الفصل السادس عشر✿ «يغتنم الفرصة»

123 9 18
                                    

أخبروا معذبتي بألام الهوى
وبقلب هوى في حبها واكتوى
-----

تصمنت قدماه التي تشعر بدوران الأرض تحتها وأضحى جسده متيبسًا وهو يسمعها تقول بلهفة غير معهودة: عامل إيه يا حبيبي وحشتني أوي واللهِ.

من هذا الذي تنعته بـحبيبي؟ يعرف شهد معرفة سطحية ولكن لا يظهر عليها أنها تعرف شابًا أو تكن على علاقة بأحد ويأكد حديثه صدها لذلك الممرض الذي ازداد مقته بمجرد تذكره

أكملت حديثها بمرح: خلاص قعدتك برا مصر نستك أهلك.
ضحكت ضحكة بسيطة وقالت باشتياق ممزوج بحزن: طمني على عمتي أخبارها إيه بقالي كتير مكلمتهاش ولا شوفتها.

صمتت لثوانٍ _مرة أخرى_ طالت ثم تنهدت بعمق وقالت بصوت متحشرج لمقاومتها للبكاء: الحمد لله على كل شيء يا يزيد أنا راضية.

وفي الناحية الأخرى أجابها يزيد بحنق: وإيه اللي يجبرك ترضي بوضع زفت زي وضعك ده؟ خلاص مبقاش لكِ أهل يا شهد عشان تمشي وأخبارك تتقطع عنهم بالشهور، لو كنت أعرف إن في سفري هيحصل فيه كل ده مكنتش هسيبك ومش بعيد كنت اتجوزتك كمان.

ضحكت بصوت عالٍ -لتفر دموعها وكأنها لم تكن- مما جعل حمزة يزدرد ريقه وغصة عالقة بحلقه، لم يتحمل هذا طويلًا ففتح الباب على غفلة لتنتفض من على فراشها ولحسن الحظ كانت ترتدي حجابها.

قرَّبت الهاتف من شفتيها الصغيرة وقالت بصوت خافت: يزيد معلش اقفل دلوقتي وهبقى أكلمك بعدين.
لم تغلق فورًا لاستمرار حديث الأخر لتنهي المكالمة قائلة بفراغ صبر وقلق معًا: هكلمك بعدين طيب.

أغلقت المكالمة وألقت الهاتف على الفراش ثم حولت نظرها لذلك الجسد الضخم الذي يقف أمامها مثبت النظر عليها لتقول بثبات مزيف: خير يا أستاذ حمزة، مش في باب نخبط عليه؟
اقترب منها بهدوء مريب ليصبح الفارق بينهم صغير عن قبل وقال: كنتِ بتكلمي مين؟

أجابت بتعجب وحاجبين معقودين: نعم!؟
ليعيد سؤاله بغضب اقوى من ذي قبل: كنتِ بتكلمي مين يا شهد، ردي؟؟؟

تعجبت من أسلوبه وصوته العالي الذي جذب انتباه يوسف الذي دخل الغرفة متعجبًا من وجود ابن عمه في غرفة بها ضيفتهم ولوحدهم!

تحدث يوسف بريبة: خير يا جماعة مالكم؟ في إيه يا حمزة صوتك عالي ليه؟
رمقا بعضهما البعض دون أن يهتم أحدهم لسؤاله فقال بنبرة أعلى قليلًا: في إيـــــه؟

التفتت شهد تأخذ هاتفها وأجابت يوسف لتريح قلبه: الأستاذ بيدخل عليَّ الأوضة وبيدخل في خصوصياتي للمرة التانية يا أستاذ يوسف، بتكلم في التليفون وجاي يسألني بكلم مين ولما ماردتِش اتعصب وعلَّى صوته عليَّ.

أدار حمزة رأسه حين كانت تشتكيه ليوسف وحين أنهت أدار جسده كله ليقول بحدة: معندناش بنات بتتكلم مع شباب بمرقعة ودلع، الكلام ده مش بيحصل عندنا ولا نتشرف في وجوده.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن