اقتباس¹

621 18 14
                                    

وصلت الفتاتان أمام بوابة الڤيلا، هبطت شهد منها وأوصت السائق بأن يقوم بمهمة توصيل نادين التي أبدت بالرفض في بداية الأمر وأنها ستأخذ سيارة أجرة ولكن مع اصرار الأخرى انصاعت لحديثها وقام السائق بما أمرته به شهد.

دلفت الڤيلا متوجهة لغرفتها، غيرت ملابسها لاسدال الصلاة وأدت الفروض، أرادت أن تجلس مع والدتها التي لم تلمح طيفها منذ وصولها فظلت تبحث عنها في أرجاء المنزل فلم تجدها.

توقعت بأن تكون في الحديقة فهذا أخر مكان في المنزل لم تتوجه إليه حتى الأن، أسرعت نحو الحديقة الخلفية التي تجلس بها أغلب الوقت ولكن رأت ما لم تتوقعه!

رأت ظهر شابٍ يجلس على الأريكة الصغيرة التي تتوسط الحديقة فدق قلبها بعنف دالٍ على مدى قلقها فهذا الجسد ليس غريبًا عليها وتلك القامة مألوفةٌ لها تذكرها بليلة من أبغض ما عاشته بحياتها.

دعت الله أن ما يدور في ذهنها يكن خاطئ ولكن جاء صوت من خلفها جعل من شكوكها يقين وما كان سوا صوت أمها التي أتت منذ قليل من عملها وقالت بصوت رقيق: أسر أنا جيت.

التفتت شهد بسرعة كمن لدغتها بعوضة لتتأكد مما سمعته وأن ذلك الصوت صُدر من أمها وليس شخصًا أخر فرأتها هي حيث نحفت وارتدت ملابس أقرب للشباب وتضع كمية هائلة من مستحضرات التجميل، شعرت بروحها التي تكاد أن ترحل عن جسدها ولم تكتفي بتلك الصدمة.

فقد التفتت الناحية الأخرى لدى ذلك الشاب ووجدته هو، هو الذي حاول بعنف أن يأخذ ما ليس له حق به، هو نفسه الشخص الذي تبغضه وتبغض كل الذكريات السوداء المرتبطة به، هو الأن في منزلها ووالدتها تناديه بكل دلالٍ، ماذا يحدث؟

وكأن والدتها قرأت ذلك السؤال فتقدمت نحو ذلك الأسر الذي يبلغ من العمر ما يساوي عمر ابنتها وقالت وهي تتمسك بذراعيها بدلال مراهقاتٍ: تعالي يا شهد سلمي على أسر جوزي.

زوجك!! زوج من؟ هذا في عمري يا أمي كيف له بأن يكون زوجك؟؟؟؟
هذا ما دار في رأسها فور انتهاء حديث والدتها التي شبهتها بالساكرة غير واعية لما تقول ولما تفعل فمن سابع المستحيلات أن ما يحدث أمامها يكن حقيقة بالتأكيد حلم أو كابوس وستستيقظ منه الأن.

أوشكت أن تربت بيدها على وجهها ظنًا منها أنها ستفيق ولكن تحدث أسر وهو يقول بشماتة خفية: إيه يا شهد مش هتسلمي عليَّ، إحنا دلوقتي بقينا زي الأهل دي مامتك وزوجتي.

ارتعش جسدها كمن يلفح الهواء البارد جسده العاري في شتاءٍ قارص البرد وشفتيها ترتجف وعيناها ذرفت دموعًا لم تشعر بهبوطها ولم تشعر بقدمها التي هوت بجسدها الأرض فقد انهار ثباتها أمام ما يحدث حولها والأن قرر عقلها التغيب ربما تُرحم مما عاشته منذ قليل!
-----❥

الاقتباس ده هيكون نازل بمناسبة عيد الفطر، فـكل عام وأنتم بخير.
مجرد اقتباس تحميس للرواية ومعادنا عادي جدًا في شهر تمانية عشان ساعتها هكون خلصت دراستي على خير. ❤

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن