انتهت الليلة فعاد الجميع للقصر واستقبلهم الخدم بحفاوة وأصوات الزغاريد تشق حيطان القصر، كانت شهد في أشد حالات خجلها لا تصدق أن اليوم وبشكل رسمي اقترن اسمها باسم من أحبته ودعت الله بأن يجعل فيه الخير لها، وعلى سيرته جاء من خلفها بُغتةً وحملها على ذراعيه لتشعر بوجنتيها على وشك نتيجة تصاعد الدماء لها.
صفق الجميع في مرح يراقبونهما وهما يصعدان للطابق المخصص لهما، حينما دلفا الغرفة ابتعدت شهد عنه وهي تحاول أن تقف بانتظام حتى لا تقع، نظرت له وهي تقول بنبرة أشبه بالباكية: يعني كان لازم حركة الشيل دي قدامهم؟ كسفتني!
ضحك عليها بقوة وقال بمكر: ده أنتِ صعبة جدًا في كسوفك، وشكلك كده هتعاني معايا.
تجاهلت حديثه حتى لا يزداد خجلها فيمتنع لسانها عن الكلام وقالت بلهجة آمرة قوية: اطلع برا يلا.
رفع حاجبيه باستنكار وقال: أنتِ هتغضبي عليّ من دلوقتي! لسه بدري يا مدام.
ذمّت شفتيها وقالت وهي تدفعه للخارج: لو مش عايزني أغضب عليك اطلع برا دلوقتي وهتدخل تاني، يلا بقى بلاش غلبة.
فتحت الباب ليخرج حمزة في هدوء دون الحاجة منها أن تدفعه خاصةً أنه فارع الطول وقوي البنيان أما هي ليست قصيرة ولكن جسدها ضعيف مقارنةً بخاصته.
ظلّ واقفًا بالخارج يضحك على ردة فعلها وسرعان ما ابتسم بحالمية وهو يتذكر حُمرة خجلها
أما عنها هي فكانت تفرك أصابعها ببعضهم في توتر بالغ، أمسكت هاتفها بعدما استجمعت تركيزها لتتحدث: أيوا يا وصيفة حاطة الحاجة فين؟"في شنطة محطوطة في الدولاب."
أجابتها وصيفة بتلك الإجابة لتتنفس شهد بهدوء وقالت بامتنان: شكرًا يا وصيفة تعبتك معايا.ابتسمت على الجهة الأخرى وقالت: مفيش تعب يا ست شهد أنا عيني لكِ.
ضحكت شهد وقالت: قولنا بلاش ست شهد دي، أنتِ أختي الصغيرة.
أغلقت المكالمة وتوجهت للدولاب وأخذت الحقيبة القابعة على أرضية الدولاب.
أفرغتها وقامت بترتيبات عديدة، صدر صوت طرق الباب لتسأل بخفوت: مين؟
لم يصلها رد، لتفتح الباب فتحة صغيرة فوجدت صينية متوسطة الحجم وُضع عليها الطعام، ابتسمت بسعادة وبدأت ترص الأطباق على الطاولة في شكل متناسق حتى اكتمل المظهر.
ذهبت للمرحاض المرفق بالغرفة حتى تبدل فستانها، لم تعاني منه فهو بسيط غير ضخم أو ثقيل، وقبل أن تدلف المرحاض سمعت صوت طرق الباب للمرة الثانية، كادت أن تفتح الباب لتدرك على الفور أنه ربما قد يكون حمزة فسألت نفس السؤال مرة أخرها لتُثبت صحة توقعها حيث كان حمزة الذي قال: إيه يا شهد كل ده مستني برا؟ بقالك نص ساعة قافلة الباب!
أنت تقرأ
وهَوى القلبُ في هَواهَا
Romanceأول رواية تُكتب بقلمي ✿ بين ندم واشتياق ولهفة وحب وقصص تحمل بين طياتها العِبَر سُردت روايتي.♡