وصلت عائلة الأفندي مصطفى كالعادة للبلدة وكما كانت المفاجئة قبل عامين تفاجأ الأفندي هذا العام بزفاف عاصم لأبنة عمه حسين، قال الأفندي لأخته:- طيب ما بلغتوناش بالفرح ليه علشان نجهز نفسينا إحنا كمان، ونجيب هدية تچيله(تقيلة) لولدنا عاصم.
ردت عفاف متلعثمة :- معلش يا خوي كل حاجة جت بسرعة، واحنا بالعافية أخرنا الفرح لحد جيتك.
قالتها بارتباك وتلعثم وعقلها يعيدها لتلك الايام التي طلب عاصم من والدته ان تنتظر صلاة الاستخارة، وبعد يومين قال لها ولوالده روحوا اخطبولي بنت عمي حسين.. انا استخرت الله وشفت بنت عمي
عفاف :- كيف يا ولدي؟ هو انت مش استخرت ربنا على مها؟
عاصم بتجهم :- حصل وشفت وش بنت عمي نجاة.
عفاف :- وبنت خالك؟!
عاصم :- ماشفتهاش يما.
عفاف :- طب صلي تاني وتأكد.
عاصم :- صليت ليلتين، چلبي بدا يميل لنجاة، خلاص يما ربنا رايدلي نجاة.
عبد الرحمن لعفاف بعد انصراف عاصم :- انتي اتضايچتي علشان غير لبنت اخوي؟
عفاف :- لا والله يا ابو عاصم، بس اللي اعرفه ان عاصم روحه معلچة(معلقة) ببنت خاله، انت عارف اني بحب نجاة ومربياها ويا بناتي، ما هاچول الا النصيب غلاب.
كان زفاف عاصم بعد وصولهم بثلاثة ايام، وبالطبع بخيتة وولدها سلموا عليهم اول يوم من وصولهم، و اختفوا لانشغال الجميع بالتجهيز للفرح، وليله الحنا حضرها الجميع وجائت بخيتة وجلست كالعادة بجانب مها التي ارتجفت منها والتصقت بامها اكثر، وبمجرد اقتراب النساء بالشربات قامت بخيتة وقالت :- والله ماحد مشىرب عروستنا مها الشربات غيري
و أخرجت يدها من جيبها وامسكت بكأس الشربات من اعلى بطريقة غريبة وقدمت الكأس امام فم مها واجبرتها على الشرب وهي تقول :- اشربي يا حبيبتي ده فال حلو علشانك، اشربي اشربي.
اجبرتها على شرب الكأس كاملا، مما آثار دهشة الحاضرين، و في تلك الليلة نامت مها وهي تعاني من إرهاق شديد و إعادتها للارهاق من السفر، ولا تدري لما رمقها عاصم بتلك النظرة الحزينة عندما باركت له ولعروسه.
بعد الزفاف بيوم حضرت بخيتة وطلبت يد مها رسمي، ليجيب عليها الأفندي بكل عنف هذة المرة:- رايدة بتي لولدك وهو ماحلتوش شي.
بخيتة:- واه ومين چال إنه ماحلتوش شي، مهرها بجيبه والدوار متوضب ومدهون واوضتها جاهزة عالفرش.
مصطفى :- يتجوز بتي ازاي وهو سوفار نچار (لا يملكها شيء) ده انا چولت هيتصلح حاله ويسدد ديونه، وصلني خبر ان الديون زادت على المزرعة.
بخيتة :- خلاص خده معاك برة، وشغله عند حد من معارفك.
مصطفى :- ده مفلحش بارضه هيفلح بالغربة اللي كلها غُلب و شچى، مين چالك المتغرب مرتاح، ده لو حصل وسافر هيرجع إيد ورا وإيد چدام، يا مولاي ما خلقتني و يضحك البلد عليه وضحك الناس واعر يا بخيتة.
بخيته:- خده وافتحلوه مصلحة يشتغل عنديكم بيها.
مصطفى بضيق وقهر :- بنت مش معيوبة ادورلها على راجل اشتريه يستر عليها، واصرف عليه. بنت ست البنات.
بخيتة :- طب اسئلها لمها وهي هتوافچ على ولد عمها.
مصطفى :- بنتي وانا ادرى بيها، مش هتوافچ .
بخيتة :- إسئلها بس، وبكرة هاأسمع الرد
خرجت بخيتة و نيران الحقد والغل تتملكها، وقد زاد تصميمها على هذا الزواج، بينما توجه الأفندي للداخل و هو مستغرب من يقين بخيتة ، لينادي على زوجته وابنته بصوت مرتفع، ليتجمع من بالدوار؛ مع دخول التيجاني وحمدون(حيث ارسلت السيدة رحمة تستدعيهما عند ارتفاع صوت الأفندي وبخيتة في المندرة) ليرحب الأفندي بأخويه وهو يقول :- جيتوا بوچتكم(بوقتكم) بخيتة طلبت مها للمرة التالتة وانا وجولتلها بنتي هيا اللي هترفض كمان، و طلبت اسألها لبنتي وهي متوكدة ان البنت هتوافچ، واديني بشهدكم علشان تبلغوا رأي البت بنفسكم.. ايه رأيك يا مها بكلام مرات عمك وطلب يدك لولدها نادر ؟
لتأتي الصاعقة فوق رأس الجميع من كلمات مها، التي قالت بلهجة تشبه المسجل :- مرات عمي كويسة وبتحبني ونادر عريس كويس.
التفت الكل إليها مصعوقا، همس والدها :- بتچولي ايه؟ عيدي يا بنتي؟
مها كالمغيبة :- مرات عمي كويسة وبتحبني ونادر عريس كويس.
صدمتهم كانت كبيرة ، أمسكت الام بإبنتها وهزتها وهي تقول :- بتچولي ايه يا بت؟ انتي مش چولتيلي من يومين انك بتخافي منها؟
زوجة التيجاني تحاول سحبها مها من يدي امها ومها تردد عبارتها دون توقف ( مرات عمي كويسة و بتحبني، ونادر عريس كويس).... والقصة بقية
سمعتها اول مرة بصوت محمود حميدة في فيلم حرب الفراولة، حبيتها بصوته، هي كلمات ابو السعود الابياري، ألحان محمود الشريف، غناها اول مرة عبد الغني السيد، و غنتها الفنانة حنان بالثمانينات، ولكني اعتبر الفنان محمود حميد هو من أحياها بترديده لكلماتها بلحن بسيط ليسرى.
وله يا وله.. ارحمني يا وله
والنبي يا وله
عالطبلة و الصفارة
ارقصي يا قمرة ياقمارة
خلي الناس تبقى سكارى..
من العشق يباتوا حيارى..
ويقولوا يا وله..
ما عشقنا يا وله..
واشتقنا يا وله..
ضحكة سنتها يا وله..
بتزيد القلب لهيب..
وجبينها بياضة يا وله..
ده لبن صباحي حليب
وايديها يا وله وعنيها يا وله..
كلها يا ولا...
يا بتاع التفاح لون تفاحك راح
في خدود ست الكل..
يا بتاع الياسمين مين يندهلك مين؟
واحنا معانا الفل..
يا بتاع الرمان رمانك غلبان
بص علينا وطل..
دي حورية يا وله ..
و لولية يا وله..
وغازية يا وله..
ااه يا وله يا وله..
ارحمني يا وله..
والنبي يا وله.....
أنت تقرأ
ظله الرمادي
Romance.. كلما اقترب منها اختفت ملامح وجهه ولا ترى سوى ظله الرمادي. .. ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث ينجبن باستمرار وهي وعاء معطوب لا يقدر على الانجاب. .. قالت لا فائدة مني، طلقني. قال انت السكينة لي التي ذكرها الله في القرأٓن. .. لم تبدأ حكاية مها بمشكل...