألت ام عاصم زوجة الابن التي كانت تقدم الشاي لها :- الا چوليلي يا بنيتي المفرش الحلو اللي جبتيه لمها من فين، رايدة اشتري واحد زيه لليلى في جهازها، مانتوا عارفين ان فرح البنت چرب و عجبني، عايزة اسم السوق بس.
ردت ام سعدون :- لع ياخيتي المفرش مش لينا احنا جبنا طچم الحلل، وطچم الاطباچ، المفرش حملته مرات ابني لان ام نادر وجعتها يدها.
ام عاصم:- يعني من ام نادر مش منكم؟
زوجة سعدون:- ايوة يا خالة انا جبت الاطباچ ومرات عمي جابت الحلل، المفرش مش لينا، مانعرفش شكله ازاي اللي اچدر افيدك، هي ماورتناهوش.
انهت ام عاصم كوب الشاي واستأذنت لتعود للدوار الكبير؛ حيث وجدت الشيخ في المندرة يتلو آيات الرقية الشرعية، والأفندي يتلو الآيات والتيجاني وحمدون كذلك، كل واحد يقرأ على عبوة مياة وكلما انتهى، نقل مصطفى وسعد المياة للدور الثاني لمروان الذي يدخلهم حجرته، فصاحت العمة عفاف :- المفرش من ام نادر مش من ام سعدون ولا من مرات سعدون، المفرش باين عليه مسحور.
توقف الشيخ عن القراءة وقال:- حطو المفرش في طشت فيه الميه المقروئة دي وملح، يلا يا ولدي بلاش حد تاني ينضر .
سارعت العمة بالصعود للأعلى لحجرة مروان ومها، وصعد سعد يتبعها بعبوة أخرى ليأخذها مروان منه عند الباب ويدخل هو وعمته الحجرة، حيث كانت رحمة وأم علي قد خففوا من ثياب مها واجلسوها بالطشت الكبير وهي ليست بكامل وعيها، وبدأو بصب المياه بالتدريج وقد كانت امها تحضنها من ظهرها لتوازنها وام علي تصب الماء فقالت ام عاصم :- اللي فكرت فيه حصل، الهدية من بخيتة.
ام علي وهي تلطم على صدرها :- وااه هي وصلت للدرجادي تجيب العمل بيدها
وضع مروان العبوة بعصبية وخرج مسرعا وهو يشتم بأقبح الكلمات، فتنبهت له عفاف فتبعته مسرعة لتجده يجري نحو بوابة الدوار فصاحت بأعلى صوتها :- الحچوا مروان رايح لبخيتة، فنهض الرجال بسرعة وتسابق علي ومحمد لأخيهم الغاضب الذي كان يجري بسرعة ليمسكوا به وهو يدفعهم عنه مع حضور رحيم وعاصم اللذان احاطا به مع إخوته وحملوه لداخل الدوار وهو يصرخ ويرغي ويزبد بالتهديد والوعيد بقتل بخيتة.
سارع التيجاني بتشريبه المياه المقروء عليها الرقية وغسل وجهه بها، وكبر الشيخ في اذنه واخذوا يكبرون معه ويصلون على النبي حتى يهدأ، وبدأ يروق وجهه المحمر من الغضب ولا زال الشباب يثبتونه فلا زال نفسه متسارعا، وجال بعينيه ليجد عمه الأفندي يجلس والحزن والوجع بادٍ عليه فقال وهو يحاول ان يهدأ :- عمي الأفندي.. شوفوا عمي.كان بالكاد يخرج صوته، فأعاد نفس الكلام بصوت مرتفع، فالتفتوا للافندي الذي بأن عليه التعب سارعوا بإحضار الطبيب، في اللحظة التي صاحت هناء :- مها فاچت.
ودخل مصطفى الصغير وهو يقول:- مروان عمتي بتچولك مها فاچت تعالا شوفها.
تركوه الشباب ليصعد إلى أعلى وقد اغلقوا باب الدوار لكيلا يخرج، فصعد مسرعا ليدخل حجرته؛ ليجد مها لازلت داخل الطشت ولكنها قد فتحت عينيها وتنظر حولها بتركيز اكثر وهي تردد اسمه، فسارع فورا بإحتضانها ورفعها لتقوم النسوة الثلاث بتنشيفها وتبديل ثيابها بإخرى جافة، وحملها ليضعها على الفراش وهو يحتضنها ويقبلها عدة قبلات على رأسها وجبينها عينيها، أحضرت امها التمر و فركته بأصابعها واطعمتها اياه هي تلوم نفسها على توقفها عن إطعام مها التمر المقروء عليه، ومرت ليلة عصيبة على الجميع حيث عانى الأفندي من الارتفاع في الضغط؛ فكانت الأسرة منقسمة بين الأفندي وبين ابنته، وبدأت تهدى الأمور في الدوار بتحسنهما ولم يسمح التيجاني لمروان بالخروج من المنزل بحجة أهمية الجلوس بجانب زوجته وقال ممازحاً:- فرصة ياواد عمك مش رايچلك، وإن طلع يشوفها مايچعدش اكتر من نص ساعة.
ضحك مروان بخجل وهو يعرف ان والده يتحجج بعمه وانه لا يريد أن يخرجه حتى لا يذهب لبخيتة ، فبقي ليطمئن على حبيبة الچلب التي بدأت بالتعافي هي والدها خلال يومين وعادت الأمور الى نصابها من جديد، وعاد الأفندي لغيرته وإبقاء مها بجواره طالما هو في الدوار، وعلى مروان الجلوس بعيدا عنها لتخدم والدها وحده؛ لدرجة ان مروان أسر لوالده ان عمه ينظر له بتحدي في كل مرة تجلس مها بجواره، طالبه والده بالصبر لان الأفندي لا يملك الا ابنة واحدة وهذة المشاعر تكون عند الآباء ولكنها متضخمة عند عمه لظروف تأخره في الانجاب وعدم وجود أطفال غيرها، وإن اخر الشهر قد اقترب، واقترب معه سفر عمه، وعندها يستطيع البقاء مع زوجته كيف شاء، ومع نهاية الأسبوع تفاجؤا بحضور نادرة واختها الكبيرة للتهنئة بزواج مها رغم انهم لم يدعو لحفل الزفاف، وبعد عدة معاتبات من نادرة واختها نوارة لمها، طلبت نوارة مشاهدة غرفة مها ولم تستطع مها الاعتذار اوالتهرب فقد صادف قدومهم مع عدم وجود امها وزوجة عمها في المنزل ولم يكن أحد في الدوار الا مها وهناء، اللواتي لم يعرفن كيف يتصرف وخضعن لطلب نوارة التي جالت في الحجرة وفتحت الدواليب، وقلبت الملابس، و التقطت ألبوم الصور الخاصة في الغردقة لتشاهدها و تعلق على كل صورة، ولم يبقيا لفترة طويلة؛ فبعد شرب الشاي انصرفن فورا، وعندما عادت ام علي ورحمة، أخبرتهم هناء ومها بالزيارة الغريبة،وكذلك علم التيجاني الأفندي بالزيارة، وقرروا عدم اخبار مروان حتى لا يغضب وليتهم لم يفعلوا، وقبل ان يمر ثلاثة أيام على تلك الزيارة الغريبة، خرج مروان مع عبدالله ابن عمه حمدون من المنزل متوجهان لمواقف السيارات لسوهاج، وهما يتحدثان عن صفقة ما؛ عندما اندفع من أمامهم ولد كان يأكل قصب أمام بيتهم وهو يجري سابقا لهما، استغرب مروان تصرف الولد ولكن لم يهتم، وبحكم الطريق يجب أن يمروا من أمام دوار عمه الكبير؛ فأدار وجهه حتى لا يتهور ويتجه لزوجة عمه التي دائما تجلس على المصطبة أمام بيتها، ولكنها كانت واقفة أمام البيت ويدها في جيبها، وفوجيء بها تناديه ولكنه لم يرد او يلتفت فصاحت:- طب اطرحوا السلام.
فطرح عبدالله السلام ولم يجيب مروان واستمر في طريقة مسرعا، فصاحت قبل أن يبتعد :- هي مش دي صورة مرتك من غير حجاب يا مروان؟
توقفا الرجلان وعاد مروان إليها مسرعا وهو يشير بيده لعبدالله قائلا :- خليك مكانك.
اقترب منها غير مهتم ببركة الوحل أمامها، مد يده بعصبية ليأخذ الصورة التي كانت تشوح بها؛ فألتقطت ذراعه التي أمسكت بالصورة بمكر وشدته وهي تعود بخطوة للخلف لتتلطخ قدماه في الوحل تماما، وهي تقول:- واه رجعت تجري علشان الصورة، بص دي صورتها من غير حجاب كمان.
سحب مروان الصورة من يدهاونظر وهو غير مصدق مصدوم، فهي صورة لها وهي على تلك الزاوية المنزوية من الشرفة التي اوقفها بنفسة بدون حجاب بذلك الفستان العاري.. كلماتها تطن في اذنه (مش عايزة أتصور كدة)، وهو يقول لها (انا ضامن اللي حتعمل الصور وحدة ست وانا عايزك بالصورة دي)جعد الصورة بيده وهو يكز على أسنانه ويقول :- جبتيها ازاي؟
بخيتة:- ادتها لبنتي بيدها من يومين وچالتلها وري امك واخوكي جمالي.
مروان :- مستحيل،مراتي ماتعملهاش
بخيتة :- اهي عندك روح اسئلها.
وضع الصورة في جيبة وبداخله معركة كبيرة بين عقله وقلبه ، عاد للخلف وهو يسارع الخطوات لمنزله وعبدالله ينادي عليه ليتوقف دون فائدة، ومروان يشتعل من الداخل وهو يفكر (ازاي تديها الصورة يا مها وليه ماچولتليش انهم جم زاروكي؟عملالي مكسوفة وانا بصورك وتچوليلي كفاية صورة وحدة، والاچيكي بعتلها لنادر يشوفها، والله مانا ساكت، والله لربيكي من جديد يا بت عمي)
دخل مروان كالثور الهائج إلى الدوار وهو يصرخ بأعلى صوته منادياً عليها، فخرجت فزعة من حجرة والديها فقد كانت تساعد امها في ترتيب حقائب السفر؛ امسكها من شعرها من فوق حجابها وجربها إلى حجرتهم في الأعلى وقد لحقته والدته الفزعة من صوته العالي تبعتها رحمه، اللتان صدمتا من تصرفه الغريب، وقد دخل عبدالله وهو يصيح :- يا مروان استهدى بالله، بتعمل ايه سيب مها.
وحضر الافندي من المندرة وهو مصدوم مما تراه عيناه، صرخ عبدالله بسعد ومصطفى الصغير :- ياسعد انده على بوي ، وانت يا مصطفى روح جيب عمتي (التفت لعمه المتعب) ما تطلعش ياعمي انت تعبان، انا طالع.
تعالت صيحات مها من اعلى مع صرخات رحمة وأم علي، فلم يستمع الأفندي لابن أخيه وصعد للأعلى خلفه ببطء وكل صرخة من ابنته تغرز كالخنجر في قلبه، وصل عبدالله إلى الحجرة قبل عمه ليجد الباب مفتوح وهناء تقف فزعة، ليشاهد مروان ممسكا بشعر مها بعد ان نزع حجابها والقاها أرضا وهو يضربها بيده الثانية ويركلها بقدمه وهو يصيح بها ويقذفها بأسوأ الشتائم،وهو يصرخ متسائلا:- تبعتيها لنادر ليه؟ عايزاه يشوف ايه يا كلبة؟
وفجأة ثبت جسدها بركبتيه لينهال عليها صفعا بدون توقف، فجرى عبدالله ومحمد الذي قد حضر على الصراخ وحملاه بعيدا عن المسكينة التي لا تدري ما يجري لها، وما اذنبت يفعل بها ذلك، فصاح مزمجرا ليتركوه وهو يصيح :خلوني اربيها المش متربية دي.
سارعت رحمة بوضع حجاب ابنتها عليهاوهي تحاول رفعها عن الأرض هي وأم علي وسارعت هناء لمساعدتهم مع وصول الأفندي للحجرة وهو مجهد ليرى حالة ابنته المزرية وصرخات مروان بأنه سيربيها فصفع مروان عدة صفعات وهو يقول :- انا بنتي مش متربية؟؟ طلچها يا كلب، العتب عاللي جوزهالك .

 سارعت رحمة بوضع حجاب ابنتها عليهاوهي تحاول رفعها عن الأرض هي وأم علي وسارعت هناء لمساعدتهم مع وصول الأفندي للحجرة وهو مجهد ليرى حالة ابنته المزرية وصرخات مروان بأنه سيربيها فصفع مروان عدة صفعات وهو يقول :- انا بنتي مش متربية؟؟ طلچها يا كلب، العتب...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.... يتبع

مع البرنس فريدا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مع البرنس فريد
ا

لكلمات لفتحي قوة.. أما الالحان كالعادة لفريد الأطرش... اعتاد البرنس ان يلحن غالبية أغانيه .. لم أجد حزن عند فريد اكثر من هذه الأغنية.. يمكنكم الشعور بأكلمه من خلال صوته ودموع.. أشعر انه يستحق لقب الأمير الحزين

علشان ماليش غيرك
الليل تسهرني
علشان أنا أسيرك
دايما محيرني
علشان ماليش غيرك
الليل تسهرني
علشان أنا أسيرك
دايما محيرني
علشان، علشان، ماليش غيرك
من أول يوم يا ظالمني
خليت النوم يخاصمني
من أول يوم يا ظالمني
خليت النوم يخاصمني
وحاولت أنساك ما نسيت غير قلبي معاك
وطاوعت هواك ورضيت قسمتي وياك
وياك، وياك، وياك
ورضيت قسمتي وياك، قسمتي وياك
يا حياة، يا حياة، يا حياة قلبي
وتحب فيّ بس دموع، دموع عينيّ
وتفرح لو يطول الليل عليّ
يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي
أهواك وأصون حبك
ولا اجيش على بالك
ودي دموعي بتحبك
طول ليلها صاحية لك
أهواك وأصون حبك
ولا اجيش على بالك
ودي دموعي بتحبك
طول ليلها صاحية لك
علشان، علشان ماليش غيرك
يا حبيبي العين، العين عايزاك
هنيها يومين في العمر معاك
يا حبيبي العين، العين عايزاك
هنيها يومين في العمر معاك
يا حبيبي حرام لا سلام ولا حتى كلام
عمرنا أيام أحلام بتمر قوام
قوام، قوام، قوام، قوام
عمرنا أحلام بتمر قوام، بتمر قوام
يا حياة، يا حياة قلبي
حيجي يوم ندور ما نلاقيها
تعالى نفرح واحنا لسه فيها
يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي
تعيش وتتهنى
بقلبي وعذابه
واعيش أنا أستنا
وارضى اللي ترضى به
تعيش وتتهنى
بقلبي وعذابه
واعيش أنا أستنا
وارضى اللي ترضى به
علشان، علشان ماليش غيرك

ظله الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن