الفصل العشرون✿ «فداءٌ له»

107 4 16
                                    

في مساء يوم قراءة الفاتحة
عاد حمزة لقصره دون التحدث مع أحد عن أي تفاصيل تدور في عقله

توجه على الفور لمكتبه حيث أكد أحد الخدم أن هناك من جاء وترك ظرفًا أبيض وطويل، أغلق الباب وأشعل ضوء المصباح الصغير على مكتبه، أسرع بفتحه ليرى ما ماهية تلك الشركة الأحنبية الذي أقدم على عقد الشراكة بين مُلَّاكها

بعد قراءة سريعة علم أن لا أصل لوجود تلك الشركة على مستوى العالم وأن هؤلاء الإثنين من أهل بلدته وكانوا بسطاء، والذي هو خلف تخطيط كل شيء عمه العزيز عزت

لم يُصدم من ذلك، فهو توقع مفاجأةً منه بعد سكوته الطويل هذا، امسك هاتفه واتصل بصديقه بكر رغم أنه يضيق صدره منه بسبب أخر موقف دار بينه وبين الطبيبة ولكن العمل عمل وهذا أمرٌ يتطلب تدخله.

أجابه بكر على الناحية الأخرى بسرعة متلهفة قائلًا: السلام عليكم يا حمزة خير؟؟
أجابه بهدوء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بعتذر يا بكر اتصلت بك في وقت متأخر بس الموضوع ضروري.

وبدأ في سرد ما حدث من أول ساعة رأى فيها ذلك المختال علاء حتى أمسك الاوراق التي كشفت حقيقتهم بين يديه وأضاف وجود عمه في شراكة هؤلاء الحثالة

أكمل حمزة بعدها: عايزك تيجي ومعاك ظباط شرطة بعد تلات أيام على القصر هيكون عمي موجود، والاتنين دول هبعت لك الورق اللي في ايدي وتوصل لهم وتقبض عليهم وأول ما يتم الموضوع ده اتواصل معايا.

اتفق الإثنان على ما سيقدموا عليه سويًا، وبالفعل في أقل من يومين اتصل بكر به وأبلغه بإتمام القبض عليهم في سرية تامة دون شعور عزت بذلك

ذهب لقسم الشرطة ورآهما هناك، وجد علاء يرتجف من خوفه ولا يجرأ على النظر في وجهه وجون أو سلامة _وهو اسمه الحقيقي_ كان يحدق به في برود وكأنه لم يفعل شيء يأنب به ضميره أو يخاف من مصيره.

قال بكر موجهًا حديثه لحمزة: هخرج وأسيبك معاهم.
اكتفى حمزة بالايماء وهو مثبت النظر عليهما، وحين أغلق بكر الباب خلفه تفوه حمزة بسؤال لهما: ممكن أعرف إيه الموضوع؟

تفاجأ بعلاء نزل على ركبتيه ليقبِّل قدم حمزة ليمسكه الأخير قبل أن يفعل هذا من أكتافه فوجده يبكي كما يفعل الصغار فقال ساخرًا: بتعيط؟

دون سابق إنذار لكمه في وجهه بقوة ليترنح ساقطًا على الارض ليكمل حمزة بنفس أسلوبه: مادام أنت كده جبان وبتعيط زي العيل اللي أمه مش فطماه بتدخل ليه في حوارات مش قدها، عارف شكلك بقى وحش قد إيه؟؟

حاوط علاء وجهه بيده خجلًا وخزيًا مما كان يفعله ليبوح له بكل شيء: يا حمزة بيه واللهِ أنا مظلوم، أنا شاب بسيط بيدور على الفلوس تعب من كتر اللف بين الناس والذل قدامهم عشان الجنيه، شافني عزت باشا وخدني قال لي إني هدخل في شراكة معاك عشان أحقق له مصلحته ولما أحققها له هينغنغني فلوس وأراضي وعشمني بحاجات كتير، وانا جريت وراه عشان كنت في عرض القرش.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن