ممدة على فراشها ولا تشعر بشئ، فقط ترى غشاءً أسود احتل المكان من حولها مع الشعور بوجع صارخ في رأسها وكأن الدنيا تدور بها وهي حالكة مظلمة ودون شفقة عليها.
" شهد.. شهد، فوقي يا حبيبتي"
صوتي أنثوي ليس بغريب عليها، هذا صوت أمها التي كانت سببًا رئيسيًا في كل ذلك، ألم تفكر بها وبحالتها عندما تجدها بذلك الحال، ومع من؟؟، مع أخر شخص ظنت وجوده في حياتها، بالتأكيد الأمر مدبر منه.
فتحت عينيها بمضض وانزعاج من ذلك الضوء الذي اقتحم زمردتيها التي ذبلت من تعب العمل لتجد أتعابًا أكبر، وجهت نظرها لأمها التي تنظر لها بخوف فبادلتها النظرات بلوم وشفقة في نفس الوقت، ثم نقلت بصرها لذلك الواقف أمام فراشها ينظر لها بخبث وشماتة، فمنظرها شفى الكثير من غليله.
وضعت شهد يدها على وجهها وأجهشت في البكاء بقوة جعلت جسدها يهتز بشدة، قامت ناهد من كرسيها وجلست على الفراش وأقامت الجزع العلوي من جسدها لتضمها بقوة وتمسد على ظهرها، نظرت لأسر تستنجد به فوجدته ينظر لشهد بشفقة وحزن أتقنهما وباحتراف وكأنه من كبار الممثلين في العالم، فلم يظهر عليه الكذب أو الخداع.
اقترب أسر نحو ناهد وأمسك بذراع شهد فجعلها تنتفض وتقول بنبرة عالية أقرب للصراخ: ابعد ايدك اللهي تتقطع.
نظر لها أسر ببرود وقال: إيه يا شهد مالك يا حبيبتي؟ إحنا خلاص يا روحي بقينا أهل وعادي التعامل بينا، فكيها شوية بلاش كده.ردت عليه شهد بنفس النبرة: أنت حيوان وزبالة، غور من...
قطعت حديثها ناهد التي وقفت وقالت لها بحدة: شــهــد، احترمي نفسك ولمي لسانك، ده بقى جوزي يعني تعامليه باحترام، إحنا خلاص اتجوزنا لازم تتقبلي كده.هبطت دموعها بغزارة وقالت وهي تشهق بقوة وتهز رأسها سلبًا: لا يا ماما، أنتِ مش فاهمة حاجة، ده أسر اللي..
قطع أسر حديثها وقال لناهد: ناهد، سيبيني أتكلم معاها شوية، روحي أنتِ للأوضة وأنا هتكلم معاها وهحاول أخليها أحسن، متخافيش.ابتسمت ناهد له فأمسك يدها يقبلها، كل هذا تراه شهد بدم يحترق وأسنان صكَّت ببعضها من شدة غيظها من ذلك الأسر، ذهبت ناهد وأغلقت الباب خلفها فقامت شهد بخفة وذهبت نحو الباب لتفتحه بينما الأخر يجلس وبكل هدوء وكأن شيئًا لم يحدث.
التفتت له بقوة ونظرت له بحدة وقالت بنبرة غليظة: أنا لا يمكن يتقفل عليَّ وعليك باب واحد، زي ما باب الڤيلا ده مش هيتقفل الليلة دي غير لما تكون ماشي من هنا.
ضحك بسخرية ثم اقترب منها قليلًا تاركًا بينه وبينها مسافة صغيرة وقال بثبات: حلو، قولي لي بقى هتخرجيني إزاي يا حلوة؟ أنا تقريبًا بقيت صاحب البيت، أه شكلك نسيتي إن أنا ومامي اتجوزنا، عقبالك.
![](https://img.wattpad.com/cover/322363162-288-k553690.jpg)
أنت تقرأ
وهَوى القلبُ في هَواهَا
Romanceأول رواية تُكتب بقلمي ✿ بين ندم واشتياق ولهفة وحب وقصص تحمل بين طياتها العِبَر سُردت روايتي.♡