الفصل الأول ✿ «تقبلوني كما أنا»

509 22 40
                                    

في قصر عائلة البحراوي

كانت تقف في شرفتها تنقل أعينها حسب انتقال الفرس الأبيض الذي يقوده طفل صغير يشبه الرجل الذي سلب لُبَّها حيث الأعين اللامعة والشعر الناعم المرفرف مع الهواء.

أثناء مشاهدتها لصغيرها غاب عقلها لذكريات الماضي حيث كانت وحيدة مشتته حتى لاقته وصار هو نور دربها.
----------❥

في حفلة خاصة برجال الأعمال
تقف فتاة في عمر الشباب تمتلك مواصفات الفتاة الأوروبية حيث جمالها من ناحية الشكل والجسد.

كانت تزفر بضيق فهي تكره الحفلات والازدحام رغم أنها امرأة عملية ولكن تميل للهدوء والعزلة.

خرجت لإحدى الشرفات الموجودة في "الڤيلا" التي أُقامت بها تلك الحفلة، وبعد خروجها تنفست بعمق وكأنها كانت محجوبة عن الهواء وكانت غافلة عن الأعين التي تنظر لها بحب دفين وقرر أن يقطع لحظات هدوئها مما جعلها تشعر بالضيق: أنسة ناهد أخبارك إيه؟

كانت ستعنفه فبعدما شعرت بالسكينة جاء هو ليقطعها ولكن عندما نظرت إليه وجدته في قمة وسامته فكان يرتدي "بدلة" من اللون الأسود الذي عكس على لون عينيه التي كانت تشبه حجر الزمرد الأخضر اللامع وشعره البني الكثيف والقصير وبشرته السمراء، كان وسيم من كل شئ.

ولاحظ هو نظرتها اللامعة دليلًا على إعجابها به فابتسم ابتسامة صغيرة ثم اقترب منها ومد يده لها وقال: أنا طارق الرفاعي ٢٦ سنة وعندي شركة للدعايا والإعلانات وارثها من والدي وأمي شريكة معايا فيها، يمكن تستغربي إنه جاي اتكلم معاكِ بدون مقدمات بس حبيت اتعرف على حضرتك لأني أعجبت بكِ من أول تعامل بينا من ثلاث سنين.

فصمت ليستشف ردة فعلها تجاه حديثه فرأها تنظر له بنفس نظرة الإعجاب وابتسامة واسعة على ثغرها وبذلك قد شجعته على إكمال حديثه: إنتِ مش محتاجة تعرفي نفسك على فكرة لإني عارف عنك كل حاجة يعني إنتِ اسمك ناهد الباشا عندك ٢٥ سنة خريجة حقوق بس اشتغلت في شركة والدك ووالدتك عشان تساعديهم أو هم أجبروكي معرفش أوي بصراحة وأنا كمان زيك أنا خريج هندسة بس مسكت الشركة تقريبًا لنفس السبب وحابب أعرف عنك حاجات أكتر منك فتقبلي تعارفنا؟

ضحكت بخفوت وأومأت له بسرعة خفيفة فأمسك يدها وجلسا على طاولة وظلا يتسامرا في أحاديث شتى وتوافقا في كثيرٍ من الأراء وشعرا بالارتياح لبعضهم وكانت تلك أول خطوات حبهم.

بعد مرور أشهرٍ
أعلنوا خطبتهم وسرعان ما أعلنوا موعد عقد قرآنهم وحفلة زفافهم في يوم واحد.
----------❥

مرت سنوات زواجهم الأولى في هدوءٍ وسعادة وكانت توجد علاقة من المحبة والأُلفة بين عائلتهما وبعد مرور ما يقرب العام ونصف رُزقوا بمولودتهم الوحيدة "شهد" التي أخذت جمال ووسامة والدها.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن