الفصل الخامس والعشرون✿ «نطفة»

105 4 18
                                    

وبعد ساعات سفر وصبر، وصلت لوجهتها وبأرجل تتقدم إحداهما وتتأخر الأخرى دلفت باب المركز الذي ظنت أنها ستعاني حتى تجده ولكن خطوات سعيها كانت يسيرة.

وصلت أمام شباك الاستعلامات لتسأل إحدى الفتيات الجالسة وراء الزجاج: أستاذ حمزة صاحب الشركة موجود؟
أجابت فتاة الاستعلام: للأسف يا فندم مش هيبقى موجود الفترة دي.

سألتها ناهد بفضول: ليه؟ هو في حاجة؟
عُقد ما بين حاجبيها وسألت بتوجسٍ: في حاجة يا فندم؟
ابتلعت ناهد ريقها بتروٍ وقالت مبتسمة: أبدًا أنا واحدة من معارفه وجيت أشوفه زيارة يعني.

أومأت الفتاة بتفهم وقالت: مستر حمزة كان فرحه من يومين على دكتورة عندنا في المستشفى اسمها شهد، حضرتك معندكيش علم بكده؟

انفرجت أساريرها مصاحبةً لدموع هبطت كالسيل وقالت بتلعثم: لأ مقاليش، متتصوريش أد إيه فرحت، طيب أنا أول مرة آجي المحافظة ممكن عنوان بيته؟

كادت أن تتهور الفتاة مرة أخرى فهي نفسها التي أعطت رقم هاتف شهد دون إذن وسامحها حمزة بعد الكثير من التهديدات وتهدئة يوسف له واكتفاء الأول بخصم جزء لا بأس به من راتبها الشهري، والمضحك أنها لا تعلم أن من تقف أمامها هي نفسها التي طلبت منها رقم هاتف شهد.

ظهر الارتباك على قسمات وجهها وحركات يدها الغريبة ولكن سرعان ما أدركت الموقف وقالت: بعتذر لحضرتك بس ممنوع معرفة عنوان صاحب المستشفى تقدري تستريحي في الريسبشن وأنا هتصل بحضرته وأبلغه، بس ممكن تقولي لي حضرتك مين بالظبط؟

أغمضت عينيها لبرهة وهي تتنفس بصعوبة وشفتيها تملكتهما رعشة خفيفة ولكن عزمت على أمرها وقالت بثبات واهي: ناهد الباشا والدة الدكتورة شهد.
----------❥

بعد أخذ الكثير من الصور توثق لحظات اليوم خرج الجميع خارج المنزل يودعون العروسين حيث أروى بين أحضان أمها تمتثل لها حيث كانت تبكي لا تريد مفارقة وحيدتها

ويزيد الذي يلقي التحية على الجميع إلى حين انتهاء وصلة البكاء التي تحدث بجانبه إلى أن أتى إبراهيم وارتمى بين ذراعيه يحتضنه _في عناق صغير_ كما لو كان أباه ثم ابتعد عنه قائلًا ببعض من الحرج: بعتذر لحضرتك للمرة اللي مش عارف عددها لعدم حضور والدي النهاردة ربنا يعلم هو تعبان إزاي.

ربت إبراهيم على كتفه وقال: أنت ابني يا يزيد وأنا وي والدك فمفيش داعي للإحراج ده كله، بلغ سلامي له ولنا لقاء عن قريب.

ابتسم يزيد ممتنًا لتقديره لموقفه وكما وعده منذ قليل أن لن يجرؤ أحد عن الحديث عنه بشيء سلبي، اتجه يزيد لحماته يقبِّل يدها وجبينها لتوصيه بقلب أم منفطر على ذهاب ابنتها بعيدًا عنها فسوف يسافر بها للإمارات ليباشر عمله هناك بعد مداومته على العمل بالحاسوب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن