الفصل التاسع عشر✿ «لم يتمهل»

88 8 17
                                    

انتهى الأسبوع على أكمل وجه، كلٌ ترك بصمته في ابتسامة مطمئنة على وجه امرأة اطمئنت على ولدها وعلى شفتي رجل عجوز ابتسامة راضية لجهودهم وبدون مقابل.

ولكن عنها هي كانت أكثرهم سعادة بتلك الحملة وأيضًا بزوجها التي ارتبطت به منذ عشر أيام، تنظر لخاتمها الذهبي وتلفه على بنصرها في يدها اليسرى وتبتسم رغم أنه واسع قليلًا على اصبعها ولكن لم يقف ذلك مانعًا شعورها بالسعادة به فيكفي أنه تذكرها.

وراحت ذاكرتها عندما ذهبا منذ يومين لمحافظة الأقصر وكانت تقف بعد فترة الظهيرة أمام النيل المنعكس عليه أشعة الشمس لتعطي شكلًا لامعًا جاذبًا للعين ليأتي من ورائها وفي يده علبة مخملية ملمسها ناعم لونها أحمر.

أحاط خصرها بذراعيه ولثم وجنتها الناعمة ليقشعر بدنها وتظهر ابتسامة رقيقة أبرزت جمالها الساحر الناعم.

لفَّ يوسف جسدها ليتأمل عينيها والذي اكتشف بمحض الصدفة أن لونها عسلي أقرب إلى الأخضر تحت ضوء الشمس.

حدَّثها يوسف بحب أول مرة يظهر في صوته: عارف إنك مش بتلحقي تقعدي معايا كتير عشان شغلنا بس للأمانة أنا مش بنساكِ.

ابتسمت له بنعومة، نظر ليده لتنقل هي أيضًا بصرها لموضع نظره فانتبهت للتو لتلك العلبة الصغيرة، أسرع في فتحها ليطل أجمل وأرقى خاتمٍ في نظرها.

أمسك يوسف يدها اليسرى _بدون خجل أو خوف من ذلك_ ليضع الخاتم في بنصرها وقال بمرح: متأسف يا نادين هانم أول مرة أشوف الايدين الحلوة دي من قريب ومعرفش حجم صوابعك إيه والخاتم طلع واسع حتى أقدر أحط صباعي معاكِ.

انفلتت منها ضحكة خافتة وقالت بمراوغة: محاولة كويسة يا حبيبي ولو إني حاسة إن عندك خبرة في شرا الخواتم.

طيف ابتسامة تسلل لشفتيه على أثر كلمة "حبيبي" التي وللمرة الأولى تحدثه بها، أجابها ببراءة: وحياتك أنتِ أول واحدة اشتري لها خاتم وأخر واحدة عشان أنتِ من بعدك مفيش.

ابتسمت بخجل ونظرت أرضًا ليقترب منها رويدًا ليضمها لصدره وهو يخشى أن تنفر فعلته ليجد ذراعيها تحاوط عنقه بتعلق ليشدد على خصرها في عناقٍ انتظره كثيرًا ليناله معها

التقط سائح أجنبي لهما صورة وتوجه لهما ليعرضها عليه والتي سُعدت نادين بها بينما يوسف كان يشعر بقليل من الحنق، حتى حينمل يجد وقتًا مخصصًا لها يأتي أحد ويشاركهما ذلك ولكن أخفى شعوره حين رأى نادين ممسكةً بالصورة بين أناملها مبتسمة باتساع ليبتسم على أثرها وليشكر ذلك السائح رغم شعوره بغيرة طفيفة.

عادت من شرودها تستدرك حالها حيث كانت تبتسم بحالمية وحب يصطحبهما الاشتياق وفي يدها نفس الصورة.

وصلت السيارات للمركز وبشكل أدق لسكن الأطباء ليهبط مجموعة من الطاقم ويبقى الأخر ليوصلهم سائقو السيارات لبيوتهم.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن