في مركز الصفاء
تجلس شهد رفقة نادين في مطعم ملحق بالمشفى، تأكل نادين الطعام بنهم عكس الأخرى تضع معلقة في فمها وتنتظر بالدقائق لتضع الأخرى.
نظرت لها نادين وفي فمها كم من الطعام كبير وقالت: إيه يا شهدود الأكل مش عاجبك؟ ده حتى عندهم شوية مخلل إنما إيه.
ابتسمت بهدوء وقالت بنبرة مترددة: أنا حاسة إني اتسرعت أوي في اللي عملته.
تركت نادين الطعام وصبت كل تركيزها على حديثها لتكمل: يعني سامح اطرد من شغله وبقى له سمعة مش كويسة وبرضو روميساء خسرت شغلها اللي الله أعلم كام واحد عايش على حسه، حاسة إني غلطت.قلبت نادين كفها بعدم تصديق وقالت وبينها وبين الجنون خصلة شعر: لا حول ولا قوة إلا بالله، أنتِ عبيطة يا شهد، وقعتِ على دماغك مثلًا؟ أنتِ بتلومي نفسك إنك أخدتِ حقك؟ مش معقول تكوني بتتكلمي جد أكيد بتهزري.
زفرت شهد بضيق وهي تحاوط رأسها بكفيها وقالت بحزن وارهاق من تفكيرها: أنا تعبت يا نادين، أنا مكنتش عايزة أتحط في موقف زي ده.
قاطعتها نادين قائلة بانفعال لفت أنظار البعض لها: واتحطيتِ فيه يا شهد واللي كان كان هنفضل نندب طول عمرنا؟ فكري شوية شهد أنتِ بتشفقي على مين؟ دي القادرة المفترية اللي الغلط راكبها من تحتها لفوقيها وقفت قصادك بكل بجاحة وعيني عينك معتذرتش، انسانة زي دي تستاهل الشفقة؟ دي تستاهل الحرق والجلد.
فضلت شهد الصمت عن الرد فنادين لن تتحمل كلمة أخرى منها بعدما أثارت انفعالها، قامت نادين وهي تحمل صينية طعامها وحاولت ظبط انفاسها وقالت: راجعي نفسك يا شهد، مش الكل يستاهل الثقة ومش الكل يستاهل الحب ومش الكل يستاهل الشفقة، راجعي نفسك.
تركتها نادين تفكر في كلامها مليًا ليأتي صوت من خلفها يقطع كل ذلك حيث كانت مجموعة من ممرضين المشفى، إن تحدثنا عن النية فهم لا يعلمون من هي الطبيبة التي سببت في سجن أحد زملائهم ولا يعلمون أنها تجلس موازيةً لهم تنصت لكل حرف يتفوهون به ليقول أحدهم: سامح بجد ضاع بالمنظر ده مفيش مستشفى هتقبل به بعد كده.
تحدث ممرض أخر: أمه لغاية دلوقتي متعرفش اللي حصل، ست غلبانة وتعبانة معرفش هتستحمل الخبر ده إزاي؟
تحدث ثالثهم بغيظ: آه لو أعرف اللي ودت سامح ورا الشمس دي.أجابه أحدهم بتحذير: لا يا عم متقولش كده، هو برضو ضايقها ويستاهل هو اللي عمل في نفسه كده.
هز أخر من تحدث رأسه بقلة حيلة وقال: أدي أخرة اللي بناخده من النسوان.حرك الأخرون رؤوسهم بقلة حيلة من تفكير صاحبهم، أما عنها فهبطت دموعها بقوة، لديه أم مريضة لا تعلم أنه أضحى ذا سمعة سيئة وخسر عمله وكله بسببها!
جاء ببالها حل ولكن حبذت أن تحتفظ به تلك المرة دون اخبار أحدٍ به.
أنت تقرأ
وهَوى القلبُ في هَواهَا
Romanceأول رواية تُكتب بقلمي ✿ بين ندم واشتياق ولهفة وحب وقصص تحمل بين طياتها العِبَر سُردت روايتي.♡