الفصل العاشر✿ «تلاقي الأعين»

156 11 41
                                    

تحدث يوسف مع الطبيب على موعد خروج ابن عمه فأبلغه بمقدرته المغادرة الأن مع اصطحابهم لممرضة تبقى معه في المنزل.
أخذ يوسف حمزة لسيارته وخرجت خلفهم الفتيات وكادا أن يرحلا بعيدًا ليوقفهما حمزة قائلًا: استنوا يا جماعة أنتم رايحين فين؟

التفتت نادين وهي تقول بابتسامة: هنروح لشقة ايجار كلمت صاحبها ومستنينا.
تحدث يوسف تلك المرة: طب خلونا نوصلكم، كفاية تعبكم معانا.
أوشكت شهد بالاعتراض ليسبقها يوسف بعدم اعطائها الفرصة للتفوه وفتح الباب الأمامي وأجلس حمزة ثم فتح لهما الباب وأقسم أن يركبا معه فانصاعت كلتاهما لطلبه.

انطلق يوسف بالسيارة حتى وصل للوجهة المقصودة لهما، ترجلت نادين أولًا من السيارة وقالت بهدوء عكس طبيعتها: متشكرين أوي على تعبك.
ابتسم يوسف لها وقال: لا داعي للشكر يا نادين هانم.

ضحكت نادين بخفوت وابتعدت عنهما وخلفها شهد، دقت الأخيرة الباب فوجدت رجلًا يرتدي ملابسه البيضاء، أشاحت بصرها سريعًا وقالت: حضرتك صاحب الشقة موجود؟
ضحك هو بسخرية وقال: هو أنا مش مالي عينك ولا إيه؟

شعرت شهد بالخجل لتتحدث نادين وهي تقول بنبرة قوية: هو إيه اللي مش مالي عينك؟ إحنا جايين عشان نأجر الشقة وأنت جاي تقابلنا بالكلسون؟
ضحك بسخرية مرة أخرى وقال: معلش يا عسلية بس الشقة أجرتها قبلكم يلا هوينا بقى.

أوشك على اغلاق الباب حتى صدته نادين وهي تقول بعصبية: هو إيه اللي أهويك، قاعدة على رجلك أنا؟ وبعدين أنا مكلمة صاحب الشقة إزاي يأجرها لك؟
فرد عليها ببرود: واللهِ يا عسل معرفش بس أنا بقالي هنا شهرين، أكيد غلطانة في العنوان.

ولم ينتظر ردهما وأغلق الباب بقوة لتجلس شهد القرفصاء وهي تتنفس بصعوبة وقالت: يعني إيه بقينا في الشارع كده؟
ظلت تتنفس نادين بعنف وعيناها تدور في المكان كمن تبحث عن شئ تاه عنها حتى وقعت عيناها على يوسف وهو يتقدم منهما قائلًا: أنتم إيه اللي نزلكم؟

سألته نادين بتعجب: أنت إيه اللي جابك هنا؟ مش المفروض تروح عشان ابن عمك يستريح.
رد يوسف باستسلام: هو اللي قايل ممشيش دلوقتي لغاية ما نطمن عليكم، أصل ابن عمي ده فيه شئ لله، مقولتوش برضو إيه اللي نزلكم.

استقامت شهد ووقفت أمام يوسف وقالت بيأس من حظها: الشقة طلعت محجوزة من شهرين، ومش عارفين نروح فين؟

رد يوسف سريعًا: طب ما تيجو معانا، حتى مرات عمي عايزة تشوفكم عشان تشكركم على خدمتكم.

ابتسمت نادين وقالت بمرح: يا عم لا شكر على واجب، وبوس لنا راس الحاجة، إحنا مش بنقولك كده عشان تقول نيجي معاكم وهناك تمسكوا فينا.
ضحك يوسف فأضحى وسيم الملامح وقال: طب تعالوا ومش هنمسك فيكم.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن