اقتباس³

190 16 3
                                    

هبط رجال ملثمون من سيارة ضخمة سوداء لونها ومعهم قوارير معبئة بالغاز، ظلوا واقفين عن بعد وتقدم فقط اثنان من أصل ستة رجال لينقضوا على رجال الأمن فمنهم من ضُرب حتى الاغماء ومنهم من صمت تحت تأثير السلاح وسواء هذا أو ذاك لم يجرأوا على الكلام أو التطاول معهم، فمعهم أسلحة فتاكة ستنهي حياتهم في دقائق.

بعد خلو المدخل لهم دخل الأربعة البقية وساعدهم في الدخول هو تعطيل الكاميرات بفعل جاسوس دُسَّ في الشركة وبشكل خفي ليساعدهم في مجرى مخططهم.

أشهروا السلاح على كل شخص يقابلهم من موظفي الشركة الذين دبت بقلوبهم الرعب فمنهم من هو متزوج ولديه أولاد ومنهم من لديه أبويه اللذان سيموتان وراءه حزنًا إن أصابه شئ.

ولكن كانت هنا المفاجأة فقد أمر هؤلاء الرجال الموظفين بالخروج من الشركة فليست من خطتهم أن يلحقوا الضرر بأحد منهم فقد جاءوا لهدف واضح وصريح ولا يوجد غيره.

خرج الموظفون بهدوء مع الوعد بأن لا يبلغ أحدهم الشرطة وإلا سيورطوا أنفسهم، كل هذا وهي نائمة في مكتبها أثر المنوم سريع المفعول الموضوع لها في فنجال قهوتها الثقيلة ومنذ ذلك الحين وهي نائمة كالأموات غير داركة بما يحدث بالخارج.

بعدما فُرغ مقر العمل من الجميع سواها، بدأ الرجال بمهتمهم حيث انتشروا في أرجاء الشركة يسكبون الغاز من القاروات ضخمة الحجم في كل أنش من المكان بما فيهم غرفة رئيس مجلس الادارة حيث كانت هي هناك على نفس وضعها لم تتحرك بتاتًا.

أشعل أحدهم الكبريت ثم رماه حدفًا على الأرض حتى اشتغلت النيران ممسكتًا بكل ما كان في الغرفة، هرب الملثمون فرارًا حتى لا تلحقهم النيران بالأذى وظلوا يعيدون تلك الكرَّة في كل الأنحاء حتى وصلوا لمدخل المقر وأشعلوا نصفه فقط ورجع ذلك لصفير سيارة الشرطة الآتي من الخارج، حاولوا الهروب دون الحاق الشرطة بهم ولكن كان المكان محاصرًا فباتت محاولتهم بالفشل.

بعد مرور دقائق وصل ابنها للشركة وصدم مما حلَّ بها وركض للأمام وهو يصرخ مناديًا أمه التي سبقته هنا ولكن منعه رجال الشرطة من التقدم حتى لا يُؤذى.

ظل يصرخ بـ«أمي» وهو يبكي بهستيرية ويتحرك بشدة بين ذراعي الرجال الذي يكبلون حركته بصعوبة، نشبت النار في الأرجاء وكان اطفاؤها عسيرًا على رجال تعجبوا من قوتها، ظل الجميع يترحم على من بالداخل فمن سابع المستحيلات أن ينجو من الحريق.

مرت ما يزيد عن النصف ساعة حتى خمدت النار بأكملها ودخل رجال أخرون يجرون أسرة متحركة لنقل المصابين ظنًا منهم وجود الكثيرين بالداخل ولكن لم يجدوا سوا جسد امرأة أكلته النيران لتضحى ككتلة فحم لا تظهر ملامحها بوضوح ولكن لم يصعب عليه التعرف عليها حيث تقدم منها بأقدام ترتجف وجسد خارت قوته ليجلس على ركبتيه أمامها وهو يتحسس وجهها بعدم تصديق، أرحلت أمه بالفعل أم أنه مجرد كابوس داهم عقله لدقائق أو ربما سويعات وسيرحل كأنه لم يكن؟!!

أفاق من دوامة أفكاره على يد الشرطي التي وضعت على كتفه وأومأ برأسه ايجابًا كأنه قرأ الحيرة في عينيه مما حدث، ظل يهز رأسه نفيًا وبشكل هيستيري ثم صرخ بأعلى صوته بـ«أمي» ومن كثرة انفعاله احمر وجهه بشده وكأنه أيضًا حُرق ثم فقد وعيه باستسلام.

لتنسدل الستارة الحمراء على قصته، قصة شابِ ظالم طامع نزع الرحمة من قلبه وأفسد حياة من باتت تدعو عليه في جوف الليل فسمع الله منها وإن سمع استجاب ليأخذ منه أغلى ما يملك كما أخذ هو حياتها وانتزع الفرح منها لأيام.
----------❥

*للتوثيق*

ده أخر اقتباس هيتنشر وهقابلكم بإذن الله في أواخر شهر سبعة أكون خلصت امتحاناتي اللي هتبدأ بعد 12 يوم من النهاردة.

بعد نشري لأربع اقتباسات أثبت فيهم إن الرواية فيها الرومانسية والدراما والكوميديا وأرجو إن الاقتباسات تكون حمستكم.

دمتم بخير حتى لقاءنا القريب. ❤

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن