الفصل السابع عشر✿ «عقد قرانها»

150 11 21
                                    

ما زلت أندهش عند رؤيتك
رغم مجيئك ألف مرة بذات الملامح. ♡

- بلال راجح
–––––

في إحدى شقق الايجار صغيرة المساحة كان شابٌ يدعى جمال يرتدي حذاءه مستعدًا للخروج وقبل أن يفتح الباب حدَّثه من يعتبره أخاه الكبير وليس صديقه في العمل "هشام" وقال بصوت عالي ليصل لمسامعه: مش عايز حاجة يا عم هشام؟

أجابه هشام وهو يتقدم منه وقال: تسلم يا غالي روح شوف شغلك والستات هنا في أمانتي.
ربت جمال على ذراعه وبابتسامة صادقة ودعه، أغلق هشام الباب خلفه وما لبث يلتفت ليعود للمطبخ ويساعد النساء في تحضير الفطور أوقفه صوت طرقٍ على الباب، أيعقل أن جمال نسي شيء؟

لم يأتي توقعٌ بباله غير ذلك وبالفعل فتح وجده جمال وهو يقول: معلش يا عم هشام في واحد بيسأل عليك وبيقول إنه عارفك.

سأله هشام بتوجس فلا يوجد من بالصعيد بأكمله يقربه ليأتي ويسأل عليه: مين ده؟
"أنا يا عمو هشام." رغم أنه لم يسمع ذلك الصوت إلا مرة واحدة وكانت عابرة إلا أنه يحفظه عن ظهر قلب.

اِطَّلع برأسه لتتأكد شكوكه من أنه هو فقال له سريعًا: يوسف يا ابني اتفضل يا حبيبي أهلًا وسهلًا.
ثم وجه حديثه لجمال: ده يوسف مدير بنتي في الشغل مش حد غريب، ربنا معاك يا جيمي.

أشار بيده يودعه للمرة الثانية، أغلق هشام الباب وأجلس يوسف على الأريكة المتوسطة لغرفة المعيشة ولا عجب من مجيئه فقد أخبره بعنوان مسكنه ولكن المريب أنه حتى الأن لا يعلم سبب مجيئه المفاجيء.

أمر زوجته في المطبخ وقال: اتنين شاي يا منى.
أسرع يوسف معترضًا: ملوش لزوم يا عمي أنا جاي أتناقش معاك في حاجة بسيطة وماشي.

ابتسم هشام بمداعبة وقال بمرح: يا أخويا ده كوباية شاي هو أنا قولت لها تنزل بالغدا؟
جلس هشام بجانبه وقال: اؤمرني يا سيدي.

حمحم يوسف ليجلي صوته وقال ببعض من التردد فهو لم يرتب أفكاره أو يعد ما سيقوله: أنا مش عارف أجيبها إزاي وخايف أعك الدنيا بس.

ربت هشام على فخده قائلًا بابتسامته الحنونة: يوسف، أنا أخر انسان يسيء الظن في الناس فخد راحتك أنت زي ابني.
تنهد يوسف براحة وقرر أن يختصر الحديث وقال: طيب حيث كده أنا جاي أطلب ايد نادين.

أجفل جسدهما على صوت صينية ارتطمت على الأرض فالتفت كلاهما ليجدا منى متصنمة مكانها فابتلع يوسف ريقه وقال باستسلام: طب أستأذن أنا شكل الحاجة مش موا...

وما كاد يكمل كلمته حتى صدحت صوت زعرودة تشققت جدران الشقة على أثرها.
----------❥

بعد ظهر نفس اليوم أنهت نادين اجراء تلك العملية وخرجت من الغرفة تنزع قفازاتها الزرقاء ويسير بجانبها الطبيب محمود وهو يقول: هايل يا نادين كل يوم بتثبتي لي مدى كفاءتك في الشغل.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن