صباح يوم جديد ملئ بالخطط والأحداث.
تبدأ في مقهى تجلس شهد على إحدى المقاعد الموجودة فيه تنتظر ذلك الرجل الذي تواصلت معه لمقابلته اليوم وفي هذا المكان الهادئ كي يتحدثوا سويًا في هدوء.
بينما ناهد تجلس على طاولة بعيدة عنها، وقد ظنتها ستذهب معها كي يقضين الوقت سويًا ولكن تبين أن شهد أتت هنا لغرض معين غافلةً عن رغبة والدتها في الجلوس معها، فإن كانت ناهد تهمل ابنتها في الماضي فالأخرى الأن تفعل ما كانت تفعله معها.
زفرت بضيق ثم لاحظت اقتراب رجل ذو شعر متوسط الكثافة وطويل القامة، يمتلك ملامح هادئة، مدَّ يده ليصافح شهد التي نظرت ليده بخجل وقالت: أنا أسفة مش بسلم على الرجالة يا أستاذ مدحت.
ضمَّ يده في خجلٍ كبير ثم اعتذر منها لجهله بالموضوع فأومأت برأسها بكل هدوء ثم دعته للجلوس على الكرسي المقابل لها وأعقب فعلته بسؤال خرج بنبرة مهزوزة لقلقه: خير يا دكتور شهد طلبتيني لشئ مهم.
اعتدلت شهد في جلستها وشبكت أصابع يدها ببعضهم البعض ووضعتهما على الطاولة وقالت بهدوء: أولًا عايزة حضرتك تهدى تمامًا الموضوع لا يستدعي القلق اطلاقًا، كل ما في الموضوع يا أستاذ مدحت إن بنت حضرتك جات عندي المستشفى بسبب إنها كانت تعبانة بس هي جات لي بشكل غلط، بمعنى إنه مش أنا الدكتورة اللي هعالجها ولكن ما سيبتهاش الصراحة وفضلت معاها هي والبنوتة المربية بتاعتها، وعشان كده استدعيت حضرتك النهاردة عشان نتكلم في الموضوع ده.
ازداد قلقه أكثر خاصةً عند ذكر ابنته الوحيدة فقال بنبرة سريعة: طب هي مالها نرمين؟ أنتِ قلقتيني عليها أكتر.
ابتسمت شهد ببرود ثم نظرت له نظرة جادة ووجهت له سؤالًا: حابة أسأل حضرتك سؤال مهم وياريت ترد عليَّ بصراحة، إمتى كانت أخر مرة شوفت فيها بنت حضرتك؟
نظر للفراغ بتيه فهو شبه ناسٍ متى كانت أخر مرة رأها فيها، فرد عليها بنبرة تدل على تردده: يمكن من سبع أو تمن شهور، مش فاكر أوي المدة بصراحة يعني.
مطت شفتيها بضيق وقالت: وهو فيه حد يغيب عن بنته الوحيدة لشهور طويلة، ده أنا لو مكانك مش هسيبها دقيقة.
نظر لها بضيق مماثل وقال بتهكم: وهو سعادتك مسيباني شغلي وحالي وجيباني هنا عشان تلوميني إني مش بزور بنتي؟ شكل حضرتك فاضية يا دكتورة، أحسن لك تروحي تشوفي لك حياة تعيشيها وتسيبيني في حالي أنا وبنتي.
نظرت له بحزن ثم استطردت حديثها: أنت مش شايف إن في حاجة في كلامك غريبة؟
ابتسم ابتسامة جانبية توحي بسخريته وقال: أنا مش شايف أي حاجة غريبة غير قعدتي معاكِ دلوقتي.
زفرت بضيق ثم استرسلت الحديث محاولةً تجاهل ردوده الفظَّة: اسمع يا أستاذ مدحت، أنا جلوسي معاك دلوقتي شئ هتحاسب عليه لو مكنتش عملته ده أولًا، ثانيًا أنا قعدتي معاك مش غريبة الغريب اللي في الموضوع هو حضرتك.
أنت تقرأ
وهَوى القلبُ في هَواهَا
Romanceأول رواية تُكتب بقلمي ✿ بين ندم واشتياق ولهفة وحب وقصص تحمل بين طياتها العِبَر سُردت روايتي.♡