الفصل الثالث عشر✿ «سحب شكوى»

118 11 29
                                    

قبل قراءة الفصل أرجو ترديد هذه الأدعية لأهلنا في فلسطين:-

اللهم احفظ أرواحهم وأبناءهم وردهم إلى ديارهم مردًا كريمًا آمنًا.
اللهم انصر أهل غزة على من عاداهم اللهم صوب رميهم اللهم ثبت الأرض تحت أقدامهم.
اللهمَّ اجعل الأطفال في فلسطين محميين وآمنين، وارزقهم الفرحة والطمأنينة في حياتهم.
اللهمَّ ارحم الشهداء في فلسطين وأجرهم وأدخلهم فسيح جناتك.
اللهمَّ ارزق أهل فلسطين الأمن والسلام، واحمهم من كل مكروه
----------❥

تنظر للفراغ وهي تدب قدمها أرضًا، عيناها تطلق شرارًا من بلوغ غضبها حد السماء، تراقبها شهد بتوجس من أي ردة فعل مفاجئة.

قد صارحتها منذ قليل بما حدث معها ولم تكن على علمٍ به ولولا ما ستُقدِم عليه من ابلاغ للشرطة لم تكن لتخبرها، قطعت الصمت الذي طال عن حده حديث شهد الذي لم يكتمل: نادين لو سمحتِ اهدي أنااا...

صفعت بيدها "الكومود" الموضوع بجانبها وانقضت عليها ممسكةً بعنقها دون شدة وهي تقول بضجر بالغ: بقى أنا أخر من يعلم يا شهد، الواد والجذمة اللي معاه يضايقوكِ وأنا معرفش يا شهد؟؟، ويوم ما تعرفي حد تعرفي الغريب، ليه؟ كنت مُت؟؟

أمسكت معصميها وهي تقول بصوت خافت ومرتجف: اهدي بس يا نادين خليني أكلمك بهدوء، أنا اتكسفت من نفسي من كتر الشكاوي اللي بشتكيها لك، بقالي كام سنة متقلة عليكِ، زهقت من ضعفي وهشاشتي كل ما تحصل حاجة أقعد أعيط، عارفة إني عملت نفس الشئ مع حمزة بس ده من غلبي ملقيتش حاجة غير إني ألجأ لحد برضو، بس كل ما فيه إني غيرت الشخص اللي بلجأ له مش عشان حاجة واللهِ بس خوفت أتقل على الشخص ده.

كانت نادين تستمع إليها بهدوء وكفيها على خصرها وحين انتهت الأخرى من سرد تبريراتها السخيفة قابلتها ببرود وكل ما فعلته أنها توجهت لحجابها وارتدته مرة أخرى لتلتفت لشهد وهي تقول باختصار: البسي حجابك عشان منتأخرش على صاحب المستشفى.

لم تعطي لصديقتها الفرصة فقد خرجت من الغرفة تاركةً إياها خلفها تشعر بتأنيب الضمير، لم يكن بنيتها قط أن تجعلها تشعر بالحزن تجاهها، آلمتها غصة بقلبها فتلك أول مرة تحزن منها رفيقة دربها لما يقرب العشر سنوات أو ربما أكثر، أبعد كل تلك السنوات تحزن إحداهما من الأخرى؟
----------❥

سحب حمزة "الفلاشة" _التي تحمل تسجيل بالصوت والصورة لاعتداء ممرض على طبيبة أثناء عملها_ من يد يوسف ليسلمها للشرطة برفقته ورفقة شهد ونادين التي ستكون بمثابة شاهد يقوي موقفهم أمام الشرطة.

اتصل حمزة بشهد وانتظر لمدة ثواني ليصلها صوتها وهي تقول الكلمة المعتادة: ألو.
أعقبها بقوله المختصر: أنسة شهد، الاثبات بقى معايا، انزلي للبوابة هتلاقيني في العربية وهاتي معاكِ الأنسة نادين.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن