وهَوى القلبُ في هَواهَا

الفصل الثاني ✿ «هذا حقي»

مرت أربع سنوات من دراسة شهد في كليتها، وتزور جدتها ووالدتها في السنة عدة أشهر، ولم تتخلص من مطاردة ذلك المدعو بـ"أسر" الذي يحاول مرارًا التقرب منها ولكن تقوم بـصده ومع ذلك ما يزال مصرًا.

فقد بحث عن أحوالها بمعاونة أصدقاؤه الذين قاموا بجمع المعلومات وارسالها له، فعلم أنها من عائلة ثرية ووالدها متوفٍ منذ صغرها وتعيش مع والدتها وجدتها اللتان تمتلكان جمالًا فاق خياله، ويمتلكون شركة أسسها والدها ويعاونهم في العمل شريكهم صديق والدها.
----------❥

«آه ياني من اللي عايز الطب واللي بيجري وراه، ده ضيق تنفس واللهِ». قالت تلك الجملة نادين وهي مستلقية على فراشها بانهاكٍ شديد بينما شهد تضحك عليها وهي تقول: أومال إنتِ فكراها إيه هو لعب عيال، بس إحنا قدها.

قامت نادين من على الفراش بسرعة منتفضة وعقبت تلك الفعلة بتأوهٍ بسيط بسبب ألمٍ اجتاح ظهرها ولكن تجاهلته واسترسلت حديثها قائلة: لا ياختي اتكلمي عن نفسك إحنا مين اللي قدها إنتِ بس اللي قدها لكن أنا عايزة أنام.

ختمت حديثها بصراخ صاحبته بشد خصلات شعرها فضحكت شهد أكثر من قبل، قطع محادثتهما طرق باب "البانسيون" فنظرتا لبعضهما بتعجب ممتزج ببعض القلق وقالت شهد: مين اللي بيخبط علينا دلوقتي دي الساعة عشرة بالليل والبنات كلها نايمة حتى أبلة سماء نامت، مين يا ترى؟
رغم خوف نادين إلا أنها لم تكف عن السب وهي تقول: ده أكيد بني أدم قليل الذوق ومعفن ومعداش عليه التربية، حد يخبط على بنات قاعدين لوحدهم قرب نص الليل؟

التفتت لها شهد بهدوء وهي تقول: استني هروح أفتح يمكن بنت من البانسيون وخرجت تجيب حاجة ورجعت متأخر.
فردت عليها نادين بسرعة: بس برضو متفتحيش الباب ع الأخر ولا أقولك اتكلمي من ورا الباب بلاش تفتحيه.

أومأت لها شهد ثم ذهبت تجاه الباب وقالت بنبرة حاولت أن تكون جامدة: مين اللي بيخبط؟
«افتحي لي يا أنسة شهد أنا أسر»

عندما عرف ذاك الطارق بهويته صُدمت الفتاتان وخبطت نادين بيدها على صدرها وهي تقول بصوت عالٍ ليسمعها: يخرب بيتك، جاي لنا هنا دلوقتي بتهبب إيه، ربنا يأخدك شبهتنا وهتشمت الناس فينا.

زفر الأخر من خلف الباب فتلك الفتاة تعيق تحركاته ولكن أجابها بنبرة باردة: متفهمنيش غلط يا أنسة نادين أنا عايز شهد لوحدها في حاجة بسيطة، خمس دقايق بس وهترجع تاني.

كادت شهد أن تبدي رفضها للموضوع ولكن أشارت لها نادين عدة إشارات بأن توافق على ما يقوله فنظرت لها الأخرى بتعجب لما تفعله فأكدت لها نادين على ما تقصده عندما أومأت برأسها بقوة فقالت شهد: خلاص يا أسر هقابلك، تستناني فين عشان أشوفك؟