مرّت ليلة من أفضل الليالي التي عاشها في عمره الماضي والقادم، وجود والده وشعوره بالونس بجانبه أنساه حزن سنوات مضت، وما جعل السكينة تسكن فؤاده الراحة التي وجدها في وجه أبيه، وكأنه أصبح شخصًا أخر، صار شخصًا ذا قبولٍ ومطمئنًا.
لن ينسى أبدًا همسه الحنون وهو يقول له: أنت أحلى حاجة ربنا خلقها ليّ، يمكن كنت مقصر معاك بس لما حصل اللي حصل وبعدت عنك عرفت قيمتك، بس وعد مني لو خرجت من السجن على رجلي هعوضك حتى لو بقيت أب، مش هتكبر عن حضني أبدًا.
أصابته قشعريرة حين تذكر جملة "لو خرجت من السجن على رجلي" يشعر بانقباض طفيف في قلبه أثر تلك الكلمة، دعا الله سرًا وإلحاحًا بأن يطيل من عمرهما ويجعل المودة والطمأنينة عنوانًا لعلاقتهما.
نظر على المقعد جانبه وجدها في سبات عميق فهي لا تعرف السهر ولا تحبه وتلك الليلة كانت طويلة ومتعبة جدًا لها فلم تكف عن الغناء والرقص مع صديقاتها وأمها حتى أُرهِق جسدها.
ضحك في سره وهو يتذكر هيئتها وجبينها يصب عرقًا وهي تتنفس بصعوبة ولكن مستمرة، أمسك كفّها وطبع قُبلة طويلة، حتى الأن لا يصدق أنها بجانبها، كم تمنى من الله أن تكون له، لن يجد شخصية في قوتها ودهائها ومرحها، أحبها بكل ما تملك من مميزات وعيوب، كان ينقصها أن تكون بين أحضانه.
أتت المضيفة لتبلغ جميع الركاب باقتراب هبوط الطائرة على أرض فرنسا، أرض العشاق والحب والجمال ليقضيا فيها أسبوعًا يجمعهما سويًا فقط ذلك لاقتراب موعد زفاف حمزة بشهد، بالطبع لا يريدا أن يضيعا مناسبةً مثل تلك، هي صديقتها وهذا أخوها.
ربّت يوسف على وجهها بلطف لتفارق جفنيها فأضحت عيناها ضيقةً لا تستطيع فتحهما جيدًا، ابتسم لوجهها الناعس ولثم جبينها وقال بصوت هادئ ساعدها على النوم أكثر من الإفاقة: يلا فوّقي، فاضل دقايق وننزل
لتجيبه بنعاس: يعني هنام؟
ضحك حتى ظهرت أسنانه كاملة وقال وهو يومئ كأنه يقنع طفلة: أه هنام الأسبوع كله.ابتسمت براحة وأغلقت عينيها دون نوم
هبطا من الطائرة وخرجا من المطار وامتطوا سيارة أجرة تنتظر أمام المطار بالخارج، في غضون خمسة عشر دقيقة وصلا أمام الفندق.نزلت نادين من السيارة أولًا ثم يوسف وأتى من ورائها، كاد أن يحملها لتستدرك هي ما كان سيحدث، ابتعدت عنه بريبة وهي تقول بارتباك: كنت هتعمل إيه؟
حدق وجهها بخبث لأول مرة تعهده ليقول بهدوء معاكس لنظراته: إيه! هشيل مراتي عندك مانع؟
ابتسمت بحرج وفركت يدها وقالت: يوسف مينفعش واللهِ في ناس لسه صاحية وممكن تشوفونا...قاطعها حين حملها على حين غفلة لتصدر صرخة صغيرة، قال يوسف: البلد اللي متعرفش حد فيها شلّح واجري فيها، وإحنا هنا مفيش جنس مخلوق فاهم إحنا بنقول إيه؟
![](https://img.wattpad.com/cover/322363162-288-k553690.jpg)
أنت تقرأ
وهَوى القلبُ في هَواهَا
Romanceأول رواية تُكتب بقلمي ✿ بين ندم واشتياق ولهفة وحب وقصص تحمل بين طياتها العِبَر سُردت روايتي.♡